الوقاية من ضربة الشمس تعتبر ضربة الشمس حالة نادرة وفي نفس الوقت خطيرة، لا يجوز وبأي حال من الأحوال التقليل من أهميتها ويجب تصنيفها كحالة خطيرة تحتاج إلى علاج سريع، وذلك على الرغم من أن تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر، ويمكن أن تصيب شخصا خلال فترة وجيزة وآخر خلال فترة أطول، وتلعب الظروف المحيطة أهمية كبرى في ذلك. وتعد ضربة الشمس أشد خطورة عند الأطفال منها عند البالغين. كما تشتد وطأتها على الأشخاص من الفئات الأكثر تعرضا للخطر ومنها بالإضافة إلى الأطفال، الأشخاص المسنون والمرضى والذين يعانون من ضعف في المناعة مؤقت أو دائم لأي سبب من الأسباب. ويزيد من خطورة التعرض لضربة الشمس والإصابة بها الجو المشبع بالرطوبة، فكلما زادت نسبة الرطوبة وارتفعت درجة الحرارة، زادت احتمالية الإصابة بهذه الحالة. فالجو الحار والرطب يؤدي إلى فشل عرق الإنسان في تبريد الجسم بسبب توقف مراكز تنظيم الحرارة في الدماغ عن العمل وبشكل مؤقت، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم لتصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، مما يستدعي المعالجة الطبية السريعة تفاديا لحدوث مضاعفات قد تصل إلى الوفاة. نصائح عامة شرب المياه على مدى أربعة وعشرين ساعة بكميات كبيرة. ضرورة تناول طبق سلاطة يوميا مكون من الخيار والطماطم والخضر الورقية والجزر وتناول الفاكهة الغنية بالماء. عند الخروج يجب ارتداء الملابس الخفيفة البيضاء أو ذات الألوان الفاتحة المصنوعة من القطن وتجنب ارتداء أي ملابس مصنوعة من خيوط صناعية بما فيها الجوارب. عدم السير في الشمس مباشرة خلال الفترة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا وفي حالة الاضطرار لابد من لبس قبعة أو ما شابه ذلك على الرأس. ضرورة الاستحمام بالماء البارد وليس الفاتر، مع ضرورة تجفيف الجسم باستمرار خاصة أماكن الثنايا مثل أسفل الإبط وغيرها وبين أصابع القدمين ويفضل بورق حمام وليس فوطة قماش. وتنصح البنات والسيدات بعدم وضع مستحضرات تجميل أو عطور على الجلد والخروج بها صباحا، مع التهوية الجيدة، خاصة للأطفال الصغار، وشرب مياه بكميات كبيرة وارتداء ملابس خفيفة وقطنية. كما يوصى بعدم ارتداء الأطفال للحفاظات الصناعية ولاستعاضة عنها بالغيارات القطنية خاصة داخل المنزل. وعموما يمكن الوقاية من ضربة الشمس عن طريق تجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة وخاصة في الجو الحار، وكذلك تهوية الأماكن المغلقة إضافة لتعويض الجسم عن السوائل المفقودة منه بفعل الحرارة، ويجب تجنب أكل الوجبات الثقيلة، إضافة لتغطية الرأس حتى لا يتعرض بشكل مباشر لحرارة الشمس. وأخيرا يجب التأكيد مرة أخرى أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررا من ضربة الشمس ويجب مراعاة ذلك عند علاج المرضى وكذلك اخذ الحيطة والحذر لحمايتهم. علاج ضربة الشمس العامل الأهم في العلاج هو تبريد الجسم مباشرة (العمل على هبوط درجة الحرارة المرتفعة إلى الوضع الطبيعي) ونقله إلى المستشفى. وأفضل وسيلة لتبريد الجسم هو خلع الملابس ووضع المريض في غطاء مبلول بالماء، وكذلك وضع مروحة قريبا من المريض. وعندما يصل المريض إلى المستشفى يعطى سوائل وريدية وتعالج الأعراض المختلفة وبشكل سريع ولكن يجب مراعاة عدم نزول حرارة الجسم عن الطبيعي. ومن المعلوم أن حرارة المريض قد لا تستقر لفترة طويلة تقدر أحيانا بالأسابيع رغم شفائه من ضربة الشمس. ومن المعروف أن إهمال المريض وعدم معالجته حسب الأصول قد يؤدي إلى أذية دماغية أو حتى الوفاة. ويجب التميز ما بين ضربة الشمس والإعياء الحراري الذي يصيب الإنسان نتيجة لتعرضه لطقس حار وغير مألوف بالنسبة له، مما يؤدي إلى نقص الماء والأملاح في الجسم، وما يتبع ذلك من أعراض تكون أخف من أعراض ضربة الشمس وإن كان بعضها يشابه تلك الأعراض.