فوائد القيلولة بمجرد انتصاف النهار، يشعر كثيرٌ منا بالرغبة في النعاس أو النوم خاصة لمن يستيقظون مبكرًا، ويحدث هذا الأمر للصغار والكبار على حد سواء وإن اختلفت الرغبة وفترة النعاس.وقد قرأنا مرارًا عن فوائد القيلولة وأهميتها للجسم ولاستعادة النشاط لبقية اليوم، لكن ما هو تأثيرها على الدماغ؟ وما هي الفترة المناسبة لكي تكون القيلولة مفيدة ولا تتسبب في نتائج عكسية أو سلبية؟ تؤكد الدراسات والتجارب إن القيلولة تحسن من الإدراك والتفكير الإبداعي وأداء الذاكرة، بالإضافة إلى أنها تحسن من وظائف الجسم الحيوية مثل أداء القلب وتقلل من خطر النوبات القلبية والدماغ وتحد من الإجهاد وتعزز من القوة الجنسية وتساعد على فقدان الوزن وتعديل المزاج. وقد أكدت عدة دراسات أن نوم القيلولة يساعد على رفع مستوى أداء الذاكرة والتركيز، وبالنسبة للأطفال يعزز التعلم ويزيد من نشاط الدماغ وقدرته على دمج المعلومات الجديدة. علما أن الطفل من عمر المدرسة يجب أن ينال قسطًا من النوم لا يزيد عن 90 دقيقة خلال النهار، ويفضل أن يكون بعد الظهيرة وبعد تناول وجبة الغداء. وتختلف طول فترة القيلولة بالنسبة للكبار فبينما ترى بعض الدراسات أنها لا يجب أن تزيد عن 40 دقيقة، تؤكد أخرى عن أنها يمكن أن تصل إلى 90 دقيقة. ويرى كثير من الأطباء أنك لو كنت في العمل فمجرد 10 أو 20 دقيقة في غرفة الاستراحة إن وجدت أو على مكتبك في وقت الاستراحة يمكنها أن تساعدك على مواصلة يومك بكل طاقة وقوة وتركيز. وتوصلت بعض الأبحاث الحديثة أن الجانب الأيمن (المسؤول في الأصل عن الإبداع والخيال) هو الأكثر نشاطًا أثناء القيلولة، وبالتالي فهو يعمل على هدوئنا وراحتنا ويسمح بتدفق الأحلام إلى مناماتنا. وهكذا يرتاح الجانب الأيسر (المسؤول عن المنطق والتعلم والأعداد والتحليل والتذكر والتحدث) لفترة من الوقت مما يساعده على التخلص من المعلومات المؤقتة وتثبيت المعلومات التي تحتاج إلى تخزين طويل الأجل وهكذا. وللحصول على قيلولة جيدة يجب تجنب الإكثار من الشاي والقهوة ففنجان واحد صباحًا بعد الإفطار يعد كمية مناسبة. كما يتوجب الحرص على ترتيب الوقت للحصول على فترة قيلولة ولو بسيطة ولو على المكتب في العمل أو على الكرسي. هذا بالإضافة طبعا إلى الابتعاد عن التدخين والكحوليات والأطعمة الدسمة حتى لا تزيد عن الفترة المطلوبة. المشي يحد من خطر النوبات القلبية قال علماء إن الأشخاص المقبلين بالفعل على الإصابة بمرض السكري يمكنهم الحد بنسبة كبيرة من مخاطر التعرض للنوبات القلبية بالمشي فقط عشرين دقيقة أخرى يومياً لمدة عام. ووجدت دراسة عالمية واسعة النطاق أجريت على أشخاص مصابين باختلال مستوى سكر الدم - وهو مقدمة للإصابة بالسكري - أن مشي ألفي خطوة يومياً لمدة عام يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب الخطرة بنسبة 8%. ويعاني قرابة 344 مليون شخص في العالم من اختلال مستوى سكر الدم، وهو ما يعادل 8% تقريباً من عدد البالغين في العالم. ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 472 مليوناً بحلول عام 2030 مع زيادة السكان والعادات الغذائية غير الصحية التي تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالسكري. وقال توماس ياتس من جامعة ليستر البريطانية، الذي قاد الدراسة «أشارت دراسات كثيرة سابقة إلى أن التمارين البدنية مفيدة صحياً لمن يعانون من اختلال مستوى سكر الدم، لكن هذه هي أول دراسة تظهر إلى أي مدى يمكن لتغيير سلوك المشي أن يحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والوفيات الناتجة عن هذه الأمراض». واستخدم فريق الباحثين الذي قاده ياتس بيانات من تجربة غطت أكثر من 9300 بالغ في أربعين دولة يعانون من اختلال مستوى سكر الدم أو أمراض في القلب، أو على الأقل يواجهون خطر الإصابة بهذه الأمراض، ووجد الباحثون أنه مقابل المشي ألفي خطوة يومياً قل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 10%، في حين قل خطر التعرص للأزمات والنوبات القلبية بنسبة 8%.