لقاء علمي بالدار البيضاء يؤكد على ضرورة التشخيص المبكر نظمت الشركة المغربية لجراحة العمود الفقري (SMCR) بشراكة مع مؤسسة (MédicPro) المختصة في معدات تقويم العظام، مؤخرا بالدار البيضاء، اللقاء الأول المخصص لمرض اعوجاج العمود الفقري وأعراض تشوه العمود الفقري والظهر و قد جمع هذا اللقاء العديد من الخبراء المغاربة و الأجانب المختصين في مجالات أمراض اعوجاج العمود الفقري، وجراحة طب الأطفال، وجراحة الأعصاب، وإعادة التأهيل، والتهاب المفاصل و الباحثين، و ذلك لتدارس موضوع "الحالة الراهنة للتكفل بمرض اعوجاج العمود الفقري". و شكل هذا الملتقى مناسبة لتدارس آخر التطورات في مجال معالجة هذا المرض الذي يتطور بشكل مستتر منذ سن الطفولة. وبالمناسبة، قدم البروفسور عبد الواحد رفاس، متخصص في مجال جراحة الأطفال وجراحة العظام، والمنسق العلمي للملتقى، مداخلة حول موضوع "الطرق العلاجية لمرض اعوجاج العمود الفقري لدى الطفل والمراهق". إضافة إلى مداخلة للبروفسور بوشعيب يسري، متخصص في جراحة الأطفال وجراحة العظام، انصبت على ضرورة تحسيس أطباء الطب العام وطب الأطفال، وعموم المواطنين، بأهمية التشخيص المبكر لهذا المرض. أسباب متعددة للمرض ويعد مرض اعوجاج العمود الفقري أحد أعراض تشوه العمود الفقري والظهر والذي قد تتعدد أسبابه، كما قد يرتبط أحيانا بأمراض عصبية. و في حالات أخرى، يكون المرض خِلْقِيا. أما الحالة المعروفة أكثر فهي العلة الذاتية التي تسمى هكذا باعتبار أن سببها يظل دائما غير معروف. التأخر في التشخيص يعيق معالجة المرض حينما يبلغ اعوجاج العمود الفقري مستوى مهما، تكون العلاجات صعبة للغاية، بل تعيق علاج الأطفال أو المراهقين الذين خضعوا للتشخيص في وقت متأخر جدا، لذلك تكون النتائج أحيانا مخيبة للآمال. وأحيانا أخرى تكون العلاجات غير الجراحية (بالجبص والأحزمة)، غير تامة. وبالنسبة للجراحة، والتي لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات خاصة من مرض اعوجاج العمود الفقري، فهي تقوم بالتلحيم بين الفقرات المشوهة والتصلب الحتمي في العمود الفقري بدرجات متفاوتة. وهكذا، فإن التشخيص المبكر قدر الإمكان، يُمَكن إذن من توقع أدنى مستوى للإعوجاج، والنمو الأقرب للحالة العادية، وخصوصا تفادي حصول العجز في حركية العمود الفقري. ويكفي لذلك إجراء فحص متخصص بالأشعة لتحديد الحالة التي تستدعي مراقبة بسيطة أو علاجا غير جراحي، بشرط أن يكون تحديد الاعوجاج قد تم في وقت مبكر من الطفولة. و حول هذا الموضوع، يؤكد البروفسور رفاس أن "مرض اعوجاج العمود الفقري هو حالة شائعة نسبيا، فهو ليس مشكلا على مستوى الصحة العمومية، إلا أنه يسبب معاناة شديدة للمريض ويسبب خللا في جودة العيش بفعل الاعوجاج الذي ينتج عن المرض". ويضيف رفاس قائلا إنه "منذ حوالي ثلاثين سنة كانت هناك محاولات لوضع استراتيجية التكفل باعوجاج العمود الفقري، ورغم ذلك فإن المصابين بهذا المرض كانوا إلى غاية أواخر السبعينات يواجهون هذه الوضعية بأنفسهم». و أشار إلى أن الوقت حان للاجتماع مع الخبراء الدوليين، و إجراء تشخيص لوضعية هذا المرض ببلادنا وتحديد الأهداف الجديدة للتكفل به، و ذلك سواء على ضوء التطورات والمعرفة بالمرض بحد ذاته أو الإمكانيات العلاجية. ولا توجد إحصائيات معروفة بشأن عدد الأشخاص المصابين باعوجاج العمود الفقري في المغرب، إلا أن التقديرات تشير إلى تسجيل حوالي 1000 حالة جديدة كل سنة، و هي وضعية لا يجب الاستهانة بها لكنها تظل تقريبية وبالتالي وجب إيجاد العلاج لهؤلاء المرضى، خاصة إذا علمنا أن اعوجاج العمود الفقري يدوم طويلا ويتدهور خلال فترة النمو، مما يستدعي بالضرورة إجراء تشخيص للمرض على نطاق واسع وطنيا. يذكر أن مؤسسة (Medicpro) هي مؤسسة متخصصة في صناعة للمعدات الخاصة بالعظام، حسب المقاس، وقد أنجزت ورشات هذه المؤسسة، منذ إحداثها في سنة 2005، أكثر من 5000 من المعدات، خاصة تلك المتعلقة بالتقويم الإلكتروني للركبة التي تعد الأكثر تطورا على المستوى العالمي.