خالد الناصري: حزب التقدم والاشتراكية يدعم عمل الهيئات المهنية الجادة ولا يعوضها قال خالد الناصري، «إن حزب التقدم والاشتراكية يدعم الهيئات المهنية الجادة كي تضطلع بوظائفها، وليس من مهامه تعويض هذه الهيئات». عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمه فضاء مهندس الحداثة والتقدم، التابع للحزب، يوم الجمعة الماضي بالرباط، أكد على التزام حزبه بالمساهمة في بلورة مجال عام للمهندسين على الساحة الوطنية حتى يكون قادرا على خدمة البلاد. وأوضح خالد الناصري، أن حزب التقدم والاشتراكية الذي عرف بحزب الأطر، والذي سيظل كذلك، تمكن عبر مساره النضالي من اقناع أطر عليا ذات مصداقية، والتي وضعت ثقتها في الحزب نظرا لجديته وعمق مقاربته وتراكمه النضالي في الالتزام بالقضايا الحقيقية المطروحة ببلادنا، مشيرا إلى أن اختيار فضاء الحداثة والتقدم، لهيكلة مرنة ومنفتحة عوض الهيكلة التقليدية، ليس اختيارا اعتباطيا وإنما جاء نتيجة تفكير واقتناع، على اعتبار أن من شأن هذا الإطار المرن أن يفسح المجال ليكون للمهندس موطئ قدم في حزب التقدم والاشتراكية دون أن يشعر بالإنخراط فيه بصفة تامة. وأوضح القيادي الحزبي، أن المطروح اليوم على بلادنا بكل نخبها الفكرية والسياسية إيجاد الأجوبة الصحيحة للعديد من القضايا العالقة والشائكة، مشيرا إلى أن الخطأ الجسيم في هذه المرحلة هو السقوط في الدغمائية، فالمغرب اليوم، هو مغرب جديد بواقع معقد، حسب قول الناصري الذي أكد على أن حزب التقدم والاشتراكية سيظل حزبا تقدميا يؤمن بالاشتراكية ويتعامل مع هذا الواقع المعقد الذي يفرض اتخاذ قرارات صعبة. وأفاد الناصري أن حزب التقدم والاشتراكية في حاجة إلى ما يقدمه فضاء مهندس الحداثة والتقدم في إطار مقاربات متعددة التخصصات، مشيرا إلى أن الفضاء يجب أن يتحول إلى وعاء للتفكير الجماعي لتقديم مادة أولية متطورة جدية مبينة على المنطق العميق، على اعتبار أن الفضاء هو قيمة مضافة في الحقل المهني والحقل السياسي بعيدا عن النخبوية الضيقة أو التحول إلى نخبة نرجسية تتغزل في نفسها. وأكد عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن المحطة السياسية الراهنة تتسم بكثير من الغموض وكثير من التشويش والديماغوجية، مشيرا إلى أن المغرب في حاجة إلى كل طاقاته من أجل ضبط معالم الإصلاح، الشيء الذي يفرض، حسب الناصري، تصحيح الأخطاء التي تمت مراكمتها عبر الحقب التاريخية، وذلك من أجل مواصلة مسلسل الإصلاح والتنمية المستدامة. من جانبه، أكد عبد السلام الصديقي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، على الدور الذي يضطلع به فضاء مهندس الحداثة والتقدم، خاصة في المرحلة الراهنة التي تتميز بدستور جديد أعطى إمكانيات هائلة للإصلاح والبناء الديمقراطي. ودعا الصديقي إلى ضرورة الربط بين الخيار التقني والخيار السياسي، كما دعا فضاء مهندس الحداثة والتقدم إلى الاشتغال على مجالات أساسية والتي هي في صلب الانشغالات الكبرى للبلد، ومنها على الخصوص المجال المتعلق بالتصنيع، على اعتبار أن المغرب في حاجة إلى بناء صناعة وطنية، وهو مطلب يعد أساسيا في نظر الصديقي الذي أكد كذلك أنه على فضاء مهندس الحداثة والتقدم التفكير في هذا المطلب من أجل إعطاء مضمون ملموس لاستراتيجية