عودة الدفء للعلاقات المغربية الإيرانية أشارت وكالة الإنباء الإيرانية «إيرنا» أن المغرب وإيران اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك بعد اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أكد فيه الطرفان علي التعاون العريق بين الشعبين والبلدين، واتفقا علي ضرورة واستئناف العلاقات الدبلوماسية. وأشار الوكالة، في قصاصة لها، نقلا عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إلى أن الطرفين اتفقا على استئناف نشاط سفارتي البلدين في القريب. وكانت تعاليق عدة قد ألمحت إلى وجود بوادر عودة الدفء لعلاقات البلدين مباشرة بعد الدعوة التي تلقتها إيران من المغرب لحضور أشغال لجنة القدس التي عقدت بمراكش شهر يناير الماضي، وترأسها جلالة الملك محمد السادس. وقد حضرت إيران اجتماعات لجنة القدس بصفتها عضوا، ومثلها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف الذي كان بذلك أول مسؤول إيراني رفيع المستوى يزور المغرب، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية في مارس 2009 . دعوة إيران للحضور إلى اجتماع القدس بالمغرب جاءت في وقت كانت فيه العلاقات بين البلدين معلقة، على خلفية تداعيات الأزمة البحرينية – الإيرانية، وتضامن المغرب القوي مع البحرين، إضافة إلى ما رآه المغرب وقتها تهديدا إيرانيا لوحدة المذهب المالكي، عبر تشجيع التشيع بين أهل المغرب. ورأت دعوات أكاديمية وسياسية مغربية أن استئناف الرباط لعلاقتها مع طهران سيجلب منافع دبلوماسية أكثر منها مفاسد على البلدين، خاصة بعد أن لاحت في الأفق بوادر تشكل حلف دولي مشترك جديد يجمع «أمريكا أوباما» و»إيران روحاني»، في أعقاب انفتاح غربي على طهران، أفضى إلى توقيع اتفاق تاريخي، السنة الماضية، يقضي بتسوية الملف النووي الإيراني مع الغرب. وهو ما من شأنه أن يأذن بميلاد نظام عالمي جديد يغير من قواعد ومعادلات العلاقات الدولية الحالية. كما ترى هذه الدعوات أن ألا العلاقات الدولية مبنية أصلا على المصالح المشتركة التي تدوب فيها الخلافات الثانوية.وفي الحالة الإيرانية، كان من المتوقع رأب الصدع، خصوصا في غياب تصريحات عدائية من الطرف الإيراني صوب قضايا المغرب وعلى رأسها ملف وحدته الترابية.