نحو الارتقاء بالأدب الحساني احتضنت مدينة الداخلة لمدة ثلاث أيام، الملتقى الأول لكاتبة الرمال التي نظمته رابطة كاتبات المغرب تحت شعار» الكتابة تواصل وهوية»، وذلك بتعاون مع وزارة الثقافة وبشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الجنوب وبدعم من ولاية جهة وادي الذهب لكويرة. وقد عرف هذا اللقاء مشاركة أكثر من خمسين مشاركة من كاتبات وشاعرات وإعلاميات من مختلف جهات المغرب. برنامج حافل بالأنشطة قراءات وشهادات وندوات وتوقيعات جماعية وزيارة لمعرض الكتاب وكذا زيارات سياحية. الجلسة الافتتاحية تميزت بكلمة والي جهة وادي الذهب لكويرة الذي قال إن الملتقى يحمل أكثر من دلالة تاريخية وحضارية، لكونه يجسد التفعيل الأمثل لمقتضيات الدستور الجديد من خلال الاحتفاء بالثقافة المحلية في أبعادها الوطنية والإنسانية والكونية، واعتبر أن الملتقى يزامن محطة هامة في عمر مسلسل تنمية الجهة، على مستويين أساسين، أولهما عام ويتصل بتنزيل مقتضيات الدستور الجديد، من خلال الاهتمام بالثقافة الحسانية، كرافد مهم للثقافة الوطنية وثانيهما خاص و يرتبط بالمكانة المحورية التي منحها جلالة الملك للثقافة الحسانية ودورها المحوري في الإقلاع التنموي. واعتبرت الدكتورة زهور كرام من خلال تأطيرها لندوة تحت عنوان» الذات والهوية الأنثوية» أن هذا المحور مهم، إذ أصبح الحديث عن المرأة باعتبارها فكرا منتجا وضميرا مفكرا، يستطيع تدبر ذاته، ضمير صانع باني يحول كل الموجودات إلى دلالات جديدة وفق منظورها، المرأة الآن تنتج بعدما كانت موضوعا وشيئا معمولا به. وأنهت الدكتورة تدخلها بتساؤلات أغنت النقاش حول كتابات المرأة: ماهي التمثلات الجديدة التي تنتجها حول مفاهيم متداولة؟ ما هي الصورة الجديدة التي نحملها حول ذواتنا كنساء كاتبات؟ كيف نفكر، هل نستهلك نفس الرؤى أم نقترح مفاهيم جديدة ورؤى مختلفة؟ هذه التساؤلات وأخرى جعلت من الندوة جلسة حميمية بامتياز، تقاسمت فيها كاتبات الرمال هموم الكتابة واكراهاتها، وفرصة لتبادل التجارب. أهم ما ميز حفل الاختتام هو بيان الملتقى الذي دعت فيه المشاركات إلى إعلان ملتقى كاتبات الرمال موعدا سنويا، والارتقاء بالخصوصية الثقافية الجهوية الصحراوية وتكوين لجنة لتوثيق الأدب الحساني الشفهي للمرأة المبدعة، وكذا جمع وتحقيق مختلف المخطوطات بالجهات الجنوبية الثلاث. كما عرف الاختتام تأسيس فرع رابطة كاتبات المغرب لجهة وادي الذهب لكويرة. وفي تصريح لبيان اليوم تقول رئيسة رابطة كاتبات المغرب:» نحن نهدف إلى الانفتاح على المغرب العميق وإلى تحقيق تواصل مع العمق المغربي الثقافي و الشعبي و المجال الجغرافي، لدلك تم اختيار مدينة الداخلة، هذا بالإضافة إلى الدعم والتحفيز على التعاطي مع الأدب الحساني خاصة إبداعات المرأة منه. تأسيس فرع رابطة كاتبات المغرب لجهة وادي الذهب لكويرة الذي حقق نسبة كبيرة من الأهداف العامة للملتقى، والتي تتبلور في إعلان المرأة الصحراوية المبدعة في مختلف المجالات عن نفسها. قبل الإعلان عن تنظيم الملتقى لم تكن الرابطة تتوفر على أي اسم بمدينة الداخلة رغم البحث عن مبدعات من خلال مختلف القنوات، لكن بمجرد الإعلان عن الملتقى تم تسجيل 15 اسما. أما يوم انتخاب المكتب المحلي فقد تم إضافة 20اسما متخصصا في الشعر الحساني. وبذلك تكون كاتبات الرمال مشروعا ثقافيا يهدف إلى تحفيز وتشجيع المرأة الصحراوية على الإعلان عن نفسها و خوض مجال الإبداع والنشر.»