استغرب من ربط استهداف المملكة بالانتخابات وحذر من إذكاء جو سلبي في البلاد وسط آلاف الموطنات والمواطنين من ساكنة مدينة جرف الملحة، جدد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات المقبلة وفق مواعيدها المحددة. وقال بنعبد الله، في هذا الصدد، خلال تجمع جماهيري حاشد، أول أمس الأحد بمدينة جرف الملحة "إن الانتخابات المقبلة يتعين أن تتم في موعدها، وعلى من يخافها أن يعرف أنه سيمر منها لا محالة"، مؤكدا على أن التحضير لهذه الانتخابات يجري على قدم وساق من طرف الحكومة. واستغرب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ما ذهب إليه البعض الذي يقول إن التهديدات الإرهابية قد تؤثر على مواعيد الانتخابات، وقد تؤجلها، متسائلا عن علاقة الإرهاب بالانتخابات؟. وأوضح نبيل بنعبد الله أن الهدف من ترويج مثل هذا الكلام هو إذكاء جو سلبي في البلاد، التي تعيش وضعية طبيعية، وتتوفر على مؤسسات قائمة تشتغل في وضعية طبيعية وعادية، مشيرا إلى أن من يدعي عكس ذلك يريد الإيهام أننا خارج هذا الإطار حيث يعيش البلد في استقرار، والمصالح الأمنية تقوم بدورها بالشكل المطلوب. وشدد بنعبد الله على أن المغرب في وضعية طبيعية ويعيش في استقرار، وأن حزب التقدم والاشتراكية تحالف مع الحزب الذي فاز في انتخابات سنة 2011، وليس مع حزب خرج من العدم ولا ينتمي إلى المؤسسات، ليسعى البعض إلى إحباط التجربة التي يقودها، مشيرا إلى أن صناديق الاقتراع هي من جاء بهذه الحكومة، وأن جميع مكوناتها ملتزمة بحكمها وليس بحكم شيء آخر أو جهة معينة. وأضاف الأمين العام، في سياق متصل، أن حزب التقدم والاشتراكية ينتمي لهذه التجربة وهو جزء منها، ويحق له الدفاع عنها، وأن يفتخر برصيدها، عكس ما يذهب إليه البعض الذي يحاول "أن يمنعنا من حقنا في التعبير وأن يكمم أفواهنا" يقول بنعبد الله الذي أكد أن ذلك لن يؤثر في حزب التقدم والاشتراكية و لن ينفع حتى في سنوات الرصاص، فبالأحرى اليوم مع دستور 2011، مستغربا في الوقت ذاته، كيف سمحت أحزاب سياسية لنفسها، أن تشتكي حزب التقدم والاشتراكية لوزير الداخلية. وجدد المسؤول الحزبي التأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية سيواصل العمل خدمة لمصلحة الوطن والشعب، وأن الحزب أصبح قطبا تتجه نحوه عدد من النخب والأطر التي ترى فيه حزبا مختلفا يستحق أن يعول عليه، وأن يواصل العمل من أجل استكمال ما تحقق من منجزات في ظل هذه الحكومة. وقال بنعبد الله "إن هذه الحكومة استطاعت أن تواجه مشاكل كبرى في ظروف صعبة، لم تستطع حكومات سابقة، شاركنا فيها، أن تواجهها، كما هو الحال بالنسبة لنظام المقاصة والتقاعد"، مشيرا إلى أهمية تلك الإصلاحات التي يتعين أن لا تتم على حساب المواطنين الفقراء والمستضعفين، نافيا تلك الإشاعات التي تروج بأن الحكومة تسير في اتجاه الزيادة في سعر "البوطاغاز"، مؤكدا على أن المس بالقدرة الشرائية للمواطنين يعد خطا أحمر، وأنه لا زيادة في "البوطاغاز"، ما دام أنه ليس هناك حل لدعم الفقراء. وعدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية منجزات هذه الحكومة في شقها الاجتماعي، والتي قال عنها إنها منجزات الحكومة بكل مكوناتها، وليست منجزات طرف سياسي واحد، وساق على سبيل المثال لا الحصر، الزيادة في قيمة المنحة، وفي عدد المستفيدين منها، والرفع من مستوى الأجور في القطاعيين الخاص والعام بنسبة 10 في المائة مقسمة على مرحلتين، وبرنامج تيسير لدعم التمدرس، وكذا صندوق دعم الأرامل شريطة تمدرس أطفالهن، وإقرار، لأول مرة في المغرب، صندوق للتعويض عن فقدان الشغل. وفي قطاع الصحة، أورد محمد نبيل بنعبد الله، الطفرة التي عرفها هذا القطاع على عهد البروفيسور الحسين الوردي الذي ينتمي لهذه الحكومة ولحزب التقدم والاشتراكية، مذكرا في هذا الصدد، بتخفيض ثمن 1500 دواء، كما أثنى على العمل الذي تقوم به الوزيرة الشابة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، سواء تعلق الأمر بالحد من أخطار الفيضانات أو بناء السدود التلية. ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي أكد على أن المغرب لم يبلغ بعد درجة الكمال، وأن العديد من المشاكل لا زالت قائمة، (دعا) الأغنياء ورجال ونساء الأعمال المستثمرين والمستثمرات الذين يهمهم العيش في وطن مستقر وآمن، أن يساهموا بشكل تضامني في التغلب على مختلف المشاكل العالقة، على اعتبار أن الإصلاحات لا يمكن أن تتم على حساب المستضعفين وعلى حساب تشغيل الشباب، وبالتالي على من يريد الاستثمار من الأغنياء ورجال الأعمال أن يؤدي واجب التضامن من أجل تجسيد شعار "حرية، كرامة عدالة اجتماعية". وخلال التجمع الحاشد الذي حضره آلاف المواطنات والمواطنين من ساكنة جرف المحلة، حرص نبيل بنعبد الله كعادته، على أن يبلور خطابا سياسيا وازنا، بعيدا عن المس في أعراض الناس، وأعرض المسؤوليين السياسيين، خطابا يروم إذكاء روح العمل السياسي لدى الشباب وعموم المواطنين، بنبله وقيمه، خطاب سياسي يمارس بأخلاق، لأن السياسية، يقول نبيل بنعبد الله "أخلاق مرتبطة بالفعل والممارسة". ودافع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على حصيلة التدبير الجماعي لحزب التقدم والاشتراكية بجرف الملحة التي يسير مجلسها البلدي عضو لجنته المركزية عبد العزيز الصادق المناضل الذي رهن ذاته لخدمة مصالح الساكنة التي حجت بكثافة، وبمحض إرادتها، إلى هذا التجمع الخطابي، عرفانا بما يقوم بهم مناضلو حزب التقدم والاشتراكية على المستوى المحلي وعلى المستوى الوطني. من جانبه، أثنى قاسم بلفلاح، الكاتب الأول للفرع الإقليمي لحزب لتقدم والاشتراكية وعضو لجنته المركزية، على العمل الذي يضطلع بهم مناضلات و مناضلو حزب التقدم والاشتراكية على المستوى الإقليمي، حيث يعتبر القوة السياسية الأولى في الإقليم، كما أبرز أن الحضور الوزان لقيادة الحزب في هذا التجمع الخطابي، يترجم المكانة التي تحظى بها مدينة جرف الملحة وباقي مدن وقرى الإقليم لدى قيادة حزب التقدم والاشتراكية، التي حرصت دائما على الإنصات لهموم المواطنين والتجاوب مع مطالبهم ومشاكلهم، وساق مثالا على ذلك، مشكل التحفيظ العقاري الذي كان يؤرق الساكنة وأنه بفضل العمل الذي قام به الحزب على المستوى الوطني تم حل هذا المشكل نهائيا. وعرج بلفلاح على التحولات الكبرى التي عرفها واقع مدينة جرف الملحة التي يسيرها حزب التقدم والاشتراكية، إلى جانب 12 جماعة قروية وحضرية بالإقليم، حيث شهدت طفرة نوعية في جميع المجالات التي لها ارتباط وثيق بالحياة اليومية للمواطنين. ووسط هتافات المواطنات والمواطنين، تحدث عبد العزيز الصادق رئيس المجلس البلدي لجرف الملحة وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، بلغة الواثق، وبحزم الشباب الذي يمارس السياسية بنيل وأخلاق وقال "إن أعمالنا تدل علينا"، في إشارة إلى التحول النوعي الذي عرفته المدينة في جميع المجالات. وتطرق عبد العزيز الصادق إلى جملة من الإصلاحات الكبرى والمهيكلة التي عرفتها المدينة، منذ توليه تدبير الشأن العام المحلي سنة 2009 إلى اليوم، وهي الإصلاحات التي همت الفضاءات الخضراء وإعادة هيكلة الشوارع والأزقة بالإضافة إلى المشاريع الكبرى التي استفادت منها المدنية بفضل ترافع المجلس البلدي لدى الجهات الحكومية المسؤولة، حيث استفادت من برنامج إعادة التأهيل الذي أطلقته وزارة السكنى وسياسة المدينة بشراكة مع المجلس البلدي، ومن مشروع بناء مستشفى الذي تنجزه وزارة الصحة. كما ذكر الصادق بالإصلاح الجوهري الذي عرفه الجانب الإداري بالبلدية خاصة قسم الحالة المدنية الذي بات الآن يقوم على النظام المعلوماتي والذي سهل على المرتفقين عملية الحصول على وثائق الازدياد، ووثائق أخرى في ظروف مريحة وفي وقت معقول، واعتبر أن الطفرة التي عرفتها المدينة على عهد تسيير حزب التقدم والاشتراكية، مدعاة للاعتزاز بالانتماء لهذا الحزب المناضل. يشار إلى أن هذا التجمع الجماهيري أداره عبد السلام بوطالب عضو المجلس البلدي وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، حضره، إلى جانب الأمين العام أعضاء الديوان للسياسي خالد الناصري، وغزلان المعموري، وفاطمة السباعي المنسقة الوطنية لهيئة المناصفة والمساواة ، ورشيد روكبان رئيس فريق التقدم الديمقراطي، ومصطفى عديشان، وعزوز الصنهاجي، ونادية التهامي، والحاج العربي خربوش رئيس فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين، والحاج مصطفى الغزوي، وكريم التاج، ومحمد بنسالم، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية بالجهة ورؤساء الجماعات القروية والحضرية التي يسيرها الحزب، وأعضاء المكاتب الوطنية للمنظمات الموازية للحزب (الشبيبة الاشتراكية، ومنظمة الطلائع أطفال المغرب، وهيئة المناصفة والمساواة التابعة لحزب التقدم والاشتراكية).