نحو إعادة الثقة للمواطنين وعائلات المرضى النفسانيين إزاء تكفل الدولة بقطاع أمراض الصحة النفسية والعقلية أعطى وزير الصحة الحسين الوردي، يوم أمس الاثنين، الانطلاقة الرسمية لمبادرة الكرامة لفائدة المرضى النفسيين نزلاء المركز الصحي الاجتماعي بويا عمر. وتهدف عملية الكرامة لفائدة المرضى النفسانيين نزلاء محيط ضريح بويا عمر، التي انطلقت يوم الخميس الماضي، إلى التكفل الطبي بالمرضى النفسانيين المعزولين بمنطقة بويا عمر، حيث بلغ عدد المرضى المستفيدين من الفحص الطبي في أول يوم للعملية (الخميس)71 شخصا، 69 منهم ذكور، وسيدتان. وقد تم توجيه المرضى إلى المؤسسات الاستشفائية القريبة من مقر سكناهم، علما أن مريضا واحدا تم احتضانه من طرف عائلته، كما جاء في بلاغ لوزارة الصحة. وفي ما يتعلق بالتوزيع الجغرافي للمرضى الموجهين للاستشفاء، أوضح المصدر ذاته أنه تم إيواؤهم في ظروف ملائمة من طرف المؤسسات الصحية الموزعة على 11 جهة، ويتعلق الأمر بكل من جهة مراكش- تانسيفت- الحوز (20 مريضا بنسبة 26.76 بالمائة) متبوعة بجهة الشاوية ورديغة، الدارالبيضاء الكبرى والمنطقة الشرقية (8 مرضى بكل جهة أي 11.27 بالمائة) ثم سوس- ماسة- درعة وطنجة- تطوان (ستة مرضى لكل جهة بنسبة 8.45 بالمائة) وتادلة- أزيلال (خمسة مرضى بنسبة 7.04 بالمائة) ودكالة- عبدة (أربعة مرضى بنسبة 5.63 بالمائة) والرباط- سلا- زمور- زعير (ثلاثة مرضى بنسبة 4.23 بالمائة) ومكناس- تافيلالت وتازة- الحسيمة بمريضين اثنين لكل جهة (بنسبة 2.82 بالمائة). وتشكل هذه العملية، التي تندرج في إطار المخطط الوطني للتكفل بالأمراض النفسية والعقلية الذي تم تقديمه أمام جلالة الملك محمد السادس في 26 يونيو 2013 بوجدة، البداية في اتجاه إعادة الثقة للمواطنين وعائلات المرضى النفسانيين إزاء تكفل الدولة بقطاع أمراض الصحة النفسية والعقلية. وتشمل المبادرة نقل النزلاء إلى المستشفيات والمصالح الطبية من أجل التكفل بهم مجانا وتتبع حالتهم الصحية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لعائلاتهم إلى حين استقرار حالتهم الصحية وإعادة إدماجهم في وسطهم الاجتماعي والعائلي إذا ما رغبوا في ذلك. وتمت، لهذا الغرض، تعبئة الطاقم الطبي والتجهيزات الطبية الملائمة، حيث جندت الوزارة 34 طبيبا و122 ممرضا فضلا عن تخصيص 40 مليون درهما من الأدوية من الجيلين الثاني والثالث، وكذا سيارات إسعاف عبارة عن وحدات استعجالية متنقلة، فضلا عن تشييد مستوصف صغير قرب الضريح يضم 10 أسرة إلى جانب عدد من المرافق الصحية. كما تهم جهود الوزارة في مجال التكفل بالأمراض النفسية والعقلية، الرفع من عدد الأسرة ب 50 بالمائة في ظرف وجيز، بعد أن كان العدد يبلغ ألفي سرير، كما تم تخصيص 2.25 بالمائة من ميزانية الأدوية لتلك الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية بعد أن كانت لا تتجاوز 1 بالمائة، حيث توصي المنظمة العالمية للصحة بتخصيص 2 بالمائة من الميزانية المخصصة للأدوية، إضافة إلى الشروع في افتتاح مستشفيات على الصعيد الوطني لتقريب المرضى من عائلاتهم وتسهيل التكفل بهم.