استمر انتظارهم تسع ساعات وتعرض بعضهم لإغماءات عبرت عائلات العديد من الحجاج المنحدرين من إقليميورزازات و زاكورة عن استيائهم من الظروف التي رافقت نقل ذويهم المتوجهين للديار المقدسة من مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، وذلك نتيجة تأخرالطائرة التي كان من المقرر أن تقلهم نحو المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، إذ ظل أزيد من 338 حاجا محاصرين بإحدى أجنحة مطار محمد الخامس بدون ماء ولا غذاء، منذ الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم الأربعاء الماضي، بعد أن حطت بهم الطائرة القادمة من مطار ورزازات الدولي، وأخبروا بأن طائرة أخرى تابعة للخطوط الملكية المغربية ستقلهم على الساعة السادسة و30 دقيقة صباحا نحو جدة، ما لم تف به شركة الخطوط الملكية المغربية، وقد استمر انتظارهم تسع ساعات قبل أن تقرر الشركة تأجير طائرة تابعة للخطوط الأوكرانية لنقلهم إلى الديار السعودية بعد أن كثف الحجاج احتجاجاتهم نتيجة ما تعرض له بعضهم من إغماءات خصوصا لدى المصابين بالسكري . وكان هؤلاء الحجاج قد غادروا مطار ورزازات رفقة حجاج إقليمي تنغير وزاكورة ليلة الثلاثاء/الأربعاء الماضية، في ظروف حسنة، تميزت بارتدائهم للباس الإحرام داخل المطار استجابة لإعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي نبهت من خلاله كافة الحجاج أن الرحلات التي ستنطلق من جميع مطارات المملكة المغربية إلى الديار المقدسة بعد الساعات الأولى من يوم السبت 20 شتنبر2014، سيتوجه حجاجها مباشرة إلى مكةالمكرمة، وعليه يتعين عليهم أن يصحبوا معهم لباس الإحرام لتأدية هذه العبادة خلال الرحلة. جدير بالذكر بأن أغلب حجاج الإقليم، وعددهم 145 شخصا منهم 76 إناث، وبينهم حاج لا يتجاوز سنه السادسة والعشرين ربيعا، كانوا قد استفادوا من توجيهات رسمية وإدارية خصتهم بها الجهات المسؤولة بالإقليم سواء داخل المساجد أو بمقرات إجراء قرعة الحج تم خلالها تذكيرهم بدور البعثات المغربية للحج وأنها في خدمتهم بالديار المقدسة ورهن إشارتهم بكيفية دائمة ومستمرة لإرشادهم إداريا ورعايتهم صحيا وتوجيههم دينيا. وتم تنبيههم أن نجاح هذه البعثات رهين بمدى احترامهم لتعليماتها والتعاون معها، كما تم حثهم على المشاركة في الدروس التي تنظمها البعثات العلمية المغربية هناك بمقر سكناهم، وتم توجيههم إلى التزام الهدوء و نبذ الازدحام و التدافع الذي ينتج عنه الضرر عند مداخل الطائرات وقاعات الوصول وعند دخولهم لمقرات سكنهم وعند ركوبهم الحافلات وولوجهم المصاعد وغيرها و ضرورة إعطاء الأسبقية للمعاقين والمسنين والنساء في كل وقت و حين . وكانت عمالة إقليمورزازات قد نظمت مؤخرا حفلا لتوديع الحجاج ترأسه عامل الإقليم بحضورعدد من رؤساء المصالح. وتميز اللقاء بالكلمة التي حث من خلالها عامل الإقليم الحجاج،على التحلي بالأخلاق الحميدة وحسن التعامل، كما نوه بالمجهودات التي تقوم بها السلطات المعنية بتنسيق مع السلطات السعودية لتوفير الظروف الملائمة لمقام وأداء المناسك على أحسن ما يرام. وخلال هذا الحفل نفسه، دعا رئيس المجلس العلمي المحلي إلى حسن الجوار والتعامل مع الآخرين، وحث الحجاج على الأداء المريح لجميع مراحل الحج من أجل إنجاح مناسكه و تأديتها على أجمل وجه، فيما قدم المندوب الإقليمي للصحة مجموعة من النصائح الطبية، أكد فيها على أهمية نظافة الأبدان وحسن اختيار الأمكنة المناسبة لأداء المناسك، كما حذر الحجاج من الدخول في متاهات الزحام ونبههم إلى ضرورة الاحتراس من ضربات الشمس و دعاهم لاستعمال المظلات الواقية،و اختتم اللقاء بتوزيع الجوازات على المستفيدين.