عبد اللطيف أوعمو: الحزب اختار الطريق الصعب حرصا منه على دعم الإصلاحات الأساسية الكبرى التي شارك فيها منذ حكومة التناوب الأولى أحمد زكي: فعاليات الاحتفاء بالذكرى 70 لتأسيس الحزب أبانت عن تعاطف مئات الآلاف من الشعب المغربي معه بدعوة من المكتب الإقليمي للحزب، انعقد يوم الأحد 26 يناير 2014 الجاري، بمقر الحزب، بمدينة تارودانت، اجتماع ضم أعضاء المجلس الإقليمي لحزب التقدم والإشتراكية، تحت رئاسة محمد مواد، الكاتب الإقليمي وعضو اللجنة المركزية للحزب وقام بتأطيره السياسي كل من عبد اللطيف أوعمو وأحمد زكي، عضوي المكتب السياسي للحزب. حضر هذا اللقاء التواصلي والتنظيمي كتاب الفروع المحلية للحزب في كل من أولاد برحيل (إبراهيم ألحيان) وأولوز(حسن أوزال) وتوبقال- تفنوت (محمد الجزولي) وتارودانت (محمد بازالضم)، بالإضافة إلى محمد زرود (رئيس فرعي كل من الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب بتارودانت)، وبعض أعضاء وعضوات القطاع النسائي للحزب والقطاع الطلابي المنضوي تحت لواء الحزب بجامعة إبن زهر، ناهيك عن أعضاء من الفروع المحلية للحزب والشبيبة الإشتراكية. وبعد كلمة تمهيدية شرح من خلالها محمد مواد أسباب انعقاد هذا اللقاء الذي يندرج في إطار التواصل الحزبي والتنظيمي، ومراميه الهادفة إلى تقوية وتوسيع الصفوف والاستعداد للمؤتمر الوطني التاسع الذي سينعقد أيام 30 و31 يونيو و1 يوليوز، والتعبئة للاستحقاقات الانتخابية القادمة، تناول الكلمة أحمد زكي، عضو المكتب السياسي، وأكد على ضرورة تعبئة مناضلي الحزب، في الإقليم لكي يستعدوا، على جميع المستويات، للمشاركة الفعالة في التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للحزب المزمع عقده في 30-31 ماي و1 يونيو 2014 وأيضا لانتخابات الجماعات الترابية التي يتوقع أن يكون لها طعم خاص بعد إقرار دستور 2011. وبعد أن أعطى معطيات أولية حول التحضيرات على المستوى المركزي التي انطلقت، بناء على مقررات اللجنة المركزية في اجتماع دورتها الأخيرة، خلال شهر دجنبر الماضي، حرص على تحفيز كافة أعضاء وعضوات الحزب على المزيد من الاجتهاد التنظيمي بهدف توسيع دائرة الانخراط في الحزب واستغلال الظرف الإيجابي لتعاطف مئات الآلاف من الشعب المغربي مع الحزب والذي كشفت عنه فعاليات الاحتفاء بالذكرى 70 لتأسيس الحزب. كما أشار إلى الجوانب الإيجابية لقرار مشاركة الحزب في الحكومة الحالية، في نسختيها الأولى والثانية. ودعا الحاضرين إلى فتح نقاش حقيقي مع المواطنين حول أوراش الإصلاح الكبرى التي فتحتها الأغلبية الحكومية الحالية واتخاذ ما يمكن من المبادرات الفردية أو الجماعية لتحسين جودة الإصلاح، مؤكدا وبقوة على أن الحزب سيبقى ملتزما، من موقعه في الحكومة، بالدفاع عن مصالح الشعب المغربي، خاصة الفئات الإجتماعية التي تعاني الفقر والهشاشة، علما، كما يقول زكي، أن البعد الاجتماعي يبقى حاضرا وبقوة في مبادرات الحزب الحكومية وأن الحزب لن يتوانى أبدا في الإعلان عن رفضه لكل إجراء حكومي يمس كرامة وعيش المواطنين. أما عبد اللطيف أوعمو، عضو المكتب السياسي للحزب، فقد أشار إلى الأهمية القصوى لوجود ما سماه التناغم الذي يميز مكونات الهوية المغربية، عبر التاريخ، والذي حما البلاد من الفتنة والفوضى وضمن لها ظروف الاستقرار ومباشرة الإصلاحات الهادئة والناجعة. وحذر أوعمو من عوامل النكوص والتراجع وشدد على أن وعي الحزب بخطورتها هو الذي يجعل تواجد الحزب في الأغلبية الحكومية الحالية له قيمته الكبيرة رغم المؤاخذات المعبر عنها إما من داخل الحزب نفسه أو من الفرقاء السياسيين الآخرين أو من أطياف الرأي العام، وبعد أن ذكر بالحيثيات العميقة التي جعلت الحزب يقرر المشاركة في التجربة الحكومية لما بعد إقرار الدستور الجديد، أكد بأن الحزب اختار الطريق الصعب حرصا منه على دعم الإصلاحات الأساسية الكبرى التي شارك فيها منذ حكومة التناوب الأولى وهو التوجه العام الذي حكم ويحكم قرارات الحزب التي قد لا تكون مستساغة، ولكن صيرورة التاريخ اثبتت صحة أغلب مبادرات الحزب على المستويين الإستراتيجي أو التكتيكي الذين تفرضهما الممارسة السياسية الواعية بموازين القوى المجتمعية. وبعد تدخلي عضوي المكتب السياسي، تم الاستماع، بصدر رحب، إلى آراء ومطالب وإقتراحات المتدخلين الذين حرص العديد منهم على تجديد التنديد بكل ما عاناه أطر الحزب ومناضلوه من تهجم واعتداء وتجريح خصوصا ما تعرض له الأمين العام للحزب وزير السكنى وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبدالله مؤخرا في اللقاء الحزبي الجماهيري بآسا الزاك والذي تطور إلى الاعتداء الجسدي المباشر، في تجاوز خطير لكل أشكال الحوار الديمقراطي الحر والنبيل، وكذا ما تعرض له أيضا وزير الصحة الحسين الوردي داخل الحرم البرلماني.