أكد سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أمس الخميس، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنه من خلال "الحفاظ على الخدمات الجوية" للخطوط الملكية المغربية، أرادت المملكة كسر "الحجر الصحي" المفروض على البلدان الإفريقية المتأثرة بفيروس إيبولا. وأوضح هلال أنه من خلال الحفاظ على الخدمات الجوية للخطوط الملكية المغربية ومواصلة الرحلات بشكل منتظم من وإلى ليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري، ثلاث دول تقع بغرب إفريقيا تضررت بشدة من هذا الوباء غير المسبوق، قرر المغرب أن "يكسر الحجر الصحي" المفروض على هذه البلدان. وقال السفير المغربي، خلال جلسة نقاش طارئة بمجلس الأمن حول الانتشار السريع لفيروس إيبولا بغرب إفريقيا، إن "المغرب، المنشغل إزاء الآثار السلبية لعزلة البلدان التي تعاني من إيبولا والقيود المفروضة عليها، وبناء على تعليمات سامية من جلالة الملك، قرر في بادرة تضامن كسر العزلة والحجر الصحي على البلدان الإفريقية المتضررة من فيروس إيبولا "، من خلال الحفاظ على رحلات الخطوط الملكية المغربية. وتبنى مجلس الأمن بالأممالمتحدة بالإجماع قرارا، أعده عدد قياسي من البلدان بلغ 134 دولة، من بينها المغرب، لحشد الجهود لمكافحة إيبولا في غرب إفريقيا، الوباء الذي يعتبر "تهديدا للسلم والأمن الدوليين "، وهي سابقة في تاريخ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأضاف السفير أن الخطوط الملكية المغربية واصلت رحلاتها الاعتيادية إلى الدول المتضررة من الإيبولا، عبر مواصلة الخدمة المنتظمة مع هذه البلدان، بوتيرة 3 رحلات أسبوعية نحو ليبيريا، و 4 رحلات أسبوعية نحو سيراليون، و 7 رحلات نحو غينيا كوناكري. وقال هلال "ما زالت مطارات كوناكري ومونروفيا وفريتاون تستقبل طائرات الخطوط الملكية المغربية". وأشار إلى أن قرار الحفاظ على الرحلات المعتادة للخطوط الملكية المغربية يعكس "مشاعر الأخوة التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية الشقيقية والانتماء إلى مجموعة ومصير واحد، وحس الالتزام والتضامن في السراء والضراء". وحسب الأرقام الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، خلف وباء إيبولا مقتل أزيد من 2630 شخصا ببلدان غرب إفريقيا، من بين 5357 حالة عدوى بالفيروس. في الوقت نفسه، أبرز السفير أن الشركة المغربية، بتعاون مع السلطات الصحية المحلية والهيئات الدولية المسؤولة عن النقل الجوي ومكافحة الأوبئة، اتخذت كافة الاحتياطات لضمان سلامة الموظفين والركاب، خاصة ما يتعلق بالضوابط الصحية والتدابير الوقائية "، سواء على مستوى الرحلات أو موانئ العبور بالمنطقة أو مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. واعتبر أنه في سياق علاقات التضامن والأخوة ذاتها بين المغرب والبلدان الإفريقية الشقيقة، قامت الخطوط الملكية المغربية، الاثنين الماضي، برحلة استثنائية من أجل إيصال 15 طنا من المساعدات الإنسانية الدولية إلى ليبيريا، بما في ذلك 8 أطنان من الأدوية ومعدات الوقاية و 7 أطنان من المواد الغذائية. وقال إن "هذه الرحلة جاءت لتعزز من وتيرة الرحلات المنتظمة، التي أوصلت منذ بداية شتنبر حوالي 30 طنا من المساعدات الإنسانية نحو ليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري". وشدد السفير على أن وباء إيبولا يتطلب تحركا دوليا "استثنائيا من أجل الرد على الأزمة الصحية والتهديدات الواسعة النطاق، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا بالبلدان المعنية"، معتبرا أنه "من الضروري احتواء الوباء بشكل عاجل والتحرك سريعا". وخلص السفير إلى أننا بحاجة إلى "أن تهتز القاعة (مجلس الأمن) ليس فقط بخطابات التضامن، ولكن أيضا بالالتزام الفعال لصالح غرب إفريقيا".