القطاع الطلابي للتقدم والاشتراكية يطالب بتسوية عاجلة لمشكل الإسكان بالحي الجامعي عرف محيط جامعة الحسن الأول بسطات مساء الخميس الماضي إنزالا قويا من مختلف الأجهزة الأمنية والقوات المساعدة، في محاولة منها لإزالة الخيام البلاستيكية وفض اعتصام الطلبة المطالبين بالسكن الجامعي. هذا ولازال الطلبة المعتصمون يواصلون احتجاجاتهم ضمن حلقيات، مرددين شعارات تعكس واقع الحي الجامعي وأزمة السكن، في الوقت الذي دخل فيه ممثلون عن المعتصمين المطالبين بالحق في السكن الجامعي في حوار مع مدير الحي الجامعي والذي لم يفض حسب ممثلي الطلبة لأي نتيجة منصفة للمحتجين. هذا، وقد واكبت "بيان اليوم" التحرك الأمني الذي شهدته شوارع جامعة الحسن الأول بسطات ليلة الجمعة الماضية، خصوصا أمام الحي الجامعي حتى الساعة العاشرة ليلا حيث بدأت سيارات القوات المساعدة في الانسحاب، بعد انتقال المعتصمين من الخيام الموجودة بالمحيط إلى داخل أسوار الحي الجامعي حيث الخيام منصوبة طيلة أيام الاعتصام الذي دخل أسبوعه الرابع، وشهدت أحداث الليلة لقاءات بين ممثلي الطلبة مع مدير الحي حيث سمح بإقرار خمسة أسرة للطلبة داخل كل غرفة، في محاولة لإيواء الجميع، لكن هذا القرار وصفه فصيل القطاع الطلابي المنضوي تحت لواء حزب التقدم والاشتراكية الذي ناضل من أجله بالقرار الغامض، مطالبا في الوقت ذاته بتوضيحات أكثر حول الكيفية التي ستتم بها عملية توزيع الغرف، ومتسائلا هل ستشمل العملية كافة الطلبة المعتصمين، أم أنها ستؤدي إلى خلق نوع من الانشقاق في صفوفهم؟. وفي نفس السياق قال الطلبة المحتجون إنهم تفاجؤوا بمبادرة مدير الحي في نفس الليلة بتعليق لائحة إضافية تحمل أسماء الطالبات والطلبة الذين سيستفيدون من السكن بالحي الجامعي، والتي اعتبروها استفزازية، يأتي هذا في ظل الإنزال الأمني المكثف، ومحاولة من مدير الحي الجامعي لنسف الاعتصام الذي يقوده الطلبة من أجل الحق في السكن، خصوصا بعد ملاحظة أن اللائحة لا تشمل أغلب المحتجين خصوصا الطالبات . ويأتي التصعيد الذي يعرفه محيط جامعة الحسن الأول، بعدما قرر المعتصمون نقل احتجاجاتهم في اتجاه وسط مدينة سطات حيث شهدت صباح الأربعاء الماضي وقفة حاشدة أمام مقر بلدية سطات بتأطير من القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، الذين أطلقوا أصوات الاحتجاج، في مسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة في اتجاه رحاب جامعة الحسن الأول بسطات وسط تواجد أمني مكثف، بالرغم من تدخل رئيس المنطقة الأمنية ومرافقيه لمنع المحتجين من مواصلة احتجاجاتهم، إلا أن الطلبة اعتبروا أن هذه المحطة السلمية هي شكل من أشكال النضال الطلابي بجامعة الحسن الأول بسطات، ومؤكدين على أن هذه الخطوة تأتي بعد إقدام إدارة الحي الجامعي على حد وصفهم على إسكان الطلبة أبناء الأسر الميسورة، فيما أقصت أبناء الفقراء. وأطلقوا شعارات نارية طالبوا من خلالها بوقف ما وصفوها بالزبونية و"باك صاحبي" في معالجة مشكل الإسكان بالحي الجامعي التي شابتها خروقات واختلالات على حساب أبناء الفقراء والأسر المعوزة، مناشدين وزير التعليم العالي التدخل لوضع حد لما أسموها ب"المهزلة" على حد وصفهم. وأفاد أمين العسري عضو القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية «لبيان اليوم» أن الاحتجاجات تأتي في إطار النضال لانتزاع الحق في السكن الجامعي، مشيرا إلى أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله قد أجرى مكالمة هاتفية مع وزير التعليم العالي للتأكيد على مطلب القطاع الطلابي استنادا على مذكرة وجهت إلى نبيل بن عبد الله من القطاع الطلابي لحزب الكتاب بسطات، تضمنت مجموعة من الاختلالات، وأن عددا من الطلبة يتوفرون على المعايير التي وضعتها الوزارة دون أن يستفيدوا من السكن، وأكد المتحدث على استجابة وزارة التعليم العالي للمطلب وذلك بإضافة سرير خامس بغرف الحي الجامعي بسطات، مما سيمكن من استفادة جميع الطلبة والطالبات المعتصمين من حقهم في السكن، موضحا أن عدة لقاءات قد جرت مع المسؤولين بالجامعة أسفرت على أن هناك مشاريع سكنية بمحيط الجامعة ستخرج إلى حيز الوجود بعد استئناف الأشغال المتعثرة نتيجة عدة مشاكل، وطالب ممثل القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، الوزارة الوصية بتوفير خطة استباقية، حتى لا تصبح الاحتجاجات سنة مؤكدة يمر منها الطالب الجديد في بداية التحاقه بالجامعة خصوصا بإعادة النظر في المعايير المحددة للاستفادة من السكن الجامعي . وتجدرالاشارة أن عددا من الطلبة والطالبات بجامعة الحسن الأول بسطات قد دخلوا قبل عدة أسابيع في اعتصام مفتوح أمام إدارة الحي الجامعي، وقضوا ليال في العراء، وتحت الأمطار العاصفية، غير مبالين بقساوة الطقس وبرودة المكان، وذلك احتجاجا على حرمانهم من الاستفادة من السكن بالحي الجامعي، بالرغم من توفرهم على كل الشروط الموضوعية على حد قولهم، وأكد الطلبة المعتصمون المدعومون بفصيل التقدم والاشتراكية من خلال حلقيات أقاموها داخل الحي الجامعي، بضرورة تدخل والي جهة الشاوية ورديغة، عامل عمالة اقليمسطات ، وعلى ضرورة الاستمرار في اتخاذ كل الأشكال النضالية والتصعيدية إلى غاية إنصافهم و تحقيق مطلبهم الشرعي المتمثل في ضمان أسرة لهم داخل الحي الجامعي، واستفادة آخر معتصم من السكن بالحي.