قال وزير السكنى وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله، مساء الجمعة المنصرم، إن معالجة الإشكاليات المرتبطة بالتهديدات التي تواجه الساحل المتوسطي ومتطلبات حماية النظام الايكولوجي بهذه المنطقة يتطلب انخراط كافة الكفاءات العلمية. وأضاف الوزير، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الأول للاتحاد المتوسطي للمساحة المنظم حول موضوع "الساحل المتوسطي فضاء للحوار والتنمية المستدامة"، مساء أمس بمراكش، أن ضغط النمو الديمغرافي والتعمير المتزايد وتدهور النظام الإيكولوجي والتغيرات المناخية تشكل تهديدات تجعل من الصعب الحفاظ على التوازن والتكاملية بين مختلف عناصر الطبيعة وخاصة إذا لم تتوحد جهود جميع الفاعلين المعنيين "الدول والمنظمات العالمية والمنظمات غير الحكومية والهيئات العلمية". وشدد الوزير، في ذات السياق، على أهمية الدور الذي يقوم به المهنيون، معتبرا أن المساحين الطبوغرافيين يعدون في المقدمة من أجل حماية الساحل من جميع أشكال التدهور. كما وصف اختيار الاتحاد المتوسطي للمساحة لموضوع الساحل المتوسطي كشعار لمؤتمره الأول بالصائب، مضيفا أن هذا اللقاء سيتيح للمشاركين مناقشة ودراسة الوسائل التي يمكن من خلالها لمهنة المساح الطبوغرافي المساهمة في حماية الساحل المتوسطي وتعزيز التعاون والشراكة داخل الفضاء المتوسطي. من جهة أخرى، استعرض بنعبد الله، الجهود المبذولة من قبل الوزارة والشركاء الحكوميين الآخرين المعنيين بمجال السياسة العقارية وتدبير الفضاء. وتميزت الجلسة الافتتاحية، أيضا، بحضور رئيس الاتحاد العربي للمساحة، ورئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين بالمغرب وممثل لجنة المساحين الأوربيين. وسعى هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على كل العوامل التي تؤثر في المجال المتوسطي، على مستوى المجال والإنسان، وطرح الأسئلة المتعلقة بتدبير وتنظيم المجال داخل المحيط الترابي المتوسطي، فضلا عن الإحاطة بالتغيرات التي يعرفها الساحل المتوسطي إزاء كل من التغيرات المناخية المستمرة والمتنامية وعولمة الاستغلال المسؤولة عن خلخلة توازنات الموارد الطبيعية إضافة إلى آثارها على البيئة الايكولوجية لحوض المتوسط.