الناصري: على وسائل الإعلام أن لا تستعمل حرية الإبداع للإساءة إلى شعب لم يسئ إليها لم تكد تهدأ بعد عاصفة الغضب والتنديد الرسمي والشعبي للإساءة التي حملتها إحدى القنوات الفضائية الكويتية كهدية رمضان للمرأة المغربية، حتى بادر مسلسل «العار» المصري إلى اتباع نفس النهج عبر الترويج للصورة النمطية عن المغربيات المهاجرات في دول الخليج والتي تعتبرهن ممتهنات الدعارة لا غير. وفي رد فعل رسمي قال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، «إن الدعارة ليست اختصاصا مغربيا ولا توجد أي دولة في منأى عن هذه الظاهرة، بل ولا توجد دولة ليس فيها عاهرات»، مبرزا أن المغرب يمكن له بدوره «أن يثير الظاهرة بجميع دول العالم بما فيها الدول العربية». وأكد الناصري الذي كان يتحدث في لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس الماضي «أن الحكومة لا تريد أن تجعل من مثل هذه المواضيع التي تؤدي أدوراها السخيفة مجموعة من الهاويات، ملف الساعة، ولكن في المقابل تريد أن يحترمنا الجميع، وما يتم بثه مظاهر يعبر عن حالات شاذة ولا يمثل واقع البلاد أو القاعدة العامة». واستطرد قائلا «لنتحدث بكل صراحة، فهذا الأمر ليس مدخلا للتشويش على المغرب، لأن المغرب أمة ذات حضارة وأنفة وذات حرمة، وله رب يحميه ولن يسمح لأي أحد العبث به». وبخصوص الإساءة التي حملتها سلسلة «أبو قتادة الكويتي» قال الناصري: «إن ملف الإساءة للمغربيات من قبل قناة الوطن الكويتية قد طوي»، على اعتبار أن القناة التلفزيونية قدمت اعتذارا بهذا الخصوص، هذا فضلا عن أن وزارة الخارجية الكويتية عبرت عن الأسف لما حصل. وأكد الوزير، أن الحكومة نددت بالإساءة التي لحقت المرأة المغربية من خلال المسلسل الكرتوني «أبوقتادة»، قائلا» إن الحكومة قامت بما يجب القيام به». وأضاف الوزير «أنه يجب أن يكون تعامل وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة مع القضايا المجتمعية وفق مرجعية أخلاقية، وأن لاتستعمل حرية الإبداع للإساءة إلى شعب لم يسئ لها، مشيرا أنه لايمكن للشعب المغربي الإساءة إلى أي أحد، وننتظر من الذين يتعاملون معه أن يتعاملوا بما يلزم من الاحترام والوقار». وفي المقابل، لازال التنديد الشعبي بما أفصح عنه الإنتاج الدرامي المشرقي من تحقير للمرأة المغربية متواصلا، حيث طالب العديد من المدونين ورواد الموقع الالتكتروني الاجتماعي «فيسبوك»، بمتابعة أصحاب هذه الأعمال التي تسيء إلى المغربيات وتريد تشويه سمعتهن عبر استغلال حالات استثنائية لفتيات تم التغرير بهن وكن ضحايا لمافيا الاتجار بالبشر في دول المشرق ومحاولة تعميم تلك الصورة كأنها تعبر عن الواقع.