لنا إستراتيجية في العمل تنبني أساسا على تحسين وضعية الفلاح والنهوض بمستواه التقني ونتبنى سياسة اجتماعية واضحة أعرب المدير العام لوحدة السكر بتادلا ازيلال، على مجهيد، في لقاء إعلامي خاص، جمعه في مطلع الأسبوع المنصرم ببعض المنابر الإعلامية الوطنية، عن مدى ارتياحه من سير العمل بالوحدة الصناعية كوسومار خلال الموسم الشمندري الحالي، الذي انطلق منذ أ زيد من نصف شهر في ظروف مناخية ملائمة. الموسم وُصف ب"الجيد والهام" بما أنه اقترب إن لم نقل حقق خطوات إستراتيجية بلورتها الشركة في السنوات القليلة السابقة ،حسب تصريح المتحدث. المدير العام، الذي كان رفقة مجموعة من المسؤولين، أكد ل" بيان اليوم"، على أن الشركة، وتساوقا مع الأهداف السامية التي أرادها صاحب الجلالة للمقاولة الصناعية المواطنة، وضعت إستراتيجية في العمل تنبني أساسا على تحسين وضعية الفلاح، والنهوض بمستواه التقني، وخلق مناخ تشاركي يرضي كل الشركاء في العملية الإنتاجية. احد المسؤولين، الذي كان يتحدث بلغة الأرقام، و بناء على معطيات ملموسة، أشاد من جهته بدور الشركاء في تحسين مرد ودية الإنتاج، وأكد على الدور المنوط بهذه الوحدة الإنتاجية في النهوض بالاقتصاد الوطني، وقبل ذلك في تحسين وضعية الفلاح، وركز بالأساس على الطفرة التي تحققت مع الإدارة العامة المحلية الجديدة، التي حرصت على توسيع سياسة شركة كوسومار الوطنية، بدءا من تفعيل سياستها محليا وجهويا، ومرورا بأجرأة النظام الداخلي لها على أرضية الواقع، وصولا إلى تفعيل الأهداف الإستراتجية الكبرى التي يبقى محورها، في الأول والأخير، هو الفلاح. وعن عملية قلع الشمندر السكري، أشار مجهيد أن" المر دودية " ستكون مهمة، إن لم نقل قياسية هذه السنة، وأكد أن طموح الإدارة يسعى إلى الحفاظ على مستوى المرد ودية في 65 طن في الهكتار الواحد، وكذا الرفع من مدخول الفلاح ليفوق 37 ألف درهم في الهكتار، وتحقيق منتوج إجمالي يتراوح ما بين 800الف و850 ألف طن من الشمندر السكري، واعتبر زراعة الشمندر من أهم الزراعات بالجهة بما أن المساحة المبرمجة لها خلال سنة 2012/2013 بلغت حوالي 13الف هكتار وزيادة، فيما من المحتمل استمرار الموسم الشمندري خلال هذه السنة إلى أزيد من 90 يوم. وعن أهمية زراعة الشمندر السكري، قال المدير العام، أنها تحقق دورة اقتصادية شاملة، بما أنها تحرك عجلة 62 شركة خاصة بالتشغيل الذاتي، و33 مركز للتوزيع(توزيع البذور والأسمدة والأدوية..) وعدد لا يستهان به من وسائل النقل، ومليون و400 يوم عمل في السنة..، إضافة إلى وظيفتها في تخصيب التربة وتوفير أغذية جد غنية من حيث تكوينها العضوي ، مما يجعلها موردا إضافيا يعمل على تحسين مدخول الفلاح. التغييرات الجذرية الكبرى التي عرفتها الوحدة سواء من حيث الآليات أو التجهيزات أو من حيث تطوير عملية الإنتاج، وتوسيع وتوزيع بعض الوحدات الإنتاجية، وتحديد المهام وفق الكفاءات، جاءت بشكل مفصل، في كلمة مدير الإنتاج الحسني، الذي أشاد، وبقوة، في بداية كلمته بالأطر الكفؤة المحلية وانخراطها المسئول في تحديث بعض الوحدات التي همّت بالأساس تحسين المرودية، والقضاء بصفة شبه نهائية على التلوث البيئي، وضمان عمل مقنن للأطر العاملة وربط المسؤولية