يخلد الشعب المغربي اليوم الاثنين الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال، وهي مناسبة يستحضر خلالها محطة أساسية في مساره النضالي الوطني من أجل الحرية والاستقلال، كما يستحضر التضحيات الوطنية في معركة مواجهة الاستعمار، ويستحضر كل القيم والدروس التي تجسدها ملحمة شعبنا التي أفضت إلى انتصار المغرب ونيله حريته قبل ثمانية وخمسين سنة. المناسبة اليوم تحتفي برمزية الوطن، وتمثل عيد انتصار الوحدة المغربية، والتحام العرش والشعب ضد الاحتلال، وهي في ذلك تجسد أيضا درسا للحاضر والمستقبل، أي أن التفاف المغاربة حول سيادة وطنهم، وحول وحدته لترابية، وتقوية الجبهة الوطنية الداخلية، هو الذي يقود دائما إلى تحقيق الانتصارات، والى إفشال مختلف مناورات الخصوم، وهذا درس عامر اليوم بالراهنية، بالنظر لما يحيط بقضيتنا الوطنية من تحديات ومخاطر. كما أن معركة مواجهة الاستعمار كشفت أيضا على أن البلاد تنتصر دائما بقوة التلاحم والتفاعل والاتفاق بين المؤسسة الملكية والقوى الوطنية، وهذا الدرس هو أيضا راهني وممتد إلى اليوم، من خلال معارك بناء الديمقراطية وتحقيق التنمية والدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد. إن الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال هو إذن استحضار لهذه الدروس، واحتفاء بدلالاتها ورمزيتها، وبامتدادها في الحاضر والمستقبل، كما أنه يمثل الإصرار الشعبي والمجتمعي على قراءة التاريخ والتمعن في دروسه بغاية الانطلاق إلى المستقبل ومواصلة مسيرة بناء الوطن وتقدمه والدفاع عنه. الاحتفال اليوم يتجسد في الإصرار على الخيارات الديمقراطية والحداثية للمملكة، وعلى مواصلة تقوية المؤسسات وتفعيل الدستور وتوسيع دوائر الحرية والديمقراطية والانفتاح والمساواة وحقوق الإنسان. والاحتفال يعني أيضا الحرص على صيانة استقرار البلاد، وحماية أمنها وسيادتها ووحدتها الترابية، وتعزيز تفرد نموذجا الإصلاحي في سياق ما تشهده المنطقة والعالم من تحولات وأحداث. ويعني الاحتفال كذلك إنجاح أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتمتيع أوسع فئات شعبنا بكل شروط العيش الكريم، وتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية والرفاه. ثم إن الاحتفال يعني إصلاح ما تعاني منه البلاد من اختلالات متراكمة، ومحاربة الفساد والريع وتقوية مقتضيات دولة القانون في مختلف المجالات. من المؤكد أن جعل الاحتفال بعيد الاستقلال ينتظم ضمن هذا الأفق المستقبلي، هو ما سيقوي ارتباط الأجيال الحالية برمزية الذكرى وملحميتها، وهو ما سيعزز استمرار دروس الماضي الوطني في الحاضر والمستقبل، أي أن يدرج استحضار هذه المحطة البارزة في التاريخ الوطني ضمن دينامية وطنية للبناء و... المستقبل. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته