تعزيزا لقدراته التنظيمية والتقنية وقع رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي و مدير الجوار المتوسطي باللجنة الأوروبية، ميشيل كوهلر، أول أمس الثلاثاء بالرباط، اتفاق توأمة مؤسساتية بين المجلس والاتحاد الأوروبي يهدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية والتقنية للمجلس. المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي بغلاف مالي يفوق 13 مليون درهم، يندرج في إطار تنفيذ برنامج دعم خطة عمل المغرب-الاتحاد الأوروبي ، وسيمتد تنفيذه على مدى 24 شهرا، من خلال تجمع يضم ثلاث مؤسسات من فرنسا، النمسا وهولندا ، ممثلة في اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان بفرنسا، ومعهد لودويج بولتزمان لحقوق الإنسان بالنمسا ومركز التعاون القانوني الدولي بهولندا. وحسب نص الاتفاق فإن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز القدرات التقنية لأعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وطاقمه الإداري ولجانة الجهوية من أجل حسن الاضطلاع بهامهم واختصاصاتهم في مجال حقوق الإنسان، وإرساء الهيكلة التنظيمية الجديدة للمجلس ومواكبة تبني مقاربة الجودة، فضلا عن جانب يهم التعريف بأنشطة المجلس واختصاصاته على المستوى الوطني والدولي. وأكد إدريس اليزمي في كلمة له ألقاها بمناسبة توقيع اتفاق التوأمة، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان من خلال قانونه الجديد الذي سيتم إصداره قريبا، يحمل طموح الاضطلاع بدور آليات التظلم الأربعة المتعلقة بالتعذيب، الإعاقة، الأطفال والتمييز، مضيفا أن المجلس يهدف إلى لعب أدواره والمهام المنوطة به على أكمل وجه وأنه بحاجة إلى تعزيز وتقوية عمله. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية إبرام هذا الاتفاق الذي يخص التوأمة التي ستدعم إنشاء مركز التكوين في مجال حقوق الإنسان التابع للمجلس، مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة تقوية وتعزيز دينامية المجتمع المدني والشركاء المؤسساتيين والقطاع الخاص. ومن جهته قال ميشيل كوهلر مدير الجوار المتوسطي باللجنة الأوروبية، في كلمة له» إننا نبني تعاوننا على أساس قيم مشتركة نأمل النهوض بها. ويجب أن تلعب حقوق الإنسان، كموضوع أفقي يخترق كل المجالات، دورا مركزيا في تعاوننا»، مضيفا «إنه ليس من باب الصدفة حرص الاتحاد الأوروبي على تسخير أنشطته وإمكانياته لتعزيز العديد من القطاعات كالعدالة وحقوق الإنسان». وشدد بدوره على مكانة هيئات المجتمع المدني والمؤسسات من قبيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان للاضطلاع بدور أساسي في هذه الدينامية، معبرا عن سعادته في إسهام الاتحاد «ولو بالقليل، في النهوض بأنشطة المجلس وأن نكون أعضاء ضمن هذا التجمع العالمي المكون من أصدقائنا الفرنسيين والنمساويين والهولنديين»، على حد قول المسؤول الأوروبي.