قالت مصادر دبلوماسية إن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها مجبرة أخيرا على أن توقف سياسة النأي بالنفس التي مارستها لأشهر تجاه الملف السوري، وأنها تستعد لاتخاذ قرار يسمح بتزويد المعارضة بالأسلحة التي تساعدها على الإطاحة بالأسد.وذكرت المصادر أن ضغوطا مارستها دول خليجية بقيادة السعودية على واشنطن من أجل التحرك ضد النفوذ الإيراني بسوريا. يضاف إلى ذلك ضغوط الجمهوريين داخل الكونجرس كلها أدت إلى إعادة تقييم الموقف الأميركي. وأشار مسؤول أميركي أمس إلى أن الولاياتالمتحدة قد تتخذ قرارا هذا الأسبوع بشأن تسليح المعارضة السورية. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن مسألة تسليح المعارضة في سوريا مدرجة في جدول اجتماعات البيت الأبيض خلال الأيام القادمة. وعزت المصادر السابقة تأجيل زيارة وزير الخارجية جون كيري المزمعة إلى الشرق الأوسط بكونه ينتظر توضح الموقف الرسمي بخصوص قضية تسليح المعارضة، وهو مطلب دول شرق أوسطية على ارتباط وثيق بالأزمة السورية. وكشفت المصادر أن إدارة أوباما كانت تريد استثمار التقارير التي تتحدث عن استعمال الأسد لأسلحة كيماوية ضد المعارضة لتنقلها إلى الجنايات الدولية، فضلا عن استصدار قرار من مجلس الأمن يبيح التدخل وإقامة مناطق حظر جوي. لكن جهات استخبارية ونوابا في الكونجرس ضغطوا كي يغير الرئيس الأميركي خطته التي تتطلب الكثير من الوقت لإثبات "جرائم الأسد"، ودفعوه إلى التفكير الجدي بالرد السريع على تدخل حزب الله السافر في سوريا ومن ورائه إيران التي تريد اختلاق الأزمات لإلهاء الإدارة الأميركية عن التركيز على ملف سلاحها النووي. وأكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس باراك أوباما بات أكثر قربا من القبول بفكرة "تسليح المعارضة المعتدلة".وذكرت المصادر أن تفكير أوباما كان مركزا على كيفية التصدي لجماعة النصرة ومختلف التنظيمات الإسلامية المتطرفة في سوريا، لكن نوابا من الكونجرس وممثلين عن السي أي أيه أقنعوه بأن ذلك قد يتيح لإيران أن تفرض أمرا واقعا في سوريا يهدد المصالح الأميركية. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إنه أيد تسليح المعارضة السورية خلال المناقشات التي جرت داخل إدارة الرئيس باراك أوباما حول طرق إنهاء الحرب هناك. وأضاف ديمبسي في تصريحات للصحفيين على متن طائرته قادما من أفغانستان أنه يعتقد أن تسليح مقاتلي المعارضة قد يساعد في إنهاء الأزمة بشكل أسرع ويؤدي إلى تفادي انهيار مؤسسات الدولة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أن تصبح سوريا "دولة فاشلة". ويتوقع مراقبون أن يذهب الرئيس أوباما إلى القمة التي ستجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والمنتظر انعقادها على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في أيرلندا الشمالية مطلع الأسبوع المقبل، وهو عارف بالخطوات القادمة لإدارته إذا فشلت روسيا في "مهمة الوساطة" مع الأسد. ولفت المراقبون إلى أن أوباما سيستجيب بقراره تسليح المعارضة إلى انتظار قوي من المعارضة السورية التي شهدت عملياتها تراجعا بيّنا في ظل ندرة السلاح والأموال التي تصلها قياسا بنظام بشار الذي يحصل على دعم سخي من طهران وموسكو. إلى ذلك، دعا حسن عبد العظيم هيئة التنسيق الوطني في مؤتمر صحفي بدمشق إن الهيئة تدعو كل الاطراف غير السورية المشاركة في القتال في الأرض السورية إلى الانسحاب أيا كان الطرف الذي يقاتلون في صفه.