احتضنت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير أكادير، أشغال مؤتمر دولي حول موضوع "التنمية المستدامة للطاقات المتجددة في المجال الأورو-إفريقي: التناقضات المالية، التكاملات الاجتماعية والرهانات البيئية"، بحضور ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب. وأجمع المتدخلون في افتتاح هذا المؤتمر الدولي الثالث من نوعه، الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام (18 إلى 19 دجنبر الجاري)، على أهمية هذا الموضوع في سياق التغيرات المناخية التي يعرفها كوكب الأرض والطلب المتزايد على الطاقات البديلة والطاقات المتجددة بفعل تحول أنماط العيش وارتفاع عدد سكان الأرض. وأكدوا أن هذا الموضوع بات يحظى باهتمام بالغ من طرف الدول الصناعية المتقدمة وكبريات مؤسسات البحث والشركات الدولية لما يمتلكه من فرص للاستثمار، لاسيما مع توقعات نضوب مصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز والنفط وارتفاع تكليف استخراجها و استغلالها وآثارها الوخيمة على البيئة. وفي هذا السياق، شدد رشيد بوطي رئيس المؤتمر على أهمية الجهود المراعية لاعتبارات المناخ والبيئة التي ما فتئ المغرب ينخرط فيها، لاسيما عبر تشجيعه للطاقات المتجددة، بفضل مشروع مركب الطاقة الشمسية بورزازات "نور"، الذي تصل قدرته الإنتاجية إلى 160 ميغاوات، بالإضافة إلى الإعلان مؤخرا عن انطلاق الاستغلال التجاري لمحطة الطاقة الريحية بطرفاية، التي تمثل 15 في المائة من المخطط الوطني للطاقة الريحية. من جانبه، استعرض نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة المكلف بشؤون البيئة عبد الرحمن عمور عددا من المبادرات التي أقدمت عليها الجهة بفضل استراتيجية استباقية تهم عدة محاور أهمها التشجيع على النجاعة الطاقية والنهوض بالطاقات المتجددة وتنويع الشراكات مع الفاعلين الاقتصاديين المحليين والشركاء الأجانب، لاسيما من فرنسا وجزر الكناري. وتتمحور أشغال هذا المؤتمر حول جلستين علميتين تتناولان "تحديات الطاقة: الواقع والتوقعات" و"التنمية المستدامة والطاقات المتجددة"، فضلا عن ندوة حول "دعم إحداث المقاولات المبتكرة في مجالات الطاقة بالبلدان المتوسطية". كما يتضمن برنامج هذا الملتقى ما يزيد على 20 ورشة يؤطرها باحثون ومهنيون ومتدخلون من مختلف التخصصات وعروضا يقدمها طلبة باحثون في مجالات الدكتوراه أمام الخبراء والأساتذة المشاركين، بالإضافة إلى زيارات ميدانية ذات طابع تحسيسي لعدد من المدارس الابتدائية بكل من أشتوكة آيت باها وأكادير إداوتنان و نواحي تيزنيت. ومن المرتقب أن تنعقد الدورة الرابعة من هذا المؤتمر الدولي للطاقات المتجددة من 25 إلى 29 ماي المقبل بجامعة كيبيك (ريموسكي) بكندا في إطار المؤتمرات الدولية للجمعية الكندية الفرنسية من أجل تقدم العلوم.