التأم المؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية أيام 9-10-11 يناير 2015 ببوزنيقة، تحت شعار: «الشباب رهانات التغيير والاستقرار» بمشاركة 906 مؤتمرة ومؤتمر، يمثلون مختلف فروع المنظمة، عبر مختلف جهات المملكة؛ أغلبهم من التلاميذ والطلبة والإناث. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية التي عَرَفَتْ نجاحا كبيرا، حضور وفود مثلت العديد من التنظيمات الحزبية والنقابية والشبابية والجمعوية؛ بالإضافة إلى شخصيات تنتمي إلى المشهد الفني والرياضي الوطني، فضلا على ممثلي الصحافة الوطنية. وكان في مقدمة الحضور إلى الجلسة الافتتاحية وفد هام عن القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية برئاسة الرفيق الأمين العام محمد نبيل بنعبدالله. الجلسة الافتتاحية، وبالإضافة إلى كلمة الكاتب العام للمنظمة التي ألقاها باسم المكتب الوطني المنتهية ولايته؛ شهدت خطابا توجيهيا هاما للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، استعرض من خلاله معظم القضايا التي تشغل بالرأي العام الوطني؛ والشبابي على وجه الخصوص. وقد تواصلت فعاليات المؤتمر الوطني السابع على مدى ثلاثة أيام متواصلة في شكل أشغال خمسة لجان هي: * لجنة الانتداب والترشيحات * لجنة الوثيقة التوجيهية * لجنة القانون الأساسي * لجنة المذكرة المطلبية. * لجنة البيان الختامي والتي عرضت جميعها تقاريرها على الجلسة العامة المؤتمر الوطني السابع حيث تمت المصادقة على مختلف مشاريع الوثائق المعروضة على أنظار المؤتمر، ليتم اعتمادها رسميا مع التعديلات المقترحة. في السياق ذاته، وفي إطار تجديد دمائها انتخب المؤتمر الوطني للشبيبة الاشتراكية قيادة وطنية جديدة؛ تمثلت في مجلس مركزي من 234 رفيقة ورفيقا؛ تشكل منهم الرفيقات الثلث، سعيا نحو تحقيق المناصفة داخل هياكل المنظمة. كما تم انتخاب الرفيق جمال كريمي بنشقرون كاتبا عاما للمنظمة، بإعمال تعدد الترشيحات ونمط الاقتراع السري، في أجواء رفاقية أريحية وديمقراطية وتنافسية رائعة. إن المؤتمر الوطني للشبيبة الاشتراكية، التي ستطفئ شمعتها 39 في غضون أيام قليلة؛ لتسجل بكل الفخر والاعتزاز الأجواء النضالية الرائعة، وروح المسؤولية الكبيرة؛ ومناخ الحوار والديمقراطية الذي ساد خلال أيام المؤتمر الوطني السابع، وتعبر عن ارتياحها العميق للتوسع التنظيمي غير المسبوق الذي تشهده المنظمة؛ معتزة بالتحاق آلاف الشابات والشبان بصفوفها؛ معلنة التزامها الراسخ بوجوب إعطاء الأولوية في المراحل المقبلة لمسألة التأطير والتكوين، إلى جانب باقي الأنشطة الشبابية الأخرى. كما ينوه المؤتمر الوطني بالأجواء التي مرت فيها جميع الجموع المحلية والإقليمية في سياق التحضير لهذا العرس النضالي الديمقراطي الكبير. وإن المؤتمر الوطني للشبيبة الاشتراكية وهو يختتم أشغاله وفعالياته: 1) يعلن تشبثه المستميت بالوحدة الترابية للمملكة؛ ويدين كل المحاولات البائسة لخصوم قضيتنا الوطنية الرئيسية، من أجل تأبيد المشكلة المفتعلة؛ ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في الدفع إيجابا بالمقترح المغربي القاضي بمنح أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا موسعا؛ بصفته مقترحا شجاعا وجديا وذا مصداقية. 2) يؤكد على أن الشبيبة الاشتراكية ستظل كما كانت، مزرعة لحزب التقدم والاشتراكية؛ للتكوين والتأطير والتزويد بالطاقات والكفاءات النضالية الشابة المتشبعة بقيم المواطنة والديمقراطية والتقديمة؛ والساعية؛ عبر النضال المستمر، نحو بناء مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية؛ كما يؤكد أن الشبيبة الاشتراكية، ستظل سنداً داعماً لحزبها في نضاله الجماهيري والديمقراطي والمؤسساتي، ولمساهماته، من جميع مواقعه، في الدفع بعجلة البناء الديمقراطي وبالتنمية الوطنية نحو مستويات أرقى. 3) ينبه كافة المؤسسات الوطنية المختلفة إلى كون الشباب المغربي يعد الضحية الأولى والأبرز لمظاهر العجز الاجتماعي ببلادنا؛ رغم كل جهود الإصلاح الجارية؛ ويدعوها لبذل جهود استثنائية لتدارك مختلف أشكال الخصاص الاجتماعي لدى الشباب؛ والمتراكم منذ عقود في مجالات التعليم والشغل والرياضة والترفيه وغيرها. 4) يعرب عن أسفه العميق لما تعيشه الحركة الطلابية من تشتت وانحسار؛ ويعبر عن استعداد منظمة الشبيبة الاشتراكية لمد يدها إلى كافة القوى الشبابية الوطنية من أجل إعادة الوهج إلى الحركة الطلابية التقدمية؛ كما يعلن تضامنه المطلق مع النضالات التي يخوضها الطلبة في مختلف المواقع الجامعية، دفاعا عن الحقوق المادية والمعنوية المشروعة للطلبة. 5) وبالمناسبة، يذكر المؤتمر الوطني السابع، بموقفه الثابت من العنف عامة، ومن العنف في الوسط الجامعي بصفة خاصة ويدعو كافة المعنيين، إلى السعي نحو جعل الجامعة منارة للعلم والمعرفة والتحصيل والثقافة والتنشئة الوطنية الصادقة. كما يدين المؤتمر الوطني كل سلوك فردي أو جماعي مُطَبِّعٍ مع العنف سواء كان في الجامعة أو في الملاعب الرياضية أو المدرسة أو الشارع العام... 6) يشدد على أن الشبيبة الاشتراكية، بقدر نضالها وكفاحها من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بمفهومها العام والعميق؛ فإنها تجعل من توفير وسائل الترفيه والتنشيط والتثقيف الشبابي مطلبا ملحاً وذا أولوية؛ يجب التعامل معه، بمنطق الاستثمار المنتج في المورد البشري الشبابي، بدل النظرة السائدة حاليا، والمتجسدة في كونه كماليات أو هدرا ماليا. 7) يؤكد على اعتزاز من مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية بالانخراط في مختلف أشكال الحراك الاجتماعي والديمقراطي، بنضج ومسؤولية وبروح نابذة لكل الخطوات المغامرة؛ بنفس قدر اعتزازه بالمساهمات التي قدمتها الشبيبة الاشتراكية في مسار مختلف الإصلاحات الدستورية والسياسية والمؤسساتية التي عرفتها وتعرفها بلادنا في ظل أجواء الاستقرار الوطني الذي لا يمكن تقديره بثمن. 8) وفي السياق ذاته، يدعو المؤتمر الوطني كافة الفاعلين في الساحة الوطنية إلى المضي قدما في المسار الإصلاحي و في دينامية التغير الهادئ، مؤمنا بكون الانتقال إلى مصاف البلدان الديمقراطية والمزدهرة لن يتأتى إلا بتكريس المعادلة المتحركة والديناميكية «التغيير والاستقرار». 9) يحيي المؤتمر عاليا كل الأجيال المناضلة في الصف الوطني والديمقراطي التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل مراكمة المكتبسات في جميع المجالات، ويعتبر أن ترصيدها والارتقاء بها هو من صميم الواجبات النضالية للحركة الشبابية الوطنية في المرحلة الراهنة. 10) يعبر عن أسفه العميق لتحول الربيع الديمقراطي العربي والمغاربي إلى «خريف قاسي» في العديد من بلدان المنظمة؛ ويدين كل المحاولات الجارية لوأد ثورات الشباب وسعيها نحو الانعتاق والديمقراطية؛ والركوب عليها من قبل قوى إرهابية وظلامية أو حتى أوساط عسكرية. ويعتبر أن أهم درس يتعين استخلاصه من مآلات الربيع هو أن التغير عملية مركبة ومعقدة، لن يكتب لها النجاح إلى بتوفر عناصر الاستقرار وتراكم الرصيد الديمقراطي العميق. 11) يعلن عن تضامنه المطلق مع جميع النضالات المشروعة للشعوب المستضعفة، عبر العالم، في معاركها المتعلقة بالتحرير والأمن والديمقراطية والتنمية. 12) يهنئ الشعب الفلسطيني على جرأة قيادته الوطنية الشرعية في نقل نضاله إلى المحافل الحقوقية والدولية، ويحيي، خاصة، خطوتها المتمثلة في اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما يعلن شجبه عرقلة القوى الأمبريالية لمشروع القرار الفلسطيني، بمجلس الأمن، المتعلق بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية . 13) وفي الختام، يوجه المؤتمر الوطني السابع للمنظمة نداءه الحار والصادق إلى كل شرائح الشباب المغربي من أجل المشاركة الواسعة والمكثفة في الحياة العامة لبلادنا؛ باعتبار ذلك صمام أمان المستقبل، والحجرة التي ستتكسر عليها كل محاولات القوى المحافظة في تحييد الشباب عن معاركه الحقيقة، عبر التيئيس والتبخيس والتحجيم. ويدعو، بالمناسبة، كافة الشباب المغربي إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية، صونا لحقه المكتسب، من أجل غد أفضل ومغرب أفضل. 14) كما يهنئ المؤتمر الوطني كافة مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية على روح التلاحم والتعاون والرفاقية العالية التي سادت خلال أيام هذا العرس النضالي الكبير، بالتزام كامل في إعطاء انطلاقة جديدة للمنظمة داخل القرى والمدن، وفي المدارس والجامعات وأينما وجد الشباب المغربي، سعيا إلى تنزيل مقرارات المؤتمر الوطني السابع للمنظمة والانخراط، عن قرب في كافة المعارك النضالية للشباب وتبني قضاياه ومطالبه، كما آماله وآماله. عاش المغرب عاشت الشبيبة الاشتراكية عاش حزب التقدم والاشتراكية وحرر ببوزنيقة في 11 يناير 2015