كادت رحلة مدرسية أن تتحول إلى فاجعة إنسانية الأربعاء الماضي، بمنتزه سيدي بوغابة، القريب من مدينة القنيطرة، لولا الألطاف الإلهية، التي أنقذت أرواح أطفال كانوا على متن سيارة للنقل المدرسي كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في مياه البحيرة، حيث اصطدمت في طريقها بسيارتين كانتا متوقفتين في عين المكان. وأفاد شهود عيان أن سيارة النقل المدرسي كانت تقل مجموعة من الأطفال يدرسون مدرسة «السبيل» الواقعة بحي الإرشاد بالقنيطرة وكانوا يقومون برحلة مدرسية إلى منتزه سيدي بوغابة القريب من القنيطرة، نظمتها المدرسة. وعمد السائق إلى ركن السيارة عند أحد المنحدرات، بالرغم من أن السيارة تعاني من عطب تقني على مستوى الفرامل. ولاحظ الشهود أن سائق السيارة استعان ببعض الأحجار لتثبيت وقوف السيارة على المنحدر، نظرا لحالتها الميكانيكية وعدم توفرها على الفرامل، إلا أن حركات الأطفال الذين كانوا يرقصون داخل السيارة، أدت إلى تجاوزها لتلك الأحجار وتوجهت رأسا نحو مياه البحيرة، بينما كان السائق خارج السيارة. ولحسن الحظ أن السيارة، وبداخلها الأطفال الذين أصيبوا بالذعر وتملكهم الخوف، اصطدمت في طريقها بسيارتين كانتا متوقفتين، وألحقت بهما أضرارا بليغة. ولولا الألطاف الإلهية لاستقرت السيارة في البحيرة، وغرقت ومعها الأطفال الذين كانوا بداخلها. هذا الحادث، الذي كاد يتحول إلى مأساة حقيقية وفاجعة إنسانية يطرح من جديد قضية المراقبة الصارمة للحالة الميكانيكية للسيارات المخصصة لنقل التلاميذ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأطفال صغار في مقتبل العمر، كما يطرح بإلحاح قضية المسؤولية التربوية وأهلية للمشرفين على اصطحاب التلاميذ، خلال الرحلات المدرسية.