بعد المستوى اللافت الذي ظهر به في المربع الذهبي ضد باراغواي إنهاء 22 عاما من العزلة لن يكون بالأمر الهين على المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم، حيث يؤكد مراقبون أن مباراة نهائي كوبا أميركا أمام المضيف تشيلي، اليوم (السبت)، ستكون مناسبة خاصة جدا للنجم الأول في التانغو ليونيل ميسي والذي يعيش أفضل فترات حياته. وحقق البرغوث قليل الحجم ثلاثية تاريخية ثانية مع فريقه الاسباني برشلونة، وها هو يصل الآن إلى نهائي كوباأمريكا ثاني أهم بطولة بالنسبة للقارة الأمريكيةالجنوبية بعد نهائيات كأس العالم والتي بلغ منتخب "التانغو" أيضا بقيادة ميسي مشهدها الختامي الصيف الماضي في البرازيل. 22 عاما من الجفاف، يبدو أنها ستمطر بعدما أثبت ميسي أخيرا أنه مع الأرجنتين على ذات مستوى الذي يظهر فيه مع ناديه برشلونة. وأزدهرت عطاءات ميسي في قيادة الأرجنتين إلى الفوز 6-1 على الباراغواي في الدور قبل النهائي الثلاثاء الماضي، مما دفع الجميع للاقتناع بأن المشهد النهائي سيكون بقبضة الهداف التاريخي لبرشلونة ولا محالة. ميسي لم يسجل ولكن ساهم في 3 أهداف في نصف النهائي وهو ينتظر هذه الفرصة الثانية لتعويض ما فاته في نهائي كأس العالم في البرازيل العام الماضي أمام ألمانيا عندما مني ورفاقه بالخسارة في الشوط الإضافي صفر-1. وقال اللاعب الذي بلغ الثامنة والعشرين من عمره خلال البطولة: "طبعا نريد الفوز بهذا اللقب نحن متفائلون جدا". ولم تفز الارجنتين بكأس كبيرة منذ العام 1993 وتحديدا عندما قادها المهاجم الملهم باتيستوتا للتتويج بكوباأمريكا. ومعلوم أن الأرجنتين خسرت نهائي 2007 أمام البرازيل في فنزويلا، وخرجت في العام 2011 من الدور ربع النهائي على أرضها أمام الأوروغواي. المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي سيحصل على لقبه رقم 15 في كوباأمريكا إذا فاز يومه السبت على تشيلي ليتعادل مع الأوروغواي كأكثر منتخبين حققا النجاح في تاريخ البطولة. وفاز ميسي بكل لقب ممكن مع برشلونة ولكن لا شيء مع منتخب الأرجنتين الاول، مع ضرورة التذكير بفوزه بذهبية دورة الألعاب الصيفية في بكين 2008 مع المنتخب الأولمبي. وسيساعد الفوز بلقب كوباأمريكا ميسي كثيرا لاستعادة عرشه كأفضل لاعب في العالم بعد أن توج بالكرة الذهبية 4 مرات سابقة، علما بأن فوزه بالثلاثية التاريخية مع برشلونة قد يكون كافيا أيضا لهزيمة غريمه المباشر البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يفز هذا الموسم سوى بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا. وقال ميسي: "أريد حقا الفوز بشيء مع المنتخب الوطني"، غير أنه منذ شارك مع رجال التانغو في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، لم ينجح في تحقيق أي لقب كبير فكان الخذلان الكبير في مونديال جنوب افريقيا 2010 ونهاية محزنة العام الماضي على ملعب الماراكانا الشهير في البرازيل. لم يكن لديك ميسي بداية جيدة في بطولة كوباأمريكا لهذا العام، لكنها تحسنت. لعب بشكل جيد في فوز ربع النهائي على كولومبيا، وكان أفضل في الدور قبل النهائي يوم الثلاثاء، على الرغم من أنه لم يسجل. وجاء هدفه الوحيد من ركلة جزاء في المباراة الافتتاحية. وقال مدرب الأرجنتين جيراردو مارتينو: "ميسي قد يكون منقذنا في المباراة النهائية، نأمل أن يحدث".