تنطلق بعد غد الجمعة فعاليات المعرض الدولي التاسع عشر للنشر والكتاب بالدارالبيضاء تحت شعار مركزي هو المثبت هنا في العنوان، ويجسد في نفس الوقت التعبير الحاضن لمنجزنا الثقافي والإبداعي الوطني، وأيضا النداء إلى الإقبال على الاستمتاع به والاحتفاء بصناعه. معرض الدارالبيضاء الذي يأتي محاطا بأسئلة وانشغالات مهنيي القطاع، وأيضا بتطلعات المبدعين والمثقفين وجمهور الكتاب، سيتميز بكثير لحظات إمتاع وعناق مع ثقافات متعددة من مختلف القارات والجغرافيات، فضلا عن أسئلة الراهن الثقافي المغربي، وكل هذه البرمجة ستكون من دون شك مستحضرة، في المناقشات والتحليل، للحركيات السياسية والاجتماعية المتنامية في كثير بلدان عربية وغيرها، أي أن الموعد هو لتفعيل حوار ثقافي ومجتمعي مثمر ومنتج ومنشغل بقضايا الإصلاح والحرية... إن معرض الكتاب يعتبر إذن مناسبة لدعم سعينا الجماعي من أجل تطوير صناعة وطنية فاعلة في مجال الكتاب والنشر، ومساندة الفاعلين الحقيقيين في هذا القطاع، بالإضافة إلى أهمية التفكير في قطاع التوزيع، وأيضا انخراط جميع المعنيين في المعركة الوطنية من أجل تقوية القراءة والنشر وسط شعبنا وشبابنا... يتضح إذن، أن معرض الكتاب والنشر يمتلك كثير رهانات وطنية تتجاوز بعض الحسابات المنفعية البسيطة التي يجري التعبير عنها بين الفينة والأخرى من لدن هذا التاجر أو ذاك، ومن ثم، فالمناسبة تستحق إدراجها ضمن مشروع وطني كبير يقدم الأجوبة والإجراءات الملموسة لمختلف ما يحيط بالموضوع من تحديات وأوراش(صناعة الكتاب، التوزيع، القراءة...).. لقد كشف وزير الثقافة منذ أيام عن أرقام صادمة فعلا بشأن واقع النشر والكتاب والقراءة في بلادنا، وهي معطيات تسائل اليوم الجميع، وتسائل البلاد برمتها، حيث أن بلدا يتطلع إلى ترسيخ الحداثة والديمقراطية والتقدم لا يمكن أن ينجح في ذلك من دون إشعاع القراءة ومحاربة الأمية، وتطوير التعليم، وجعل الكتاب في متناول أوسع فئات الشعب.. وسواء من خلال معرض الدارالبيضاء والتظاهرات الأخرى، أو من خلال الإستراتيجية التي ينتظر أن يكشف عنها وزير الثقافة قريبا، أو أيضا من خلال الخطة الوطنية للقراءة والنشر المنتظر الإعلان عنها قريبا، فان المشترك بينها يبقى هو(المغرب الثقافي)، الذي يجب الاحتفاء به وبثرائه وتنوعه الإبداعي والجمالي والاثني والتعبيري، وذلك انسجاما مع الزمن السياسي والمؤسساتي الجديد. إن المعرض بقدر ما هو مناسبة لاحتضان عشرات المبدعين والتجارب من جغرافيات ثقافية مختلفة، فهو أيضا مناسبة للاحتفاء بالذات الثقافية المغربية، وإبراز مختلف مكوناتها وروافدها، والتعبير عن الاعتزاز بتميز الهوية الثقافية والحضارية لشعبنا، والمعرض ثالثا هو واجهة لإبراز الأفق الحداثي المنفتح لمسارنا السياسي والمجتمعي، وبالتالي فمسؤولية الكل اليوم تتمثل في العمل من أجل الارتقاء بمعرض الدارالبيضاء إلى مستوى الموعد المغربي السنوي البارز والمرتقب من لدن فاعلين في بلدان مختلفة، ويكون وجهتهم المفضلة كل عام. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته