نظم نادي المواطنة وحقوق الإنسان بثانوية محمد السادس الإعدادية، أنشطة جد متميزة، كانت في مستوى الحدث، حيث الاحتفاء بذكرى يوم المرأة العالمي، الذي يصادف يوم 8 مارس من كل عام. أنشطة النادي الحقوقي، تضمنت قراءة رسالة من النادي إلى المرأة المغربية بهذه المناسبة، استحضرت المكتسبات وشخّصت الواقع الذي، حسب لغة الرسالة، يعاني من اختلالات حقيقية وطالبت بمزيد من الحقوق والكرامة والاعتراف بالجميل. وعرفت الأنشطة قراءة رسالة مماثلة على تلاميذ المؤسسة، وتقديم " باقة ورود" إلى الهيئة التعليمية العاملة بالمؤسسة، وذلك خلال فترة الصباح والمساء. وتخليدا لهذه المناسبة، أنجز التلاميذ الحقوقيون، أعضاء النادي، مجلة حائطية بالمناسبة، وقاموا بتوزيع بطاقات "تهنئة" على الأساتذة بصيغة المؤنث، تم انجازها من طرف جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وللإشارة، فقد لقيت هذه الأنشطة استحسانا كبيرا من طرف الهيئة التعليمية والإدارية عامة وبالطاقم النسوي على وجه الخصوص، بثانوية محمد السادس الإعدادية، الذي اعتبر الاحتفاء التفاتة استثنائية تستحق كل الثناء وتدعو إلى تكثيف الجهود بالمؤسسة في أفق تحقيق الأهداف المتوخاة من الهيأة التعليمية المؤنثة أمام هذا السيل من الخطابات الضبابية عن مردودية المرأة ببعض القطاعات المهنية الأخرى. رسالة نادي المواطنة وحقوق الإنسان بهذه المناسبة، جاء وبلغته القوية، تعبيرا صادقا عما يعرفه واقع المرأة بمختلف أطيافها سواء كانت أم أو عاملة أو ربة بيت، من تعثرات حقيقية، لا تتماشى وما سنّته المواثيق الدولية عامة، والخطابات الرسمية الوطنية وخاصة ما يطرحه موضوع المساواة والمناصفة من تساؤلات حقيقية تمس في الجوهر قضية المرأة، وتموقعها داخل المجتمع. الرسالة أيضا اعتبرت المرأة كائن بشري لا يختلف في جوهره عن الرجل، وبما أنها كذلك، فلا يحق لأي قانون وضعي أن يجعلها أسيرة وظيفة معينة، كما أن ارتهانها بوضعها التاريخي غير المكتمل، لا يعدو أن يكون سوى نتيجة رؤية ذكورية ظلت تنظر إلى المرأة بوصفها نصف الرجل وليس كيانا قائما بذاته. ولذا وانطلاقا من هذه الأسباب دعت الرسالة إلى اعتماد تربية سليمة كفيلة بتغيير رؤية الجيل الجديد إلى المرأة وترسيخ قيم المساواة في الحقوق والواجبات والتكامل في العلاقات الأسرية.