في أفق الاستحقاقات الانتخابية القادمة التي سيعرفها المغرب قريبا، بدأ النقاش يدور حول المطلب الانتخابي في مختلف الأماكن والمحافل والمنتديات من خلال حوارات تهم هذا الجانب من كافة مستوياته السياسية والحزبية والتنظيمية وطرح التصورات المستقبلية للعملية الانتخابية في سياق ترسيخ التوابث الديمقراطية. ولأهمية مشاركة الشباب في الانتخابات القادمة التي طالما نادى بها حزب التقدم والاشتراكية في معظم لقاءاته وتجمعاته الحزبية، أصبح ضروريا ومؤكدا الاستماع والإنصات إلى وجهة نظر بعض الشباب حول هذا الموضوع المحوري الهام في مسار العمل السياسي، عبر بعض الأسئلة المتعلقة بدور الأحزاب في تأطير الشباب المغربي وتأهيلهم سياسيا من أجل تقلد المسؤولية الحزبية ومن تم المساهمة في تحديث الآليات البشرية داخل هذه الهيئات، فهل وفرت الأحزاب الشروط الأساسية من أجل انجاح مشاركة الشباب في العمل السياسي عموما؟. ويعتبر الشباب ثروة بشرية هائلة قادرة على مواجهة التحديات فى الحاضر والمستقبل وعلى تغيير وتحديث المجتمع في ظل الظروف التي نعيشها، حيث له حقوق وواجبات. فالشباب له الحق في الحياة الآمنة والحصول على جميع الخدمات الصحية والثقافية والاجتماعية والتعليمية، وله الحق أيضا في ابداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرارات كما أن له حقوقا يخولها له الدستور. ومن خلال معرفة وجهات نظر الشباب المغربي حول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، استمعنا إلى بعض الآراء في هذا السياق : عادل.ج 20 سنة : فيما يتعلق بمشاركة الشباب في العمل السياسي والانتخابات القادمة لا بد من طرح السؤال التالي، هل وفرت الأحزاب السياسية الوسائل الضرورية من أجل ادماج الشباب في العمل السياسي؟. أعتقد أن الجواب سيكون بالنفي لأن بعض الهيئات السياسية تعمل على تهميش الشباب، معتبرة إياهم بالغير مؤهلين للممارسة الحزبية، وهذا في حد ذاته حكم جاهز على الطاقات الشابة التي يجب الاهتمام بها والعمل على تكوينها سياسيا. وفي الأخير أتمنى تحقيق هذا المكتسب من أجل مشاركة شبابية وازنة في الانتخابات القادمة. سعد.ب 24 سنة : أنا أعتبر بعض الأحزاب التاريخية التقدمية قد ساهمت في تطوير قواعد العمل السياسي والانتخابي بالمغرب، وخير مثال في هذا الجانب حزب التقدم والاشتراكية في ظل قيادته الحالية الأستاذ محمد نبيل بن عبد الله وكذلك القيادة الوطنية للحزب، الذين ساهموا في وقت وجيز وبشكل كبير من خلال تحركاتهم المكثفة والاجتماعات الجماهيرية على المستوى الوطني في تحقيق قفزة نوعية للحزب في سياق انفتاحه على الجماهير الشعبية واقترابه من مشاكلهم ومطالبهم وهمومهم، إذ أنه من الصعب على أي حزب تحقيق ذلك في الظرفية الحالية بسبب المتغيرات الاجتماعية. سعاد.ع 30 سنة : باعتباري امرأة متتبعة للشأن السياسي أراهن على أهمية مشاركة الشباب المغربي في الانتخابات القادمة نظرا لدورهم المجتمعي والسياسي في تحديد الخريطة السياسية المرتقبة، ومن هذا المنطلق أدعوا كافة الشباب وخاصة النساء على ضرورة الحضور والمساهمة في الانتخابات المقبلة لكونها محطة أساسية في ارساء القواعد الديمقراطية ببلادنا. كما اعتبر حزب التقدم والاشتراكية الحزب الوحيد الذي اهتم بمقاربة النوع ودفع بالنساء إلى المشاركة السياسية، ولعل خير دليل على ذلك تدبيره لنساء قياديات في الشأن الحكومي وتقلده لمسؤولية بعض الوزارات وهذا في حد ذاته مكسب سياسي، اظافة إلى أن حزب التقدم والاشتراكية أول حزب تبنى الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية. أحترم هذا الحزب كثيرا وأعتبره من الأحزاب النوعية التي حققت العديد من المكاسب الجماهيرية، وهذه حقيقة وليست مجاملة، وفي هذا السياق أتمنى له التوفيق في مساره السياسي. ويمثل الشباب نسبة هامة في المجتمع المغربي، باعتبارهم القوة المحركة والدافعة في مراحل التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، لذلك يجب الاهتمام بهذه الشريحة، لكون مستقبل البلاد يعتمد بشكل كبير على الشباب فهم يمثلون الفئة المنتجة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا.