«الشعب المصري على موعد مع ثورة ثالثة خلال شهرين» الزجل في حداد رحل صباح أمس الثلاثاء الشاعر المصري الكبير، أحمد فؤاد نجم، عن عمر يناهز 84 عاماً. ويعتبر نجم من أهم شعراء العامية في مصر، وهو شاعر سياسي محنك، وتسببت أشعاره في سجنه عدة مرات منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وقال محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر، إن الشاعر أحمد فؤاد نجم، توفي... بعد صراع مع المرض، وأوضح هاشم أن الخبر الذي تداوله نشطاء صباح الثلاثاء، عن وفاة الشاعر الكبير صحيح للأسف. ونعى هاشم، الذي يعد أحد أصدقاء نجم المقربين، رحيل أحد أهم شعراء العامية المصرية. وأصبح نجم من أهم الظواهر الشعرية السياسية بعد لقائه مع الملحن والمغني الراحل الشيخ إمام عيسى، وأصبح الاثنان معا من أهم ظواهر تظاهرات الطلبة في الجامعات المصرية مطلع السبعينات، إذ إن أغانيهما انتشرت في الوسط الطلابي، وكان لها دور كبير في انتفاضة 19 يناير 1979 التي أطلق عليها الرئيس السادات اسم انتفاضة الحرامية. وكان آخر كلامه، عندما قال، إن «الشعب المصري على موعد مع ثورة ثالثة بعد حوالي شهرين أو أقل». وخلال حفل تراثي أقيم مساء الجمعة الأخير، في العاصمة الأردنية عمان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت رعاية الأميرة عالية الطباع، أضاف نجم «الثورة المصرية الثالثة قادمة والعام القادم ستكون جميع المشاكل قد حلت». برحيل الشاعر المصري، أحمد فؤاد نجم، فجر أمس الثلاثاء، تفقد مصر أحد أبرز شعراء العامية علي الإطلاق في النصف الثاني من القرن العشرين، شاعر الشعب الذي مثل أحد أهم الظواهر الشعرية السياسية المصرية، وأحد أبرز اليساريين المناضلين الذين دفعوا أثمانا لأجل التعبير عن الروح الاحتجاجية لهذا البلد، منذ نكسة يونيو 1967 وحتى ساعات قبل وفاته. لم ينفصل نجم يوما عن الهموم السياسية والاقتصادية لهذا الشعب، ولم يتوقف يومًا عند إثارة الجدل حول قصائده التي لطالما تلازمت مع اسم الشيخ إمام، منذ مطالع السبعينيات وانتفاضة الخبز عام 1977 وحتي ثورة 25 يناير والموجة الثورة في 30 يونيو، كما اسماها الخال. لم يترك نجم رئيسًا مصريًا إلا ووجه له النقد الحاد، وهي ما جعله يقضي حوالي 18 سنة من عمره بالسجون منها 11 عاماً قضاها بالسجن بعد سخريته من حديث تليفزيوني للرئيس الراحل أنور السادات، ولكن الحكم جلب له شهرة واسعة أيضًا. ورغم عمره المتقدم إلا أن نجم كما قال في تصريحات في مقابلة مع قناة الجزيرة الإنجليزية العام الماضي «لازال يكتب كابن 25 عام ويشرب كابن 25 عام، ويسعد امرأة كابن 25 أيضًا». مازجًا هموم الطبقة العاملة مع السخرية والحقيقة المرة للقهر، كتب نجم أشعاره. وكانت آخر كلمات نجم التي ألقاها عقب إحياء أمسية شعرية بالعاصمة الأردنية عمان منذ يومين، إنه يرى ما حدث في 30 يونيو موجه ثالثة للثورة، وأن مصر «مامتتش» وأنه لا يريد الفريق السيسي أن يترشح للرئاسة قائلاً:»السيسي خليه للجيش وبس»، أما الإخوان فقال عنهم «خليهم يغوروا بقي». وحصل الراحل قبل وفاته بشهرين على اعتراف دولي جديد بقيمته الشعرية ونضاله الكبيرة، حين حصل علي جائزة الأمير كلاوس الهولندية «تقديراً لمساهماته وأشعاره باللهجة العامية المصرية التي ألهمت ثلاثة أجيال من المصريين والعرب، فقد تميزت قصائده بحس نقدي ساخر وبتأكيدها على الحرية والعدالة الاجتماعية»، لكن القدر لم يمهله تسلم جائزته في العاشر من ديسمبر الجاري. وأنهي نجم قبل عام من الآن خصومة استمرت أعوامًا مع الشاعر سيد حجاب ووصلت للمحاكم إثر انتقاد عنيف من نجم لحجاب، انتهت بجلسة صلح في دار ميريت للنشر. اكتشف نجم، المثير للجدل، الشعر في السجن في خمسينيات القرن الماضي، وعُرف في الستينيات، ولم يتوقف عن الكتابة من ذلك الحين، واستخدمت أشعاره في جميع المظاهرات المطالبة بالحرية، وحين اندلعت الثورة بالتحرير لم تكن هناك أفضل من كلماته «الجدع جدع والجبان جبان»، ليرددها الثوار في الميدان. وعرف العالم نجم بعد أن كتب قصيدته الشهيرة «جيفارا مات» التي كتبها بعد وفاة المناضل تشي جيفارا. أشتهر نجم بقصائده السياسية اللاذعة التي لم تخل من حس اجتماعي عميق بالفقراء والطبقات الكادحة التي يأتي منها نجم الذي ولد لأم فلاحة وأب شرطي (محمد عزت نجم)، وبعائلة لها 17 ابن عاش منهم ستة فقط بسبب سوء الرعاية الصحية. تلقي نجم تعليمه في الكتاب كعامة المصريين، وانتقل للعيش ببيت خاله بالزقازيق بعد وفاة والده، ثم وضع في ملجأ أيتام، وهناك كان أول لقاء له مع المطرب الراحل عبد الحليم حافظ. وترك الملجأ في سن السابعة عشر حدود العام 1945 وعاد لقريته قبل أن ينتقل للقاهرة للعيش مع شقيقه قبل أن يرسله للقرية مرة أخري. وعمل نجم في معسكرات الإنجليز لكنه تركها عام 1951 مع حوالي 90 ألف مصري إثر إلغاء معاهدة 1936. وعمل نجم في ورش السكك الحديدية، واتهم نجم في عملية نقل معدات من الورش شهدت عمليات نهب واسعة بالتزوير، وسجن نجم لمدة 3 سنوات بتهمة التزوير في أوراق رسمية، ولكن للمفارقة اكتشف نجم قدرته علي الكتابة في السجن حين شارك في مسابقة نظمها المجلس الأعلى للفنون والآداب، وفاز بالجائزة الأولي وصدر له ديوانه الأول «صور من الحياة والسجن»، الذي كتبت له المقدمة الكاتبة الراحلة المعروفة سهير القلماوي. تزوج نجم مرات عدة أشهرها الكاتبة صافياز كاظم والفنانة عزة بلبلع وممثلة المسرح الجزائرةي صونيا ميكيو وأميمة عبد الوهاب زوجته الحالية ولديه 3 أحفاد. من أبرز أعماله: الفاجومي، ونوارة، وكلمتين لمصر، الفاجومي: مذكرات الشاعر أحمد فؤاد نجم، المرجيحة، أنا بقي وعادل حمودة، يا أهلي يا حبي يا حتة من قلبي.