مبادرة قيمة، تلك التي أقدمت عليها جمعيتا «سوس كناوة للثقافة والفنون» و«تايوغت» وهما جمعيتان تنشطان في العديد من الأنشطة ذات الأبعاد الفنية والثقافية والرياضية والاجتماعية بمدينة إنزكان،بقيامهما، وبتنسيق مع إدارة المركز الاستشفائي بالمدينة، بحملة واسعة تهم تنظيف فضاءات هذا المؤسسة الصحية وتأهيلها بيئيا. هذه الحملة التي أعطى الدكتور عبد العزيز الريماني، مدير المستشفى الإقليمي بإنزكان انطلاقتها، يوم الإثنين الماضي، بحضور العديد من فعاليات المدينة وممثلي مجموعة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية، ستهم تنظيف كل المرافق التابعة للمركز بالإضافة إلى الاعتناء بكل الفضاءات الخضراء المتواجدة داخل هذا الصرح الصحي الأكبر من نوعه في الإقليم، والتي تعتبر متنفسا مهما لزوار ولمرتادي المركز وللعاملين به، من أطر طبية وتمريضية وكل الموظفين. هذه الفضاءات التي تضررت كثيرا جراء الإهمال الكبير التي طالها في السنوات الأخيرة مما انعكس سلبا على جمالية المستشفى وعلى رونقه البيئي . هذا وكانت الجمعيتان المشرفتان على عملية التأهيل البيئي هذه قد توصلت من ضيعة «الواحة» التابعة لمؤسسة الجنوب بالدفعة الأولى من الشجيرات من مختلف الأنواع ومن شتلات وزهور تجميلية مخصصة لهذا الغرض على أن تتوصل بدفعات أخرى مماثلة كلما أملتها الحاجة أو دعت الضرورة إلى ذلك. وعن سؤال لبيان اليوم حول الغاية من هذه العملية ومدى تأثيرها الإجابي على جاذبية المؤسسة الاستشفائية يقول عبد العزيز الريماني أن قيمة أي مؤسسة صحية تقاس بمدى فاعلية العاملين بها وعلى المردودية الداخلية التي تبصم عليها الأطقم التابعة لها وعلى جودة خدماتها، ولكن يبقى فضاؤها، الداخلي والخارجي بمثابة المرآة العاكسة لجماليتها ومدى اهتمام القائمين عليها بالجانب البيئي الذي يعتبر بدوره مكونا أساسيا في الحياة الصحية السليمة، مضيفا أن هذه المبادرة تدخل في صلب البرنامج التأهيلي والمخطط الإصلاحي الذي وضعته الإدارة على قائمة أولوياتها والذي يشمل أيضا تزويد المركز بمختلف المعدات الطبية الأساسية من آلات متطورة في التحليلات الطبية أو الخاصة بمصلحة الراديو أو باقي الأقسام والمصالح التابعة للمستشفى في انتظار افتتاح المركب الجراحي الجديد الذي سيشكل متنفسا كبيرا لمرضى الإقليم وسيعطي إضافة نوعية لهذا النوع من الخدمات على المستوى الجهوي، كما أنه سوف يخفف الضغط بشكل كبير على المستشفى الإقليمي بمدينة أكادير. أما فيما يخص التأهيل فبرنامجه حافل حيث سيتم في غضون الأسابيع والأشهر القليلة القادمة توقيع مجموعة من اتفاقيات شراكة مع العديد من المتدخلين والمهتمين وفرقاء، للمساهمة، كل من موقعه في جعل هذا المركز معلمة صحية جذابة، تساير الأوراش الإصلاحية الكبرى التي أطلقها القائمون على القطاع. من جانبه، صرح محمد بايري، رئيس جمعية تايوغت للجريدة بأن هذه الالتفاتة تدخل في إطار سلسلة الأنشطة المتعددة التي تقوم بها جمعيته في إطار انفتاحها الكبير على كل شرائح المجتمع المدني مشيرا بأن اهتمامهم في الجمعية بجمالية مستشفاهم نابع من إحساسهم بالتغيير الكبير والتحولات العميقة التي لامسوها منذ التحاق المدير الجديد الشيء الذي حمس كل فعاليات المدينة على الانخراط التلقائي واللامشروط في أوراش الإصلاح التي أطلقها لما لها من فائدة كبيرة على المؤسسة وعلى على المنظومة الصحية بالإقليم الشيء الذي سينعكس إيجابا على ساكنة المدينة وعلى مرضاها.