بالمحاسبة في أفق ترسيخ سياسة مندمجة تتمأسس على أخلاقيات تربط بين العمل كواجب وطني ومسؤولية شريفة والعمل كوظيفة مؤدى عنها فقط.. ومن بين أهم ما تم انجازه خلال التسيير الحالي للإدارة، والتي شكل إلى أمد قريب إكراها حقيقيا للإدارة في علاقتها بالساكنة أو بمحيطها الخارجي، "محطة معالجة المياه العادمة" بالمعمل، التي تعتبر، وبشهادة مختصين في المجال، من ابرز المشاريع التي عرفتها الوحدة، والتي بلغت تكلفتها حوالي 3ملايير سنتيم، وشكلت نموذجا متميزا على الصعيد الإفريقي.هذا إضافة، يقول المتحدث، إلى مشروع إنتاج التفل المسلوج الذي انطلق منذ السنة الماضية، وبلغ منتوجه حاليا 30 ألف طن في السنة.وتسعى الإدارة بكل شركائها الآن، إلى التعريف بهذا المنتوج الغني بمكوناته خاصة فيما يتصل بتسمين كافة أنواع الماشية. وفي ختام هذا اللقاء، تمت زيارة مرافق الوحدة الصناعية و كافة وحداتها ، بدءا من مركز استقبال الشمندر، الذي عرف طفرة قوية مقارنة فقط مع ما كان يتواجد في بداية الألفية الثالثة، بحيث أصبحت عملية غسل الشمندر، وقياس الحلاوة تخضعان لمعايير عالمية محددة، وتتم بوسائل تكنولوجية جد دقيقة، تهاوت معها مخاوف الفلاح، خصوصا بعدما أصبح هذا الأخير، يعلم أن هذه المعايير، لا يمكن التلاعب بها، بما أنها تتلاءم والاشتغال الإجرائي العام بالدول الديمقراطية الأكثر تصنيعا. زد على هذا، التطور الحاصل في كافة جوانب الوحدة سواء في طرائق اشتغال الأطر والعمال،( الذي، خلافا للسابق، أصبحوا يتمتعون بكل متطلبات الوظيفة العمومية كما يشرعنها النص القانوني ويضمنها قانون الحريات العامة)، أو في صيغ الإنتاج الذي تحترم معايير الجودة، ولا أدل على ذلك مختلف الجوائز العالمية التي حصدتها شركة كوزيمار في هذا المجال. وارتباطا بهذا البعد الاجتماعي، الذي كان حاضرا بقوة، في كلمة المتدخلين، أشار المدير العام ،أن شركة كوزيمار تتبنى سياسة اجتماعية واضحة، تتغيى من ورائها تحقيق تنمية مستدامة، وضمان مدخول قار للمنتج عبر اعتماد آليات التكنولوجيا الحديثة، والسعي الحثيث نحو تأهيل العالم القروي، والعمل على تكوين وتأطير أبناء المنتجين...،وترسيخا لهذه السياسة، عملت الوحدة الصناعية لتادلا أزيلال على تخصيص اعتمادات مهمة على سبيل الذكر، للمدرسة المركزية بأولاد عياد، وساهمت في تأثيثها تكنولوجيا، ودخلت على الخط مع بعض مكونات المجتمع المدني عبر دعم أنشطتها وفق شروط محددة بطبيعة الحال. ووطنيا وكمثال فقط، دأبنا حسب مسؤولياتنا الاجتماعية، يضيف المتحدث، على تخصيص جوائز نقدية مهمة للطلبة المتفوقين أبناء المنتجين، ودعمنا العديد منهم لمتابعة دراستهم بالماستر ،هذا بطبيعة الحال دون الحديث، عن الأعداد الهائلة من الطلبة الباحثين وطنيا وإفريقيا الذين نقدم لهم كل المساعدة الممكنة، من أجل دعم البحث العلمي والتدريب والتكوين، وهي السياسة ذاتها الذي أعطت أكلها بعدما أصبحت هذه الوحدة الصناعية نموذجا يُحتدى به على الصعيد الإفريقي والدولي.. ويكفينا فخرا أن إخواننا التونسيين ومن خلال وفد رفيع المستوى، انبهروا مما حققناه من تطور بالقطاع السكري وكانوا بذلك تواقين إلى استلهام تجربة مجموعة كوسومار إلى ارض تونس، يقول نفس المتحدث.