إرادة قوية لشباب يتحدى إشكاليات الواقع المتدهور شهد شارع أم الربيع بالحي الحسني بالدارالبيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم، تنظيم حملة نظافة وصفت بالأولى من نوعها تحت شعار "بيك وبيا كازا تبقى نقيا"، من طرف جمعية "مغاربة ونفتخر" التي أنشأت مؤخرا من قبل مجموعة من الشبان والشابات تتباين أعمارهم، ويوحدهم هاجس الحفاظ على نظافة مدينة الدارالبيضاء، حيث عرفت المناطق الخضراء المحاذية لشارع أم الربيع في الساعات الأولى من الصباح عملية تنظيف جنبات الشارع نفسه وطلاء الأرصفة وغرس الأشجار والرسم على الجدران في مشهد متناسق شبيه بخلية النحل. ساهم في هذه العملية شباب بيضاوي كله حيوية وعزم وطموح تجند بتنسيق مع الشركة المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة "فيردا" والتي وفرت شاحنات لجمع الأزبال وشركة AHAWZI المكلفة بالأغراس والنباتات والسلطات المحلية والوزارة المكلفة بالبيئة من أجل تحسين واجهة هذا الجزء من تراب عمالة مقاطعة الحي الحسني. بعض المتتبعون من ساكنة المنطقة، اعتبروا هذه المبادرة الجمعوية شكلا من أشكال التعبئة ضد التحدي البيئي ونموذجا جديدا لإرادة جمعيات المجتمع المدني في تعزيز الجهود المسخرة في مجال دعم التنمية المستدامة، اعتبارا أن المحافظة على النظافة اليوم تأتي على رأس الأسبقيات خاصة بمدينة الدارالبيضاء التي تعرف وضعية بيئية مختلة وغير متوازنة تستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذها من هذه الإشكالية المطروحة. المبادرة على كثرة ايجابياتها تؤشر على أن جمعيات المجتمع المدني تشكل طرفا فاعلا في سيرورة الانتقالات التنموية الجارية ورقما مهما في معادلة التأهيل البيئي، كما تترجم في العمق نضج مبدأ المواطنة ثقافة وممارسة لدى البيضاويين، من منطلق الانتماء إلى هذه المدينة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى. وقد خلفت هذه المبادرة الجمعوية النوعية وقعا ايجابيا لدى ساكنة الحي الحسني التي عبرت عن استحسانها لهذا النموذج الجديد في التعبئة الداعم للمقاربة التشاركية في عملية التنظيف الذاتي في أفق تحسين واجهة بعض المواقع الترابية عبر جعل السلوك البيئيى في صلب كل عملية تنموية ناجحة.