شهدت الترسانات النووية على نطاق العالم تضخماً هائلاً خلال الحرب الباردة، من عدد لا يكاد يتجاوز 3000 سلاح نووي في عام 1955 إلى ما يزيد عن 37000 سلاح بحلول عام 1965 (امتلكت الولاياتالمتحدة منها 31000 سلاحا فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 6000 سلاحا)، وإلى 47000 سلاح بحلول عام 1975 (امتلكت الولاياتالمتحدة منها 27000 سلاحا فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 20000 سلاحا) وما يزيد عن 60000 سلاح في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي (امتلكت الولاياتالمتحدة منها 23000 سلاح فيما امتلك الاتحاد السوفيتي 39000 سلاح). ووفقاً للمبادرة المتعلقة بالتهديد النووي، بدأت إسرائيل برنامجاً نووياً في الخمسينيات من القرن الماضي، وأكملت مرحلة البحث والتطوير لبرنامجها التسلحي النووي في عام 1966، رغم أنها، وفق ما هو متوافر ضمن المعلومات العامة، لم تُجر اختبارات على أي سلاح. وقد تبنت إسرائيل ما يطلق عليه «سياسة الغموض النووي»، حيث لم تؤكد ولم تنكر وضعها النووي. وهي ليست طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1968، كما أنها وقّعت لكنها لم تصادق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وأصبحت الهند رسمياً سادس دولة تقوم بتطوير أسلحة نووية، حيث أجرت تجربة نووية وأعلنت أنها تفجير نووي سلمي في مايو 1974. وفي عام 1982، قامت دولة أخرى، وهي جنوب أفريقيا، بالحصول على أسلحة نووية، وفق مركز معهد مونتيري لدراسات حظر الانتشار النووي. ووفق ما هو متاح ضمن المعلومات العامة، لم تقم جنوب أفريقيا بإجراء أي تجارب نووية. وبعد أقل من عشر سنوات، مع التحول المتوقع إلى حكومة منتخبة من الأغلبية، قامت جنوب أفريقيا بتفكيك جميع أسلحتها النووية، وهي الدولة الوحيدة حتى اليوم التي تخلت طواعية عن أسلحتها النووية الواقعة تحت سيطرتها الكاملة. وقد اكتمل تفكيك الأسلحة في عام 1991. وقد انضمت جنوب أفريقيا في العام ذاته إلى معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1968 كدولة خالية من الأسلحة النووية. ولم يشهد العالم أي انخفاض جوهري في أنشطة التجارب النووية والحصول على الأسلحة النووية بين الدول المالكة للأسلحة النووية حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي. وقد وصل إجمالي عدد التجارب النووية في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي إلى 174 تجربة. وفي أيامنا هاته، تشهد العلاقات الدولية مرحلة أزمة وتوترات شديدة بسبب ملف إيران وسعيها نحو امتلاك السلاح النووي. وهو الملف الذي أضحى يهدد منطقة الشرق الا,سط والعالم بحرب جديدة وواسعة جراء تمسك مختلف الأطراف، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةوإيران وإسرائيل بمواقفها المتناقضة حيال المساعي الإيرانية التي تمضي قدما نحو التحقق رغم التهديدات والتحذيرات.