العملية وراءها عصابات تتسلح بالسيوف للاعتداء على السكان استفاق سكان الجماعة السلالية الثوالث التابعة لإقليمسطات، صباح أمس، على كارثة نفوق مواشيهم، التي اكتسى صوفها الأبيض المراعي الممتدة على مسافة طويلة. وقال السكان لبيان اليوم إن الأمر لا يتعلق بأمراض أصابت قطيعهم، بل بسموم تم نثرها على طول المرعى في ساعة متأخرة من الليل. ولتأكيد طرحهم، استدعى السكان طبيبا بيطريا أكد تسمم المواشي، مشيرا إلى أن كل ادعاء بالإصابة بحمى اللسان الأزرق لا أساس له من الصحة، على اعتبار أن أعراض هذا الداء تظهر لفترة تدوم على الأقل أسبوعا واحدا قبل نفوق القطيع، منها ارتفاع درجة الحرارة، وامتناع المواشي عن الأكل، وبروز إفرازات في الأنف واللعاب، وغالبا ما يعتري لسان المواشي اللون الأزرق إيدانا بالموت الحتمي. وإلى حدود صباح أمس، رفض قائد ثلاثاء أولاد فارس الانتقال إلى مكان نفوق المواشي، مدعيا أن ما وقع لا يدخل في مجال اختصاصه، داعيا السكان إلى التوجه لدرك سرية أولاد حجاج التي رفضت بدورها إجراء التحقيق في مسرح الجريمة، وطالبت بإحضار عينة من المواشي النافقة. وبحسب تصريحات الفلاحين المتضررين، تشير أصابع الاتهام إلى بعض الشبان القاطنين بالتعاونية الفارسية الذين عاثوا فسادا في أراضي الجماعة، واقتنوا كمية كبيرة من السيوف التي يصنعها المدعو " د" بن "د" بسوق الثلاثاء أولاد فارس " استعدادا لمواجهة سكانها عامة في حال وقوع نزاع بين التعاونية الفارسية والجماعة المذكورة عند بداية موسم الحرث". وقد قام هؤلاء الشبان مؤخرا، يقول السكان، بالتهديد والهجوم على قائد قيادة أولاد فارس عند خروجه لمعاينة عقار أمام أعين رئيس الجماعة القروية " ش.ح"، مدججين بالسيوف فتدخل آباؤهم المنتمون للتعاونية الفارسية لدى القائد من أجل المطالبة بالصلح، حيث لم يتم التبليغ عنهم لدى الدرك الملكي أو لوكيل الملك. وهو يعتبر مخالفا للقانون، بل تسترا على جريمة سبقتها العديد من التجاوزات والمضايقات في الأسواق والطرقات وتلفيق التهم الواهية تجاه سكان جماعتنا". وقال عضو بجمعية "جوهرة الثوالث" التي أسسها السكان دفاع عن أرضهم المغتصبة، إن "قائد قيادة أولاد فارس، خوفا على مصالحه، بات يفضل السكوت على هذه الجرائم، ويقمع كل عضو بهذه الجمعية فتح فاه منددا بالظلم، بل لا يتواني عن الزج، غير القانوني بأعضاء الجمعية في السجن بتهم واهية، وبمحاضر مفبركة" ويبدو أن العديد من جمعيات حقوق الإنسان قررت الدخول على الخط بعد الصمت الغريب لسلطات إقليمسطات على خروقات عديدة منها مسلسل الاعتقالات اللاقانونية للسكان لمجرد فتح ملف أرضهم السلالية التي ترامى عليها الغير بدعم من برلماني سابق يقوم بعمليات تجارية مشبوهة، وتهرب المحافظ من المسؤولية بطريقة تستدعي التساؤل عن الدور الموكل للمحافظ في شأن تدبير وإدارة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بسطات. ووفق تصريحات حقوقيين لبيان اليوم، ينذر ملف سكان الجماعة السلالية الثوالث بكوارث سيتجاوز صداها عامل سطات، خاصة بعد تسجيل وسائل الإعلام لوقائع المطاردة الهوليودية التي عاشتها الطريق الرابطة بين مدينة سطات ولبروج، الأسبوع الماضي بمجرد ما انتهاء الاجتماع الذي خصه عامل عمالة إقليمسطات لممثلي هذه الجماعة التابعة لقيادة أولاد فارس، حول موضوع أرضهم التي استحوذ عليها الغير.. ، مطاردة هوليودية لأشخاص على متن سيارات سياحية وتجارية من أجل إيقاف ممثلين عن الجماعة، تبين فيما بعد أنهم موفدون من قبل أشخاص نافذين يزعجهم تحرك السكان دفاعا عن حقهم. والواقع أن أفراد الجماعة السلالية الثوالث يعيشون، منذ شهور، محنة عصيبة، دفعت بهم إلى مغادرة منازلهم والمبيت في العراء، وسط خيام لا تقيهم قساوة برد الشتاء، محاصرين صباح مساء من طرف عناصر من التعاونية الفارسية، ومهددين من قبل قائد ثلاثاء أولاد فارس الذي بلغ من الجبروت حد اعتقال أعضاء الجمعية التي أسسها السكان" جمعية جوهرة" لمجرد مطالبتهم برفع الظلم عنهم وإيجاد حل لمشكل أرضهم الذي اتخذ أبعادا خطيرة. ويبدو أن الملف الذي وضع أمام عامل إقليمسطات، بالرغم من بعض الإشكالات العالقة، قد يجد طريقه إلى الحل في حال تدخل العامل لإيقاف سلوكات القائد، أولا، و الذي يستهدف جمعية أسسها سكان الجماعة السلالية الثوالث، بتشجيع من لوبيات ذات مصالح واضحة، منها من لفظه البرلمان وبات يبيع لحوما ومواذ غذائية فاسدة، ومنها من ترامت على حقوق الغير واستنجدت بالسلطات لتجعل ستارا واقيا. ويأمل السكان، حسب تصريحاتهم لجريدة بيان اليوم، أن يتدخل العامل لإطلاق سراح أعضاء هذه الجمعية القانونية وتصحيح غطرسة القائد "ع.ط"الذي قام باعتقال شبان يشكلون عصب مكتب الجمعية بدعوى التحريض على الفوضى. بيان اليوم نقلت ما يجري من سلوكات تعود للعصور الحجرية إلى سلطات مدينة سطات التي اعتبرت ما أقدم عليه القائد "شططا في استعمال السلطة" وتعهدت بالتدخل لإطلاق المعتقلين، بعد تأكدها من براءتهم ومن أن الغرض من سجنهم دون محاكمة ولا دليل يراد منه إسكات صوتهم الذي صدح بالحق في قضية أرض أهاليهم المسلوبة ظلما، بعد تمكنهم منها عقب رحيل المستعمر. إن الجماعة السلالية الثوالث التي سلبت أرضها وأبيدت مواشيها واعتقل شبانها تستغيث. فهل تغيثها سلطات العمالة التي لازالت تفضل موقع المتفرج، أم أن الأمور ستتعداه إلى سلطات أبعد لا شك أنها تعرف كيف تنتصر للمظلومين.