تحتضن منطقة العرفاء بالطائف فعاليات سوق عكاظ الثقافي الرابع المنظم هذه السنة تحت شعار «سوق عكاظ -ملتقى الحياة». وتشكل هاته السوق التي افتتح تظاهراتها الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، علامة مميزة في اللقاءات الثقافية العربية، بما يحيل إليه هذا الفضاء من بعد تاريخي وفكري وأدبي وشعري انطلق مع معلقات فطاحل الشعراء العرب التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ. وحاول المنظمون استحضار هذا البعد من خلال مجموعة من الفعاليات في «جادة عكاظ» التي تجاوز طولها الكيلومتر بهدف التذكير بأجواء سوق عكاظ التاريخية بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقة بهاته السوق القديمة. وأقيمت محلات ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية على جانبي الجادة التي ستشهد أعمالا مسرحية «درامية» تاريخية متنوعة تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما وتؤدى باللغة العربية الفصحى إضافة إلى تقديم قصائد من الشعر العربي الفصيح وخاصة المعلقات والخطب، التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ. ويؤدي هاته الأعمال ممثلون محترفون وهواة على طول الجادة بهاته السوق التي ستعرض بها أيضا نماذج من الحياة اليومية المعروفة في عكاظ قديما كمرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم قصائدهم فضلا عن تقديم عروض للألعاب الشعبية والرياضات التراثية ومحلات للحرف والصناعات اليدوية. ووضع أمير منطقة مكةالمكرمة بمناسبة افتتاح سوق عكاظ الحجر الأساس ل»خيمة سوق عكاظ» إيذاناً ببدء الأعمال الإنشائية بها على مساحة تتجاوز أربعة الآف متر مربع وتحتوي على قاعة كبرى تتسع لنحو 3000 شخص مع جميع الخدمات المساندة لها بتكاليف وصلت نحو 36 مليون ريال. ويحفل برنامج الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ الذي يستمر خمسة أيام بندوات وأمسيات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة إضافة إلى المسرحية الرئيسية لهذا العام عن طرفة بن العبد التي تسلط الضوء على معلقته وسيرته. ومن ضمن ندوات هذه التظاهرة الثقافية التي يشارك فيها عدد من المفكرين والأدباء العرب ندوة بعنوان «من تجارب الكتاب» وندوات أخرى تتناول مواضيع «شعر طرفة بن العبد» و»المستشرقون والشعر العربي» و»المسرح السعودي إلى أين» و»التاريخ الإقتصادي لسوق عكاظ» بالإضافة إلى أمسية شعرية يشارك فيها الشاعر المغربي حسن نجمي والشعراء سمير فرج (مصر) وبديعة كشعري وحسن الزهراني من السعودية.