العودة الى الشمال والانطلاق مع جوق الإذاعة والتلفزة بطنجة الحلقة 11 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن كل الأشياء في زماننا كانت تعالج بالصدق والأخوة الصادقة أيضا وحين تقارن ذلك الزمن بهذا الزمن كثير من الأشياء قد تغيرت بل حتى الموسيقى المغربية بأوزانها وألوانها تقريبا إندثرت .. ذات مرة أخبرني عازف العود الذي كان يشتغل معي في فرقة الحاجة الحمداوية أنه بدأ يشتغل في ملاهي مدينة مكناس وأنه يريدني أن ألتحق به لنشتغل سويا ، في أول الامر رفضت لكنني بعدما عرفت أن التعويض المادي أكثر من جيد قبلت والتحقت بمدينة مكناس خصوصا وأن المدينة ليست بعيدة عن مدينة الرباط، لأبدأ رحلة أخرى نهاية سنة 1962 في اتجاه مدينة مكناس، ودعت أسرتي وإلتحقت للإشتغال في هذا الملهى الليلي كمغني وأيضا عازفا خاصا فقط للرقص الشرقي مع ألمع راقصات هذا اللون أمثال فاطمة البيضاوية التي كنا نناديها سامية جمال لأن رقصها كان يضاهي أجمل وأفضل الراقصات بالشرق ثم دليلة ونعيمة التي كنا نناديها نعيمة القرعة لأن شعرها قصير جدا.... هذه الراقصة سوف تتزوج أشهر لاعب كرة في زمن الستينات وهو لاعب ريال مدريد فرانسيسكو خينتو لوبيز، الذي لعب مع فريق ريال مدريد لمدة 19 سنة وساهم في صناعة المجد للنادي الملكي، والذي يعد من ضمن كوكبة أهم الأساطير التي مرت على نادي ريال مدريد مثل دي ستيفانو و بوشكاش و كوبا و ماتيوس و ديل سول و مارسال و العديد العديد من الأساطير التي دخلت التاريخ عن طريق النادي الملكي، الكل يذكر أن هذا اللاعب كان سريعا وقويا وبإمكانه تحطيم دفاعات الخصم مهما بلغت قوتها، لكن نعيمة القرعة كانت أقوى وأسرع واستطاعت أن تتزوج بهذا الأسطورة في شتاء سنة 1963 قدم إلى ملهانا الليلي الملحن العملاق محمد بنعبد السلام، ليخبرنا أنه قدم إلى مدينة مكناس لأجل تأسيس جوق جهوي تابع للإذاعة والتلفزة المغربية بمدينة مكناس بأمر من المغفور له الحسن الثاني، وأنه يريد ضمي لهذه الفرقة وافقت على العرض وبسهولة فمحمد بنعبد السلام ليس رجلا يرفض له طلب. أذكر أن بعد هذا الحدث بيوم واحد أتفاجأ بوالدي يتصل بي ويأمرني بالعودة الى مدينة الرباط وعلى عجل لأمر مهم يخصني، وعندما ألححت عليه لمعرفة السبب أجابني : طير واجي للرباط. ... عدت إلى مدينة الرباط مسرعا، حين وصولي لم اجد والدي الذي كان لايزال في عمله، لم افارق البيت في انتظاره وأنا كلي حيرة لسبب دعوته لي للحضور وبهذه السرعة سألت والدتي فاجابتني أنها لا تعرف أصلا بالمكالمة التي دارت بيننا، حينما قدم والدي أخبرني : بأن الراحل عبد القادر الراشدي قد أمره الملك الراحل الحسن الثاني بتأسيس جوق جهوي تابع للإذاعة والتلفزة المغربية بمدينة طنجة وأنه اختارني لأكون ضمن أعضاء هذا الجوق. الحلقة القادمة: حين أصبحت موظفا بجوق مدينة طنجة وصار راتبي 350 درهما