بعد حريق مقر دائرة ميجك بعد محاولات عديدة لإسماع أصواتهم خارج أسوار البوليساريو العالية والتي يقف عليها حرس المخابرات الجزائرية، اهتدى شبان داخل المخيمات إلى وسيلة جديدة تسمح بتسرب الدخان إلى الأجواء حيث لا تطاله أيدي عصابة عبد العزيز المراكشي. ففي ليلة الخميس الماضي، أوقد شبان مطالبون بوقف مهزلة البوليساريو التي باتت مثار سخرية الصغار قبل الكبار في الأحاديث الليلية حيث يحلو السمر وسط الصحراء، النار بمقر دائرة ميجيك بما يسمى ولاية أوسرد. ولم يختر هؤلاء الشباب الفرار بعد إيقاد النيران والاختباء وراء النساء والشيوخ والأطفال كما تفعل الجزائر حين تدعي أنها تدافع عن مصير الشعوب، بل تبنوا الحادث، وأعلنوا للعالم أنهم مسؤولون عنه الحادث الذي تسترت عليه البوليساريو،و فضحه تسجيل مسرب من المخيمات بثته قناة العيون في نشرتها الإخبارية ليلة 16 شتنبر ، يحمل أكثر من مغزى، ويندرج ضمن محاولات عديدة للتخلص من ربقة الجزائر تمكنت تلفزة العيون من ايصالها للمشاهدين عبر الفضاء. فقد أكد شباب التغيير بمخيمات تيندوف، فور انتشار لهيب نار الكرامة، عزمهم الاستمرار في نهج التصعيد إزاء قيادة البوليساريو الفاسدة نظرا لتماديها في قمع اللاجئين الصحراويين و فرضها حالات استنفار قصوى منذ قرابة عام على خلفية الحراك الذي تعرفه مخيمات اللاجئين بتيندوف جنوب غرب الجزائر والرامي إلى الإطاحة بمحمد عبد العزيز و رفاقه الذين طالب شباب التغيير برحيلهم دون رجعة أو تحمل عواقب تشبثهم بالكراسي. ووفق معلومات حصلت عليها بيان اليوم، خلف الحادث حالة استنفار قصوى. فقد سارعت قيادة الاستخبارات العسكرية التي باتت تتخذ تندوف مقر ثانويا لها، إلى ايفاد عملاء بزي مدني صحراوي، ومنعت كعادتها حركة التجوال ما بعد المغرب على كل من يقل سنه عن 50 سنة، بالإضافة إلى إجراءات أخرى لا نجد مثيلا لها إلا في المعابر التي يقف عليها الجنود الإسرائيليون. وتخشى المخابرات الجزائرية أن يشكل حريق ليلة الخميس المنصرم شرارة بداية عمليات شباب محتجز قهرا في الخيام، يتطلع إلى حياة كريمة داخل المغرب، ويربط اتصالات بعائلاته وبمواطنيه مغاربة باتوا واعين بالأوضاع المأساوية داخل جحيم المخيمات، خاصة بعد أن دأبت قناة العيون الجهوية، بمهنية ومصداقية، على بث سلسلة من التصريحات والشهادات تالتي فضح الأوضاع الأليمة فوق التراب الجزائري، على بعد أميال قليلة فقط من التراب المغربي. فقد استطاعت هذه القناة سبر أغوار مخيمات تندوف وتسجيل أشرطة حول الحياة اليومية والواقع المعاش بتلك المخيمات، من خلال شهادات مدنيين وعسكريين تبرز بالملموس الاضطهاد والاستغلال والتضييق الذي يمارسه "البوليساريو" في حق ساكنة المخيمات في انتهاك سافر لحقوق الإنسان. وأبرزت القناة، من خلال هذه الشهادات، أن ساكنة المخيمات تعيش تحت وطأة حصار عسكري دائم وممارسات مهينة ولا إنسانية في حق النساء والأطفال جعلتها تنتفض في مظاهرات واحتجاجات مستمرة أمام مفوضية غوث اللاجئين ب"الرابوني" ضد قادة "البوليساريو".