انتزع فريق الفتح الرباطي بقيادة الإطار الوطني حسن عموتا، تعادلا إيجابيا من ملعب نكولوما بمدينة لوسكا الزامبية، أمام فريق زاناكو الزامبي برسم الجولة الخامسة لدور المجموعات من كأس الإتحاد الإفريقي. تعادل مكنه من المرور إلى المربع الذهبي والالتحاق بكل من الإتحاد الليبي، هلال السوداني والصفاقس التونسي. مكونات فريق الفتح جندت كل الإمكانيات حتى تكون الرحلة موفقة، خصوصا أنها كانت مراطونية بسبب غياب خط مباشر يربط مطار محمد الخامس بمدينة لوسكا، بالإضافة إلى افتقاد الفريق لخدمات ثلاثة لاعبين أساسيين وهم المخضرم الروكي، أيوب الخالقي وعبد الإله منصور، بسبب جمعهم لإنذارين. كل هذه المعوقات لم تنل من عزيمة الفريق الرباطي الذي استلهم الهمم وشحن بطاريته، بعد تعادل ثمين داخل العش الأخضر أمام الفريق الرجاء وأمام جماهيره، تعادل جعله يكتسب الثقة اللازمة لمواجهة الفريق الزامبي. وبالعودة إلى مجريات المباراة التي شهدت طقسا حارا ورطوبة عالية، فرض ممثل الكرة المغربية أسلوبه على المباراة بدفاع صلب ومستميت، في حين تميز الفريق الزامبي بالسرعة في العمليات الهجومية، لكن الفريق الرباطي دخل بدون مركب نقص واستطاع افتتاح النتيجة ومغازلة الشباك بواسطة هداف الفريق الحسن يوسوفو على إثر تسديدة قوية ومركزة هزمت حارس الفريق المضيف في الدقيقة 51 من زمن الشوط الثاني. بعد هذا الهدف، حاول الفريق الخصم معادلة الكفة عن طريق تكثيف حملاته الهجومية في معترك العمليات والضغط على حامل الكرة، وهو ما تأتى له عن طريق اللاعب سيمون سيلوامبا في الدقيقة 77 عن طريق رأسية غالطت الحارس عصام بادة، هدف لم ينل من عزيمة الفتحيين الذين صمدوا حتى الرمق الأخير من الجولة الثانية، ليعلن حكم المباراة صافرة النهاية بتعادل إيجابي هدف في كل شبكة. هي إذا نقطة ثمينة مكنت الفريق الفتح الرباطي من حجز مقعدا له بمربع الأقوياء، في انتظار الجولة الأخيرة أمام النادي الصفاقسي التونسي على أرضية مركب الأمير مولاي عبد لله، في رواية أخرى لتحديد صاحب المركز الأول ولتأكيد صحوة فارس الرباطي وبسط هيمنته على باقي الفرق المشاركة وكذا رد الدين بعد الهزيمة المذلة بثلاثية ببلاد نسور قرطاج. بهذا تستمر إذن فصول حكاية السفينة الفتحية بقيادة الربان الوطني عموتة، حيث يستمر معها مسلسل التألق الإفريقي، تألق يعيد للجمهور المغربي نسبيا البسمة التي فقدها، بعد عجز الفرق المغربية عن تجاوز عتبة الدور الأول على الصعيد القاري بتساقطها تباعا كأوراق الخريف، ليعطي بذلك فريق العاصمة درسا أخر لباقي الفرق المغربية التي غابت لمدة طويلة عن منصات التتويج.