عثرت الشرطة الإسبانية نهاية الأسبوع الماضي، على جثة شاب مغربي مذبوحا بإحدى الدور المهجورة في بلدة «ألغيميسي» بجهة فالينسيا، شرق إسبانيا، بجانبها جثة مواطن إسباني قتل أيضا بالسلاح الأبيض. ونقلا عن وسائل الإعلام الإسبانية، فقد كان سمير، الذي يبلغ من العمر 32 سنة، يشتغل في قطاع البناء قبل أن يفقد عمله بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد مما اضطره إلى ترك المنزل الذي كان يكتريه وسط البلدة والالتجاء إلى بيت مهجور في ملكية شركة السكك الحديدية. وحسب نفس المصادر، فقد كان البيت المهجور الذي قتل فيه المواطن المغربي مرتعا للمتسكعين ومدمني المخدرات، لكن سمير حاول تأثيثه وجعله صالحا للسكن قبل أن يلقى حتفه على يد مجهول. وتضيف المصادر أن القرائن التي تتوفر عليها الشرطة تدل على أن المواطن الإسباني الذي عثر عليه مقتولا داخل نفس المنزل دخل في صراع مع الجاني قبل أن يوجه إليه هذا الأخير طعنات مميتة على مستوى البطن، أما الشاب المغربي فقد أتاه الجاني من الخلف ونحره بسرعة مما يوحي أنه أراد أن يتخلص من شاهد مزعج. وذكرت نفس المصادر أن سمير الذي كان يعمل بين الفينة والأخرى في حقول البرتقال بعد أن فقد عمله في قطاع البناء، كان شابا محبوبا لدى سكان القرية ولم يلتجأ إلى تلك الدار المهجورة إلا بعد أن تقطعت به الأسباب. وكان عدد من المهاجرين المغاربة بإسبانيا، قد لقوا حتفهم خلال الأشهر الماضية من السنة الجارية، آخرهم شاب مغربي يبلغ من العمر23 سنة يقطن بضواحي مدريد قتل يوم الخميس الماضي في ظروف غامضة، لينضاف إلى لائحة الضحايا بعد تلقيه أربع رصاصات أردته قتيلا على الفور من قبل سيارة مجهولة يمتطيها ثلاثة شبان إسبان. ويشار إلى أن إسبانيا قد شهدت خلال السنة الماضية أزيد من 350 جريمة مرتكبة بدافع كراهية الأجانب والعنصرية. فيما وقع أكثر من أربعة آلاف حادث، كاعتداء عنصري لم يتم الإبلاغ عنه خوفا من الانتقام أو التهميش الاجتماعي، حسب آخر تقرير نشرته حركة مناهضة التعصب واللاتسامح -Raxen- السنة الماضية.ويعتبر الملاحظون أن إسبانيا أصبحت مقبرة للمهاجرين المغاربة بعد أن تعددت حوادث وأسباب وفيات العديد منهم في مختلف مدنها، والتي تحرص وسائل الإعلام الإسبانية على نقلها. ولا يعرف لحد الساعة عدد المغاربة الذين قتلوا نتيجة حوادث في إسبانيا، واتسعت دائرة مقتل المهاجرين المغاربة في إسبانيا مؤخرا، لشتمل الفتيات المغربيات بعد أن اقترنت بالاعتداءات العنصرية ضد شبان مغاربة وبحوداث سير نظير السرعة المفرطة، أو باشتباكات بعد الخروج من الملاهي الليلية علاوة على حوادث تصفية الحسابات بين مافيا الكوكايين في إسبانيا والتي يرجح أن يكون قد ذهب ضحيتها عشرات المغاربة.