اعتبر سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن مكافحة فيروس الإيبولا تشكل تحديا يتعين مواجهته بشكل جماعي وفوري ووفق منظور طويل الأمد. وأبرز هلال، خلال مؤتمر نظم بمقر الأممالمتحدة لتمويل الخدمات الأساسية المقدمة للبلدان الأكثر تضررا من هذا الوباء، أن "مكافحة فيروس الإيبولا تشكل تحديا يتعين علينا مواصلة التصدي له بشكل جماعي وفوري، ووفق منظور طويل الأمد، بهدف المساهمة أيضا في ضمان ألا يكون لوباء آخر مثل هذا التأثير المدمر في المستقبل". وقال إن تعافي البلدان المتضررة الثلاثة، وهي غينياوليبيريا وسيراليون، يمر أساسا عبر "إعادة بناء وتحسين الخدمات الأساسية"، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والمياه ومنشآت الصرف الصحي. وأضاف أن هذا الأمر يمر أيضا من خلال ضرورة العودة لتحقيق تنمية اقتصادية "موثوقة ومستدامة". وفي هذا الصدد، أكد الدبلوماسي المغربي أن المجموعة الدولية مدعوة إلى العمل على مواكبة البلدان المتضررة في جهودها، خاصة من خلال الحفاظ على الدعم الدولي إلى غاية القضاء على الإيبولا، وتوفير المزيد من الفرق الطبية والمختبرات المتنقلة والمختصة في علم الأوبئة. وأشار هلال إلى أن هذه المواكبة ينبغي أيضا أن تترجم إلى دعم مبادرات هاته الدول للوقاية والسيطرة على الوباء، وتهيئتها لضمان ألا يكون لأي وباء آخر مثل هذا التأثير المدمر في المستقبل. ودعا، في هذا السياق، إلى إنشاء أنظمة صحية مرنة أكثر قدرة على السيطرة على الالتهابات، وأن تكون مجهزة بالقدرات اللازمة لاحترام المعايير الصحية الدولية. وتوقف هلال عند الجهود التي يبذلها المغرب لدعم البلدان المتضررة من الإيبولا، مذكرا بأن المملكة كانت من ضمن البلدان الأولى التي استجابت للنداءات الداعية لمساعدة هذه البلدان. وقال إن "المغرب قرر، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في بادرة تضامن وأخوة لكسر العزلة والحجر الصحي على البلدان المتضررة من الإيبولا، الحفاظ على الرحلات الجوية المنتظمة لشركة الخطوط الملكية المغربية في تجاه هذه البلدان على الرغم من انتشار الفيروس". وأبرز هلال أن القرار الملكي الداعي إلى الحفاظ على الرحلات الاعتيادية للخطوط الملكية المغربية يعكس "مشاعر الأخوة التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية الشقيقة، والانتماء إلى جماعة يوحدها المصير ذاته، والتضامن والالتزامات سواء في الأوقات السعيدة أو في الظروف الصعبة ". وأشار إلى أن الخطوط الملكية المغربية تواصل اليوم تأمين خدماتها بانتظام في هذه البلدان، من خلال تنظيم ثلاث رحلات أسبوعيا في تجاه ليبيريا، وأربع رحلات إلى سيراليون وسبعة إلى غينيا كوناكري. وأبرز السفير أن قرار المغرب يتوافق أيضا مع بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي شدد على أنه "يتعين علينا عزل الأشخاص المصابين بالإيبولا، وليس الدول التي تكافح من أجل التغلب على الوباء". وبالإضافة إلى هذه الجهود، يقول السفير، فقد ترجم التضامن المغربي أيضا إلى إرسال هبة ملكية تتمثل في 12 طنا من الأدوية والأغطية إلى ليبيريا وسيراليون، وهبة ملكية بÜ15 طنا من الأدوية والمعدات الطبية إلى غينيا. كما قامت الخطوط الملكية المغربية في ماي الماضي، في إطار الشراكة المغربية الإماراتية، بنقل مساعدة في تجاه غينيا تضم سيارات رباعية الدفع، ومولدات كهربائية، ومعدات الأشعة الرقمية. وأعرب هلال عن أمل المغرب في أن يسفر هذا الاجتماع رفيع المستوى عن نتائج ملموسة، مبرزا أن "القضاء على الايبولا وضمان التنمية المستدامة للمنطقة المتضررة هو أفضل وسيلة لتكريم ذكرى الضحايا". وقد تميز هذا الاجتماع رفيع المستوى بحضور على الخصوص الأمين العام الأممي، ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف، ورئيس غينيا ألفا كوندي، ورئيس سيراليون ارنست باي كوروما.