مواطن من غزة يسعى لدخول غينس بصناعة أكبر فانوس رمضاني حرص الكثير من الفلسطينيين مع حلول شهر رمضان على تزيين منازلهم بالأهلة المضاءة إضافة إلى تعليق «الحبال المضاءة» عليها استقبالا لشهر الصوم الذي يحمل معه الكثير من الذكريات وخاصة الحزينة على شهيد سقط في الدفاع عن الوطن المحتل أو أسير يقبع في سجون الاحتلال أو معاقا يعبر عن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي. ورغم المعاناة الفلسطينية والذكريات الأليمة والأوضاع الاقتصادية الصعبة لمعظم العائلات الفلسطينية إلا أن تلك العائلات حاولت إضفاء نوع من البهجة على حياة أطفالها خلال الشهر الفضيل وذلك من خلال شراء الأهلة المضاءة وتعليقها على المنازل استقبالا لشهر الصوم والعبادة. وفي الوقت الذي علق فيه أهالي الضفة الغربية «الأهلة المضاءة» على منازلهم واشتروا فوانيس رمضان لأطفالهم أصر مواطن فلسطيني من قطاع غزة على دخول موسوعة غينس للأرقام القياسية وذلك بصناعته أكبر فانوس رمضاني. وحسب مصادر محلية في غزة فان المواطن مصطفي مسعود (24 عاما) من سكان مدينة غزة يسعى لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصناعة أكبر وأضخم فانوس رمضاني في العالم، وذلك بعد صناعته فانوس كبير بلغ طوله 3,5 متر. وعن حجم الفانوس الذي سيدخل موسوعة غينيس، قال مسعود: «بحثت عبر الإنترنت عن أكبر فانوس تمت صناعته في العالم، وصممت أن أصنع أكبر وأضخم منه حتى يدخل الموسوعة خلال الأيام القليلة القادمة، حيث سيبلغ ارتفاعه حوالي خمسة عشر متراً». وأضاف: «أثناء عملي في صناعة الفوانيس طلب مني أحد الزبائن فانوسا كبيرا فصنعت فانوساً بطول 3,5 متر وكان شكله جميلاً لضخامته، وأثناء صنعي لهذا الفانوس الكبير جاءتني فكرة أن أدخل موسوعة غينيس بأضخم فانوس رمضاني من ناحية العلو والضخامة». وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي للتأكيد على عظمة هذه المناسبة عند المسلمين كافة، وكذلك لإظهار مدى إبداع الشباب الفلسطيني المحب للحياة، الذي يواجه كافة الصعاب التي يفرضها عليه الحصار الإسرائيلي. وأكد مسعود أنه سيتم تزيين رأس الفانوس بقبة الصخرة وسيحتوي على اللمسات التراثية الفلسطينية وعلى ألوان العلم الفلسطيني الأربعة، وذلك للتأكيد على مدى تعلق الفلسطينيين بتراثهم وحضارتهم العظيمة. وأشار إلى أنه اعتاد على عمل الفوانيس، لذلك فإن صناعة هذا الفانوس الضخم لن تتعبه كثيرا، ولن تأخذ من وقته الكثير، ولكنه يتطلع لصناعة الفانوس بشكل مميز ولافت، خصوصا وأنه سيضيف عليه المزيد من الأمور الفنية الجميلة. وشدد على ضرورة التأكيد أن قطاع غزة يجب ألا ينسى من الحسابات العالمية، لأن هناك الآلاف من الشباب الذين يملكون القدرة على العمل والعطاء. وأضاف مسعود: «فكرة صناعة الفوانيس هي مجرد صدفة، فقد كنا نصنع الأقفاص ومصنوعات (الأنتيكا) الخشبية التي علمني إياها والدي، فقد تعلم والدي هذه الصناعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فأخبرت والدي بأنني سأعمل الفوانيس الرمضانية فوافقني الرأي، فصنعت فانوسا وأهديته للمسجد الذي يجاور ورشتنا، وسأدخل موسوعة غينيس بفانوس أضخم منه». وفي الوقت الذي يسعى مسعود لدخول موسوعة غينس انتفضت القدسالمحتلة واستعدت لتؤكد من جديد في الشهر الفضيل، هويتها العربية الإسلامية، ولتثبت للاحتلال أولاً وللعالم أجمع من بعد، مدى تمسك الفلسطينيين بمدينتهم وبمسجدهم الأقصى، الذي يكتسي حلة من الفخار والزهو في هذا الشهر وهو يحتضن الآلاف من أحبابه. وأنهت القدس.. بمسجدها الأقصى، وبأسواقها التاريخية الخالدة، وبحاراتها وأحيائها وسكانها ولجان أحيائها استعداداتها لاستقبال الضيف السنوي العزيز على قلوب المقدسيين. وشملت الاستعدادات كافة المجالات والنواحي، ويشارك الكل بهذه الاستعدادات للشهر الكريم الذي يشعر فيه المواطنون، ورغم إجراءات الاحتلال المُبالغ فيها، أن المدينة تحررت من الاحتلال وطغى المشهد الفلسطيني على صورة الوضع العام في المدينة، داخل أسوارها وخارجها. واستعدت أسواق القدس العتيقة: باب خان الزيت، العطارين، اللحامين، الدباغة، باب السلسلة، القطانين، الواد، النصارى، بطريقتها الخاصة لهذا الشهر الفضيل. وفي الوقت الذي تُقفل فيه معظم المطاعم والمقاهي أبوابها، كتقليدٍ للحفاظ على حرمة الشهر الفضيل، يوثر قسم من أصحاب هذه المطاعم فتح ركنٍ خاص لبيع القطايف والحمص والفلافل والكعك المقدسي بالسمسم وشراب السوس والخروب واللوز وغيرها، كما امتلأت الحوانيت بالعصائر، الأجبان، المخلّلات والحلويات، فضلاً عن 'البرازق' والكعك المقدسي بالسمسم، وغيرها من المواد المحببة التي تشتهر بها أسواق القدس في شهر رمضان الكريم. فيما انهمك الشبان من لجان أحياء البلدة القديمة كل بطريقته، على تزيين الشوارع والطرقات والأحياء والأزقة، وخاصة المؤدية إلى المسجد الأقصى، وتدلت منها الفوانيس الرمضانية بالألوان المضيئة المختلفة وبلافتات الترحيب بالوافدين إلى المسجد المبارك. ولعل التحدي الذي يواجه لجان أحياء البلدة القديمة في القدس هو العراك الذي يبدأ مع سلطات الاحتلال وبلديتها اليمينية المتطرفة التي تحاول منع وضع لافتات رمضانية وأحبال الزينة المُضيئة على بوابات البلدة القديمة، لا سيما باب العامود الذي يعتبر الأنشط في حركة المواطنين، إلا أن هذه اللجان عادةً ما تنجح في تحقيق أهدافها عبر إصرارها وتحديها لقرارات الاحتلال الذي يكتوي بغيظه من هذه المشاهد والظواهر المُصاحبة للشهر الفضيل ويتمنى الاحتلال بشدة سرعة انتهاء أيامه ليعود وسوائب جماعاته المتطرفة يصول ويجول في المدينة. من جانبها، سارعت سلطات الاحتلال لتعلن عشية بدء شهر رمضان عن إجراءاتها الاحتلالية القهرية الخاصة بالسماح فقط لجزءٍ بسيط من أبناء محافظات الضفة الغربية للصلاة بالمسجد الأقصى، لكن أثبتت التجارب والسنين الماضية أن إعلان الاحتلال عادة ما يكون فاقداً للمصداقية في التطبيق؛ الأمر الذي يُفسّر تزاحم المُصلين على المعابر والحواجز العسكرية على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، ووقوع مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال. وتُجْمع المؤسسات الحقوقية المحلية على أن الاحتلال ينتهك حقوق المواطنين الخاصة بالوصول إلى أماكن عباداتهم، كما تؤكد الشواهد نشر الآلاف من عناصر شرطته وحرس حدوده، والدوريات العسكرية الراجلة والمحمولة والخيالة في المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسة للمدينة وفي الشوارع والطرقات ومحاور الطرق لمنع أي عمليات تسلل لعجوز أو شيخ ناسكٍ مُتعبدٍ يقصد الأقصى المبارك، وتتم مراقبة ذلك بمئات الكاميرات وببالون راداري خاص وبطائرة مروحية تعمل طيلة ساعات النهار وتحلق في سماء المدينة لمراقبة حركة المواطنين. من جانبها، أنهت الأوقاف الإسلامية، التي تشرف على إدارة شؤون المسجد الأقصى المختلفة، على لسان مسؤوليها وأبرزهم الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف، والشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف، وضع اللمسات الأخيرة على تنظيم الأوضاع داخل المسجد بعد عقدها سلسلة لقاءات مكثفة مع أصحاب الشأن من مجموعات كشفية ولجان صحية واغاثية وتنظيمية، وغيرها، وتم تخصيص مسجد قبة الصخرة المشرفة وساحات صحن القبة للنساء، في ما تم تخصيص المُصلى القبلي المسقوف والمُصلى المرواني، ومسجد عمر ومسجد البراق واللواوين والساحات والباحات المنتشرة على طول مساحة الأقصى للرجال. وكانت الأوقاف الإسلامية انتهت من مد شبكة كهرباء جديدة وحديثة في المسجد الأقصى، وتمّت إنارة جميع نواحي المسجد بشبكة الكهرباء الجديدة، كما تم تركيب 70 سماعة جديدة في باحاته، وعُلقت الكشافات في المكان لزيادة الإنارة. كما شملت الترتيبات أيضا، الصحة في المسجد الأقصى المبارك من خلال التعامل مع المركز الصحي العربي والهلال الأحمر الفلسطيني، وكذلك الفرق الكشفية ومئات المتطوعين المقدسيين للمشاركة في الحفاظ على النظام والأمن وفصل الرجال عن النساء، وجُهزت العيادات الطبية وفرق الإسعاف الأولية الموجودة في باحات المسجد المبارك بالمعدات والتجهيزات المناسبة. كما وضعت دائرة الأوقاف برنامجاً لتنظيم برامج العلماء للتدريس في مُصليات المسجد الأقصى والإجابة على استفسارات المُصلين الدينية، وتفريغ متطوعين وعمال للقيام بعمليات التنظيف المتواصلة لباحات وأروقة المسجد الواسعة. وتم التنسيق بين الأوقاف الإسلامية وبين العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتنظيم وجبات الإفطار للصائمين في الأقصى المبارك وتم تخصيص ساحاتٍ خاصة لذلك مع ضمان توفير النظام والترتيب والنظافة السريعة والشاملة. كما تستعد الأوقاف لتقديم مئات الوجبات الساخنة للأهل داخل أسوار القدس وللصائمين بالمسجد المبارك من خلال تكية 'خاصكي سلطانة' الأثرية بالقرب من بوابات الأقصى، حيث يصل عدد الوجبات المقدمة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان كل عام إلى نحو 30 ألف وجبة. وقد دعا مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين النجار الفلسطينيين إلى «مراعاة الظروف التي يمر بها هذا الشعب الفلسطيني مراعاة لهذا الشهر الكريم بكل ما يحمل من فضائل في لياليه وأيامه». وشدد على ضرورة الحفاظ على حرمة الشهر الفضيل، والشعور مع الفقير والإحسان للأسر المستورة.