التصنيع ببلادنا، والتي من شأنها أن تموقع المغرب على الصعيد الإقليمي وعلى الصعيد الدولي، بالإضافة إلى مجال التجديد والبحث العلمي، ونظام التكوين في المجال الهندسي، والطاقة المتجددة والصناعة التقليدية ومحاربة الإقصاء المعرفي والعلمي. وشدد الصديقي على ضرورة بلورة ميثاق المهندس التقدمي وجعل فضاء مهندس الحداثة والتقدم فضاء منفتحا على الشباب والهيئات الهندسية الأخرى. وبدوره، ركز أنس الدكالي عضو الديوان السياسي وعضو فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، على الاشكالات التي يطرحها الجانب التنظيمي للفضاء، وعلى ضرورة ربط الجسور والتواصل مع مختلف المؤسسات المدنية والمؤسساتية من أجل الترافع حول قضايا المهن الهندسية بالمغرب، معربا عن استعداد فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب للتعاقد مع الفضاء حول مشاريع محددة ومضبوطة في المجال التشريعي. وذكر أنس الدكالي، بالإصلاحات التي طالب بها حزب التقدم والاشتراكية والتي لها علاقة مع الهندسة كإصلاح المقاصة ونظام التقاعد والإصلاح الضريبي، مشيرا إلى أن كل هذه القضايا الكبرى توجد في صلب الهندسة وأن على فضاء مهندس الحداثة والتقدم أن يشتغل عليها إلى جانب الحزب والفريق البرلماني. وبخصوص مهنة الهندسة دعا أنس الدكالي إلى ضرورة التأسيس لنقاش جاد حول تجميع مدارس الهندسة وبلورة موقف واضح موضوعي حول هذا الموضوع. ومن جانبها دعت شرفات أفيلال عضو الديوان السياسي للحزب وعضو فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب ومنسقة سابقة لفضاء مهندس الحداثة والتقدم، إلى ضرورة الانكباب على ورش تخليق المهنة وتنقيتها من كل الاختلالات التي تعرفها، مشيرة إلى أن العديد من القطاعات العمومية تعرف انحرافات كبرى في مجال الحكامة. كما دعت المتحدثة إلى ضرورة تنظيم المهن الهندسية مؤكدة على أن هذه هي المهن الوحيدة التي لا تزال غير منظمة. يشار إلى أن هذا اللقاء الرمضاني حضره أزيد من 50 مهندسا ومهندسة، يمثلون مختلف جهات المملكة وبتخصصات متنوعة اختلفت بين القطاع العام والخاص ومكاتب الدراسات والاستشارات الهندسية وشهد مساهمة فعاليات هندسية تنتمي إلى فدرالية المهندسين الطوبغرافيين وهيئة المهندسين المعماريين وأساتذة التعليم بالمعاهد الهندسية المغربية. كما أدار هذا اللقاء مراد الغوالي منسق فضاء مهندس الحداثة والتقدم، وقدم عضو المكتب التنفيذي للفضاء نجيب الصاوي تصورا عاما لمنهجية اشتغال الفضاء وكذا المجالات التي يتعين الاشتغال عليها. كما أن اللقاء كان فرصة لتقديم حصيلة الفضاء خلال السنة المنصرمة، ولإطلاع الديوان السياسي على خطة عمل الفضاء مستقبلا وخارطة طريقه المستقبلية والتي ضمنها في مشروع تعاقدي حول أهداف مسطرة ومحددة، وتم تقديمه للديوان السياسي من أجل دراسته ومصاحبة الفضاء في تنفيذه وتنزيله خدمة للإشعاع الهندسي الحزبي والوطني. كما تقدم الفضاء باستعراض مشروع وثيقة مرجعية بمثابة ميثاق للفضاء يعبر من خلالها عن مرجعيته التقدمية والحداثية وعن توابثه الوطنية والمواطناتية، وانفتاحه على كل الطاقات الهندسية الملتزمة بتحقيق ورفع الرهانات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية الرامية لتحقيق التقدم والنمو والرخاء المنشود لبلادنا.