حضور شخصيات وازنة لجنازة «العميد الثلاثي» في أجواء حزينة وبحضور حشود غفيرة لرياضيين ومسيرين سابقين وحاليين وكذلك الأهل والأصدقاء، شيعت بعد صلاة يوم الجمعة المنصرم بالرباط، جنازة اللاعب الدولي السابق في فريق الجيش الملكي إدريس باموس الذي توفي عن سن 73 سنة ليلة الخميس إثر وعكة صحية ألمت به، حيث ووري الثرى بمقبرة الشهداء بعد أداء صلاة الجنازة على روحه الطاهرة. المرحوم ادريس باموس كان يعتبر من أجود اللاعبين الذين حملوا رقم 10 على الصعيد الوطني بعد الجوهرة السوداء المرحوم العربي بنمبارك، وهو الذي لقب سنوات السبعينيات من القرن الماضي ب "العميد الثلاثي" لعمادته للفريق العسكري والمنتخب المغربي وكذلك لدرجته كعميد أيضا في سلك الدرك الملكي. وحسب العارفين بشؤون الكرة فالفقيد باموس كان لاعبا متميزا وهو من حسبت له اللمسات والتوزيعات بخارج القدم، كما كان لاعبا متخلقا وخجولا ولا يتحدث إلا لغة الكرة على أرضية المستطيل الأخضر. عدة محطات رياضية هامة في حياة الراحل باموس من أبرزها حضوره كلاعب وكقائد للمنتخب المغربي المتأهل لأول مرة في تاريخ المغرب لمونديال المكسيك سنة 1970، إذ أبلى "أسود الأطلس" البلاء الحسن في الدفاع عن القميص الوطني وأعطوا انطباعا للعالم بأن بلادنا تملك خزانا من المواهب في هذا المجال، ثم حضوره أيضا إلى مونديال المكسيك بعد 16 سنة أي سنة 1986 مع المنتخب الوطني بقيادة العميد بادو الزاكي، لكن هذه المرة المرحوم باموس كان رئيسا للوفد المغربي باعتباره رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. والعالم أجمع آنذاك، أشاد بالنتائج التي حققها الفريق الوطني، إذ تأهل كما هو معلوم للدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية بعد تزعمه لمجموعته الصعبة المتكونة من بولونيا وإنجلترا والبرتغال. عدة شخصيات وازنة من العائلة الرياضية الوطنية كانت حاضرة في مراسيم التشييع نذكر في مقدمتها الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ونادي الجيش الملكي، والجنرال المختار مصمم الرئيس المنتدب للفريق العسكري، وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ونائبه نور الدين البوشحاتي، وكمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وكذا فعاليات رياضية أخرى من نجوم دوليين بفريق الجيش الملكي من مختلف الأجيال كزناية، بنعمر، عبد الله باخا، واديش، حمدي، الغريسي، بوهلال، حميدوش، الصمدي، دحان، احسينة، هيدامو...، ونجوم دوليين من أندية أخرى من أمثال عزيز بودربالة، كريمو، الهزاز، ونور الدين النايبت التازي، خالد الأبيض، بابا وآخرين. و في تصريح قصير للنجم عزيز بو دربالة ل " بيان اليوم"، قال الدولي المغربي السابق "المرحوم إدريس باموس كان مسيرا ناجحا بفضل حنكته و تجربته كلاعب كبير لا يجود الزمان بمثله، وكان له الفضل الكبير في تحميس عناصر المنتخب المغربي بالمكسيك سنة 1986 كرئيس للجامعة والبعثة الرياضية المغربية التي كنت من ضمنها من أجل تحقيق الانجاز المعروف التأهل للدور الثاني لأول مرة في إفريقيا والعالم العربي والإسلامي. فرحم الله هدا الرجل الوطني الطيب". وبرحيل المرحوم ادريس باموس، تكون شجرة الإبداع الرياضي المغربي، قد فقدت واحدا من أعمدتها، والذي قدم خدمات جليلة لوطنه وملكه، كممارس ومسؤول على مدى أكثر من أربعة عقود، فجزاه الله عنا خير الجزاء، وتعازينا الحارة لأسرته الصغيرة وعلى رأسها عثمان باموس، وجميع محبيه وأصدقائه وأسرة نادي الجيش الملكي والعائلة الرياضية الوطنية عبر ربوع المملكة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.