صيتها الذائع في مجال إدارة الأعمال، وهوسها بالرياضات الميكانيكية، لم ينس مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، السهر بتفان على تدبير شؤون أسرتها الصغيرة المكونة من ثلاثة أطفال، لتجمع في ذلك بين حسن التدبير الأسري والبراعة في إدارة الأعمال. هوس بالسيارات، ورغبة جامحة في قيادة الدراجات من الحجم الكبير، بل امتدت هواياتها إلى الطيران حيث غالبا ما تقود طائرتها بنفسها، وكثيرا ما تمارس لعبة التركيز والدقة على العشب الأخضر بميادين الغولف. بين الرياضة والأعمال، تشربت روح الفريق، واكتسبت القدرة الفائقة على العمل المتواصل والدؤوب، وهي الخصائص التي ميزت مختلف مراحل سيرة مريم بنصالح شقرون المهنية والذاتية الحافلة بالإنجازات ومنها تتويجها برالي الغزالة الخاص بالنساء سنة 1993. وعلى الرغم من كونها شخصية كتومة، إلا أن لمساتها تبقى بارزة في مجال العمل الجمعوي، وداخل المجتمع المدني، لفائدة المرأة والطفل، فهي عضو في مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وجمعية محمد السادس لحماية البيئة، وجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، إلى جانب تعيينها من قبل جلالة الملك محمد السادس كمفوضة ليوم الأرض سنة 2010. ارتباطها بالجهة الشرقية، التي تنحدر منها عائلتها، لم يمنع بنصالح شقرون، بيضاوية الهوى، من الانخراط لفائدة مسقط رأسها بالمبادرة إلى تأسيس مهرجان الدارالبيضاء الذي شغلت منصب رئاسته التنفيذية خلال الدورتين الأوليين سنتي 2005 و2006. خريجة المدرسة العليا للتجارة بباريس، بعد مسار دراسي بجامعة باريس أربعة دوفين، وحاصلة على دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة تيكساس، مؤهلات مهدت لها دخول مجال الأعمال والمال، لتشتغل في القطاع البنكي تتويجا لمسارها الدراسي، قبل أن تلتحق بالمجموعة العائلية «أولماركوم»، إحدى أكبر المجموعات الاقتصادية بالمملكة، والتي تشغل خمسة آلاف شخص، وتجمع بين مهن التأمين والصناعات الغذائية والطيران والعقار والتوزيع. واستطاعت بفضل تفانيها في العمل، ومؤهلاتها في الإدارة والتدبير، أن تصل إلى شغل منصب مدير المجموعة في إدارة مشتركة مع أخيها محمد حسن بنصالح، لتحقق التميز وتصبح مرجعا في مجال الأعمال والصفقات الرابحة، بفضل جديتها وقدرتها الكبيرة على التفاوض والجرأة في اتخاذ القرارات. وقد اختارتها مجلة (فوربيس) الأمريكية من بين 25 امرأة اللائي تصدرن لائحة الخمسين امرأة الأكثر تأثيرا في مجال الأعمال بالعالم العربي سنة 2005. وإلى جانب تميزها في مجال الاقتصاد والمال، نجحت السيدة مريم بنصالح شقرون في الولوج إلى العمل المؤسساتي على الصعيدين الوطني والدولي من خلال عضويتها في عدد من الهيئات كالهيئة العليا لإصلاح القضاء والمجلس النقدي لبنك المغرب ورئاستها للمجلس الأورو-متوسطي للوساطة والتحكيم، علاوة على عضويتها في عدد من الهيئات الاقتصادية الدولية كمجلس إدارة (أوتلسات موند) والمجلس العربي للأعمال داخل المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس. وفي 16 مايو 2012، جرى انتخابها بنسبة 97 في المائة من الأصوات رئيسة للاتحاد العام لمقاولات المغرب لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في العالمين العربي والإفريقي. ولمواجهة الإكراهات والتحديات التي تجابه المقاولين المغاربة، اختارت السيدة بنصالح شقرون أن تشتغل على قيم المسؤولية الاجتماعية والكفاءة والتضامن المقاولاتي والتنمية المستدامة والتميز في الأداء، لتواصل، بكل تصميم وثقة وثبات، مسيرتها كامرأة استثنائية بكل المقاييس.