نجح المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، في امتلاك كامل (السنطيحة)، وفي مخاصمة الخجل، ولم يتردد في إملاء شروط على المغرب من أجل إعادة فتح الحدود البرية المغلقة مع بلاده. يمكن أن تتضخم الأنا لدى كثير مسؤولين، ويمكن للشوفينية الفجة أحيانا أن تغلف كلام بعض الديبلوماسيين، لكن الأمر يكتسي خطورة كبيرة، حتى على الذات، لما يصاب الديبلوماسيون والساسة بالعمى، وتختلط الأشياء في أدمغتهم وفي الأبصار. بلاني المشار إليه، ينطق باسم عقلية متحكمة في النظام العسكري الجزائري، وهي تعتقد أن المغاربة لا ينامون طوال الليل، جراء إغلاق الحدود البرية الجزائرية في وجههم، أو أنهم يموتون جوعا، ويتطلعون إلى فتحها كي ينقذون أرواحهم من هلاك محقق، وتنسى هذه العقلية الجزائرية أن المغاربة هم أول من يتطلع إلى سلطات البلد الجار من أجل»التعاون الصادق والفعال والمثمر لوقف تدفق المخدرات والتهريب السري»، وبأن مواجهة مخاطر المناطق الحدودية، في كل أنحاء العالم، تتم بواسطة التعاون الثنائي والإقليمي، ومن خلال التفكير العقلاني والعملياتي بكثير من المهنية والصدق وبعد النظر، وليس بالاتهامات الوقحة والغبية. إن كلام الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية يكتسب طبيعة الجنون أكثر لما يتوجه إلى المغاربة، ويطالبهم أيضا ب «احترام موقف الحكومة الجزائرية فيما يتعلق بمسألة الصحراء التي نعتبرها مسألة إنهاء الاستعمار، ويجب إيجاد تسوية لها وفقا للقانون الدولي في الأممالمتحدة»، يقول بيان الخارجية الجزائرية (إيه، نعم). أيها المغاربة، لقد جاءكم منادي من الجارة الجزائر، وهو يدعوكم أن تنسوا وحدة التراب وسيادة الوطن، و(تحترموا) موقف من يعتدي على أرضكم وحقوقكم الوطنية، و(تتفقوا )معه، على أن الأمر يتعلق بتصفية استعمار(حاشاك)، وأن بلدكم قوة احتلال، وهذا كي يرضى عليكم، ويقبل بفتح حدوده معكم لتصلوا أرض ... قصر المرادية آمنين. يا ألله، كم يكون الغباء مثيرا للشفقة و...للامتعاض. نفهم بعض الحسابات الداخلية وسط عسكريي البلد الجار، خصوصا في هذه المرحلة بالذات، ونفهم صراعات موازين القوة والضغط داخل قصر المرادية وحواليه، لكن لا نفهم كيف ترتعد فرائص الجينرالات لمجرد تصريح أدلى به مسؤول من اتحاد المحامين العرب حول فتح الحدود، وتتكلف الخارجية الجزائرية بالرد عليه في بلاغ عامر بقلة الأدب، ولا نفهم كيف أن نظام البلد الجار مصاب بكل هذا التيه في زمن الحراكات والتحولات الضخمة. المغرب في أرضه يا ناس، وهو يواصل بناء مساراته الديمقراطية والتنموية بكامل الثقة في شعبه، و... نقطة إلى السطر. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته