عندما تتوق الفلسفة إلى الحقيقة ويحلق الإبداع بحثا عن الجمال نظمت جمعية التواصل والابداع بالصويرة ملتقاها القصصي بمعرض الكتاب بالمدرسة العليا للتكنلوجيا بجامعة القاضي عياض. ففي حدود العاشرة صباحا من اليوم الأول عقدت مائدة مستديرة لمناقشة موضوع: علاقة الفلسفة بالادب.. السرد المغربي نموذجا، موضوع متجدد وله أبعاد قوية في الكتابة الإبداعية كما جاء في كلمة مسير الجلسة الأستاذ عبد الجليل شوقي بمشاركة الحبيب الدايم ربي وعبد العاطي الزياني وعبد الرحمان التمارة وعبد الرزاق المصباحي وعبد السلام الجباري. نوقشت خلال هذا الملتقى الذي احتفى بالكاتب المغربي الحبيب الدايم ربي، أوراق وتقاطعات بين الفلسفة والأدب بكونها رحلة اتصال بين الحياة والعالم وكذلك الفلسفة، وهي الدم الذي يحرس عروق الادب عبر كل الأزمان واذا كانت الرواية جاءتنا من الغرب فان الفلسفة هي رحلة الدفاع عن قيم الفرد وحياته وأجمعت العديد من التدخلات على أن الفلسفة تخاطب العقل والأدب يخاطب الوجدان، وإلى الاشارة إلى العلاقة المتينة بينهما والتباعد والتقارب بين الحقلين والمرجعية الفلسفية في بناء الأدب والإبداع عموما، وملامسة الطرح الفلسفي والأدبي في رواية (أهل الوقت) حيث أن الفلسفة تتصل بالهوية والفضاء والشأن اليومي عبر سبر أغوار الرواية والمفاهيم القابعة بوجهات نظر اليومي. في الردود والتدخلات تمت الإشارة إلى العلاقة بين الفلسفة والأدب مع طرح سؤال الجمالية وتطور المفهوم في الفلسفة، وكيف أننا نستطيع أن نتعلم من أدباء أكثر ما نتعلم من آخرين، ونتعامل مع الغرب دون خضوع ومع التراث دون خنوع أيضا، وأن المقاربة بين الفلسفة والأدب بوجود التمايز ووجود نموذج وتداخل بينهما والى العلاقة بين الرواية والبادية. وفي كلمة المحتفى به الحبيب الدايم ربي، لاحظ أن افلاطون طرد الشعراء والفنانين والمبدعين باعتبارهم بعيدين عن الحقيقة درجتين، مع التذكير بأن هذا البعد هو نأي نحو الأعالي لا الأسافل، وهو ضد النسقية الذهنية التي يبتغي الفلاسفة تشييدها، من ثم فهم لا يرتكنون إلى التنميط. ولئن كانت الفلسفة تتوق إلى الحقيقة فإن الإبداع والفن عموما يحلقان أبعد بحثا عن الجمال والإنسان . وتحدث عن أسباب النزول المتحكمة في بعض كتاباته.. مستشهدا بسياقات مماثلة في كتابات ماركيز مثلا، حيث يقود الوعي الممكن إلى حدوس لها صلة بالآتي. متوقفا عند بعض الوقائع في محكياته لها صلة بالتموقف الفلسفي من الحياة والوجود، كما تعرض لوهم الصراع بين اللغة الدارجة والفصحى في رواياته زريعة البلاد وأهل الوقت والمنعطف. وفي الحصة المسائية، استمع الحضور إلى قراءات قصصية لجميع المشاركين والمشاركات في الملتقى والعديد من الأسماء الواعدة من ورشة ابولو للكتابة والإبداع، وتم إحياء أمسية على شرف المشاركين بتكريم الكاتب الحبيب الدايم ربي الذي تحمل الدورة اسمه، حيث استمتع الحضور بأغاني لمجموعة محلية غنائية كناوية، وشهادات من رئيس الجمعية وأصدقائه وأحبته، وتقديم هدايا رمزية احتفاء به. وصباح يوم الأحد كان الموعد مع قراءات في إبداعات المحتفى به، بمشاركة البشير ايت البشير وعزيز المصباحي وعبد الرزاق والجباري، وشهادات لابراهيم ابويه واحمد شكر واكراد وشوقي وحسن برما وعزالدين الماعزي. وفي الختم تم توزيع شواهد تقديرية على الفعاليات المحلية وأعضاء الجمعية وورشة أبولو والمشاركين في الملتقى، مع التقاط صور تذكارية. * كاتب مغربي