المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الحادية والعشرين تم، مساء أول أمس، افتتاح فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة المغربية. ووقع الاختيار خلال هذه الدورة على دولة فلسطين باعتبارها ضيف الشرف، حيث تمت برمجة مجموعة من اللقاءات الفكرية والإبداعية التي يدور محورها حول هذا البلد المحتل، ومن ضمنها الندوة الافتتاحية التي نظمت مساء أمس، والتي حملت شعار: "القدس، سؤال الثقافة والوجود". وبهذا الصدد، أكد سفير فلسطين لدى اليونيسكو بباريس، إلياس وديع صنبر، في تصريح له، أن "المعرض يشكل فرصة سانحة لإطلاع الحضور على آخر مستجدات الأوضاع المعيشية التي يعانيها الفلسطينيون من أبناء المقدس في ظل الحصار المضروب على المدينة، وذلك في محاولة لإرغام أهلها العرب على مغادرتها. وصرح رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، خلال الحفل الافتتاحي، أن "هذا المعرض يشكل تقليدا وموعدا ثقافيا هاما يحج إليه المغاربة من كل المناطق وكذا المهتمين، لكي يطلعوا على ما تجود به عوالم الكتاب والنشر.."، وأبرز كذلك أن اختيار دولة فلسطين كضيف شرف هذه الدورة، "يكتسي أهمية بالغة بالنظر للروابط التاريخية والروحية والأخوية المتينة التي تجمع الشعبين المغربي والفلسطيني". ومن ميزات هذه الدورة، حسب تأكيد وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي أنها "تندرج في سياق التصور الجديد الذي قامت الوزارة بتنزيله وتفعيل إجراءاته لدعم قطاع النشر والكتاب كواحد من القطاعات المحورية للصناعات الثقافية التي يساهم فيها ويرتبط بها العديد من الفاعلين الثقافيين والمهنيين من كتاب وناشرين ومكتباتيين وجمعيات مدنية ومقاولات عاملة في المجال الثقافي. ولا شك في أن الحصيلة الأولية لصيغة الدعم الجديدة هذه، والتي ارتأينا أن نخصها بعرض تعريفي في هذه الدورة وبدليل تفصيلي بكل الأعمال التي استفادت منه، تؤكد التجاوب الكبير للفاعلين الثقافيين والمهنيين والجمعويين مع رؤية الوزارة الساعية إلى تحسين مؤشر الحكامة الثقافية وترسيخ المقاربة التشاركية التي تنهجها". كما تميز الحفل الافتتاحي بتتويج الفائزين بجائزة المغرب للكتاب، ففي صنف العلوم الإنسانية:عبد الإله بلقزيز عن كتابه "نقد التراث"، وفي صنف العلوم الاجتماعية: مناصفة لكل من محمد حركات عن كتابه "مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية"، وحسن طارق عن كتابه "الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر"، وفي صنف الدراسات الأدبية واللغوية والفنية: رشيد يحياوي، عن كتابه "التبالغ والتبالغية نحو نظرية تواصلية في التراث"، وفي صنف الترجمة: عبد النور الخراقي، عن كتابه "روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة لمؤلفه لاري دايموند"، وفي صنف السرديات والمحكيات: محمد برادة، عن كتابه "بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات"، في حين تم حجب الجائزة الخاصة بالشعر. للتذكير، فإن عدد دور النشر المشاركة في هذه الدورة يناهز 750، تمثل 44 بلدا، موزعة بين 281عارضا مباشرا و495 عارضا غير مباشر، حيث يتم عرض حوالي 110000عنوان في ثلاثة ملايين نسخة من الكتب والمنشورات. ويشمل البرنامج الثقافي 133 نشاطا، من ضمنها 45 نشاطا مخصصا للطفل، ويبلغ عدد المتدخلين من محاضرين ومبدعين ومفكرين ومؤطرين 284 مساهما.