اقتراح احتضان مدينة البوغاز بشكل دائم للحوار الإعلامي بين الشمال والجنوب أكد رئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين جيم بوملحة أول أمس السبت بمدينة طنجة أنه من العار أن يتواصل اعتقال الصحافيين بالقارة الإفريقية في عالم القرن الواحد والعشرين. وأوضح بوملحة، الذي كان يتحدث خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع المكتب التنفيذي لفيدرالية الصحافيين الأفارقة، أنه «من العار أن تكون بعض البلدان بالقارة الإفريقية ما زالت تلجأ، في القرن الواحد والعشرين، إلى اعتقال الصحفيين»، وذلك في إشارة إلى اعتقال الصحافيين المغربيين محمد السليماني ولحسن تيكبادار، اللذين يشتغلان بصحيفة «الصحراء الأسبوعية»، من طرف السلطات الجزائرية خلال الأسبوع الماضي. وكانت الفيدرالية الدولية للصحافيين قد أدانت الثلاثاء الماضي «الممارسات التي تعرض لها الصحافيان المغربيان اللذان رفضت السلطات الجزائرية، دون أي سبب معقول، السماح لهما بمغادرة فندقهما بتيندوف»، وطالبت حينها ب «رفع إجراء الاعتقال ووضع حد لمسلسل الاستنطاق الذي يخضع له الصحافيان بتيندوف». وأشار بوملحة من جهة أخرى إلى أن النقاش خلال هذا الاجتماع يتعين أن ينصب على ضرورة النهوض بأوضاع الصحافيين بالقارة الإفريقية وسبل دعم فيدرالية الصحافيين الأفارقة، وهي المنظمة الفتية التي حققت تقدما كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل مساهمة مجموعة من النقابات الوطنية، من بينها النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وفي هذا الصدد، أعرب الكاتب العام للفيدرالية الدولية للصحافيين آيدن وايت، عن «تفاؤله» تجاه مستقبل الإعلام بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى وجود العديد من مبادرات بدول غرب وشمال إفريقيا للنهوض بأوضاع الصحافة والصحافيين. وقال إن «الإعلام أصبح موضوعا للنقاش العمومي بمجموعة من بلدان القارة السمراء»، مشيدا باختيار مدينة طنجة لإطلاق نقاش التقارب والحوار بين مهنيي الإعلام بشمال العالم وجنوبه. ومن جانبه أكد رئيس فيدرالية الصحافيين الأفارقة عمر فاروق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا «الاجتماع هام لكون المؤتمرين سيناقشون على مدى يومين سبل تنظيم مهنة الصحافة بالقارة الإفريقية والدفع بالفيدرالية»، التي تضم حاليا حوالي 38 عضوا. وأضاف أن «المؤتمرين سيعملون خلال الاجتماع على وضع خارطة عمل لفيدرالية الصحافيين الأفارقة خلال السنوات المقبلة»، موضحا أنها فرصة للاطلاع على التجربة المغربية في المجال. أما الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد، فقد ابرز أن «المغرب، إلى جانب مجموعة من البلدان الإفريقية، حقق تقدما مهما في مجال الممارسة الإعلامية»، مشيرا إلى أن هناك «نقابات قوية تدافع عن حقوق الصحافيين». وتقدمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن طريق فرعها المحلي بمدينة طنجة، خلال هذا الاجتماع باقتراح احتضان مدينة البوغاز بشكل دائم للحوار الإعلامي بين الشمال والجنوب، خصوصا وأن المدينة مقبلة على افتتاح «بيت الصحافة»، الذي من المنتظر أن يضم مركزا متوسطيا للإعلام. يذكر أن هذا الاجتماع عرف مشاركة ممثلين عن الاتحادات الوطنية للصحافيين أعضاء فيدرالية الصحافيين الأفارقة، ويتعلق الأمر بقيادات صحافية من تونس والجزائر والصومال وزيمبابوي والكونغو الديموقراطية والنيجر وأوغندا وبوروندي وجنوب إفريقيا والسينغال والكامرون والبلد المضيف المغرب. وتضمن برنامج هذا اللقاء بالإضافة إلى الجلسات المغلقة لاجتماع المكتب التنفيذي لفيدرالية الصحافيين الأفارقة، زيارة لقناة «ميدي1 سات» وورش بناء «بيت الصحافة»، ولقاء مع مدير المركز الجهوي للاستثمار لتقديم المؤهلات التي تزخر بها جهة طنجة تطوان.