منطقة أمغران على إيقاع حراك اقتصادي واجتماعي يساهمان في التنمية منطقة امغران وحاضرتها جماعة تندوت بإقليمورزازات، تقع شمال السفح الجنوبي لسلسة جبال الأطلس الكبير، تتميز بتنوع تضاريسها بين المرتفعات الجبلية وبعض الهضاب على جنبات الأودية، وتعود تسمية الجماعة بتوندوت حسب الروايات المتواترة، إلى عبارة من كلمتين بربريتين، (تون) و (دوت) أي دونتدوت وتعني"اذهب وعد"، وربما أصل هذه التسمية جاء لكون المنطقة جاءت على شكل واجهتين جبليتين، تربط بينهما قنطرة طبيعية على واد الحجاج المار بالمنطقة، قبل أن تزول هذه القنطرة بفعل الفيضانات. وتتميز هذه المنطقة باحتوائها على رموز أركيولوجية غارقة في القدم، أهمها المتحف الأثري "تازوضا " لبقايا الديناصورات والذي يؤرخ للفترة ما قبل 60 مليون سنة، ورموز تنموية وطنية كمركب نور للطاقة الشمسية بضواحي غسات، بالإضافة إلى عدد من المواقع والمزارات التاريخية والطبيعية كالمغارات والنقوش والأشكال المعمارية الدالة على عمق الاستقرار البشري و تجذره . هذه المنطقة تعيش هذه الأيام على إيقاع الاستعدادات لاستقبال مهرجان امغران للجوز واللوز، في نسخته الثانية. وهي تظاهرة كبيرة تنظمها جمعية "مهرجان امغران للجوز و اللوز" بدعم من وزارة الثقافة تحت شعار"التراث الثقافي والمعماري في خدمة التنمية". المهرجان الذي سيمتد من من التاسع 9 إلى 12 من أكتوبر 2014، هو ثمرة تعاون بين جماعتي توندوت و غسات، ومساهمة من المجلس الإقليمي لعمالة ورزازات والمجلس الإقليمي للسياحة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بورزازات، ومؤسسة ورزازات الكبرى، والغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة درعة، بالإضافة إلى الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والوكالة الوطنية للطاقة الشمسية، و بعض المؤسسات و المقاولات الخاصة كشركة تجهيز ورزازات، وشركة اتصالات المغرب. هذه التظاهرة الكبرى التي تصادف عيد الأضحى، تروم تكريس المهرجان كمناسبة سنوية لدعم مكتسبات المنطقة الثقافية والتاريخية والعمرانية، وتوظيفها لتحقيق تنمية عميقة وشاملة. كما تأتي هذه الدورة بموازاة مع هذه المناسبة التي تحظى بمكانة عظيمة لدى ساكنة المنطقة، وما تعنيه من حراك اقتصادي واجتماعي كبيرين بالنظر لعودة الآلاف من أبناء المنطقة المهاجرين قصد مشاركة ذوييهم فرحة العيد و تقاليده المحلية، و تتوقع الجمعية المنظمة أن تتجاوز نسبة زوار مهرجان هذه السنة عتبة العشرة آلاف زائر يوميا، بين زوار المعرض و مرتادي مرافقه وسهراته الفنية، كما يرتقب أن يُستهل المهرجان بكرنفال فني عن المنتوج الشعبي والثقافي والجيولوجي لمنطقة امغران، تتخللها عروض فكرية وأدبية لمقاربة تاريخ وحضارة المنطقة وإبراز معالمها الفنية وافقها السياحي والتنموي، بالإضافة إلى عشرات الأروقة للمنتوجات المحلية والإقليمية والوطنية، من لوز وجوز وعسل وزعفران وتمور وحناء وورود، وأعشاب استهلاكية وطبية من الغطاء النباتي المحلي . كما يسعى المهرجان إلى إحياء الموروث الشعبي الثقافي والتاريخي للجنوب الشرقي، تجديد الاهتمام به وإعادته إلى دائرة التداول والاستهلاك بتشجيع كل الفرق المحلية لفنون أحواش واحيدوس وما يوازيها من نظم الشعر الامازيغي، والمساهمة في تأسيس فرق فتية وشابة من هذه الفنون لربط الماضي بالمستقبل. وكانت الدورة الأولى لهذا المهرجان قد نظمت متم شهر اكتوبر من السنة الماضية وعرفت مشاركة حوالي 50 جمعية محلية بالإضافة لجمعيات و فعاليات أخرى من مختلف مناطق إقليمورزازات، وكذا الأقاليم المجاورة، هذه الجمعيات أقدمت على تقديم منتوجاتها الفلاحية والتقليدية والتراثية كالجوز واللوز والعسل والتمور و الزرابي ومواد أخرى ...... الخ، كما أن فعاليات هذه التظاهرة، عرفت برنامجا موازيا للمهرجان، انقسم بين تنظيم ندوات حول تاريخ المنطقة وتثمين المنتوج الفلاحي والتنوع البيولوجي، وكذا عرض حول حول السياحة والصناعة التقليدية، وفقرات ترفيهية للأطفال، وورشات لمرشدي الفضاءات السياحية، بالإضافة إلى زيارة لبعض المواقع التاريخية والسياحية بالمنطقة كالقصبات التاريخية و الموقع الأثري للديناصورات (تازودا).