يعلن حزب التقدم والاشتراكية، اليوم بالرباط، عن مضامين ومقترحات برنامجه الانتخابي، وفي نفس الوقت يواصل، على غرار باقي الهيئات السياسية، تقديم لوائح مرشحاته ومرشحيه بمختلف الدوائر على الصعيد الوطني، ويستعد لخوض الحملة الانتخابية في أفق اقتراع سابع أكتوبر. لقد دأب الحزب التقدمي باستمرار على عرض تصوراته السياسية والبرنامجية عشية كل استحقاق انتخابي، وإعلانها للمواطنات والمواطنين وخلق حوار مجتمعي بخصوصها، وذلك التزاما منه بتعاقد نضالي مع شعبنا، وبالتالي الانخراط في المعركة الانتخابية على قاعدة الأفكار والبرنامج والمشروع المجتمعي، أي جعل الانتخابات بالفعل واجهة سياسية وتمتلك مضمونا سياسيا جديا. حزب التقدم والاشتراكية، المعروف بالكفاءة والخبرة المعرفيتين والعلميتين لأطره، وبالتقدير السياسي والحس النضالي لعضواته وأعضائه، يقوم بصياغة برامجه ومقترحاته وأطروحاته وتحاليله ليس اعتمادا على استنساخ فج وبليد لما هو منشور في الصحف أو لدى آخرين، أو باللجوء إلى مدرسين وصحفيين ومكاتب استشارة وخبرة، وإنما هو يتدارس الأمر طيلة شهور ضمن هياكله التنظيمية، ويشيع حوارا داخليا حول محاوره وأفكاره، ثم ينظم حوارات تفاعلية في المجتمع وينصت لآراء كثير أوساط وهيئات للإغناء، وبالتالي فالبرنامج الانتخابي للحزب يكون نتاج جهد فكري وسهر تنظيمي وعمل دؤوب يستمر شهورا، ويتولاه المناضلات والمناضلون من ذوي الخبرة والتخصص، ويجري عرض المسودات الأولية ضمن ندوات ومنتديات مفتوحة ولقاءات إشعاعية، وفي الأخير تتم بلورة البناء العام للبرنامج مكونا من مقترحات مدروسة وعملية وواقعية وواضحة الهدف وملموسة الأثر ومحددة القياس تعني السياسات العمومية والبرامج التي يلتزم الحزب بتنفيذها والدفاع عنها. انطلاقا مما سبق، يعتبر البرنامج الانتخابي تجسيدا ليس فقط لأفكار وجهد المناضلات والمناضلين وأطر الحزب وخبرائه، وإنما هو يعبر كذلك عن هوية الحزب ورؤيته السياسية والفكرية ولا ينفصل عنها. برنامج التقدميين ينتصر أولا للإنسان ويضعه في صلب السياسات العمومية من أجل مغرب العدالة والتضامن، وهو أيضا يحرص على التوفيق بين النجاعة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، أي أنه يناضل من أجل سياسة اجتماعية تضمن كرامة المواطنات والمواطنين وترفع التهميش والإقصاء... البرنامج يلتزم كذلك بتعميق البعد البيئي في السياسات العمومية، ومن ثم يناضل من أجل سلامة بيئتنا وحماية موارد البلاد وجعلها في خدمة شعبنا وضامنة لجودة الحياة ولصحة وسلامة وحسن عيش المغاربة. ولم يغفل برنامج حزب التقدم والاشتراكية الاهتمام بأوضاع مغاربة العالم، كما أنه ركز في مختلف فقراته على ضرورة التنزيل الديمقراطي لمقتضيات الدستور، وذلك انطلاقا من هويته اليسارية التقدمية والحداثية التي تجعله دائما في الصف المنتصر للحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان والحداثة والانفتاح والتقدم والعدالة الاجتماعية. حزب التقدم والاشتراكية يكرس إذن وفاءه لتقليد تاريخي بالإعلان عن برنامجه الانتخابي وجعله محور تعاقد نضالي بين مرشحاته ومرشحيه من جهة والناخبات والناخبين من جهة ثانية، كما أنه يجعل البرنامج، كما باقي المقترحات والتحليلات والمواقف، نتاج جهد مناضلاته ومناضليه وأطره اعتمادا على منهجية إعدادية تشاركية ومنفتحة ومتفاعلة مع المجتمع، ثم إن البرنامج ينتظم، في المنطلقات والحيثيات والأفكار والمقترحات والمضامين والتحاليل، ضمن الهوية السياسية والفكرية العامة للحزب. لا يبالي الحزب بالصراخ الديماغوجي وبخطب الشعبوية الفجة وبتحليلات الخفة وعمى البصر، وإنما ينصت لواقع البلاد ولتحولات المجتمع والمحيط ولتطلعات المغاربة وانتظاراتهم، ويمسك بجديته ومصداقيته، ويناضل لجعل الانتخابات مناسبة لصراع البرامج والرؤى والأفكار والبدائل، بدل الانجرار إلى عبثية المفسدين والعميان. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته