تتملكني الكتابة، تأخذني سفينة الحلم بأشرعتها المفتوحة للإبحار في عينيك، في رحلة أبدية نحو عشقك المعهود.. أمواج الحيرة والدمعة في مآقيك تقاذف سفينة حبي، وأنا أبحر دون العودة للوراء وقد رسمت أمامي مستقبل خيالك وإشراقة شموسك. يأتي الليل بظلامه المجهول، لا بوصلة لي غير عينيك الذائبتين كما خيوط القمر المتراقصة على الموج.. أهتدي بهما للوصول إليك.. موج البحر وتنهداته كما تنهداتك.. تنهدات الانتظار والانكسار، في انتظار الوصول إليك لأعلن تحرري وتمردي من قيود الصمت وقساوة الانتظار.. ومن قيود الزمن المنفي في رقة شفتيك، وسحر عينيك اللتين تأخذاني إلى عالم الحلم. كم حاولت إعراب حبك الساكن بسكون صمتي والنابع من نبضات القلب.. بنغصاته كما أحلامه وآماله وكدماته.. فلا أسقط مع الغياب إلا في الكسر، فتحييني بعدها ابتساماتك العابرة وتخرجني من دوائر الصمت. رحلة الإبحار في عينيك طويلة، طول مدى حبي لك الذي يعيس على الفضيلة، رحلة استكشافية لمعانيك الجميلة التي تملؤني بالحياة، تدفؤني وتدفع عني كل إحساس بالآهات والأزمات، رحلة لاكتشاف أسرار عينيك وماتحملهما من دلالات ومعاني كما لمعان الألماس تحت أولى ولادة الشمس ساعة الفجر. يطول الليل والإبحار.. والموج يتقاذفني، استلقيت على ظهر سفينتي المصنوعة من ألواح الحلم، عيناي في السماء ترسمك من إضاءات النجوم والقمرالذي يحرسك من عذابات الزمن..أرسمك بكل بساطتك وبراءتك وبكل تجاذباتك وانجذاباتك، بكل تفاعلاتك ورقة ابتساماتك. جراحات الليل لن يداويها سوفوكليس ولا إيسخيلوس غير حضورك في أعماقي.. وفي كل هذا الوجود.. وأنا على سفينتي بين السماء التي تحمل رسمك الجميل والبحر من تحتي.. أتأملك وسط النجوم كيف كنت تعدين لي شاي الصباح وأنت ترتدين لي وريقات الورود. أخاف حبيبتي.. أن يغالبني النوم وأنا أقاومه، وأستقيث صباحا على شتات ألواح سفينتي وأغرق في يم الحلم، وأموت غريقا دون رؤياك. فهل ساعتها ستنقذني ذكراك.. أم تراني سأموت غريقا وأنا في بحر عينيك.