مواجهة قوية بين كوت ديفوار ونيجيريا وغانا تصطدم بالرأس الأخضر تبدو المكونات المناسبة وكأنها متوفرة وفي مكانها الطبيعي لتجعل من دور الثمانية في كأس الأمم الافريقية في مطلع الأسبوع المقبل وجبة حقيقية في كرة القدم. وينطلق اليوم دور الثمانية عندما يلعب منتخب الرأس الأخضر في مشاركته الأولى بالنهائيات ضد غانا التي تبدو فريقا قويا ولا تزال تبحث عن لقبها الخامس في البطولة والأول منذ 1982. وبعدها سيتحول الاهتمام إلى فريق البلد المضيف الذي سيواجه مالي أمام جمهور يعتقد أنه سيصل إلى 56 ألف متفرج في استاد موزيس ماديبا في دربان. ولن يقتصر سعي جنوب افريقيا على حجز مكان في قبل النهائي بل للثأر لهزيمتها أمام مالي في نفس المرحلة في نهائيات 2002. و يجمع غدا الأحد لقاء مرتقب بين عملاقين لم يخسر أيهما حتى الآن في البطولة وهما كوت ديفوار ونيجيريا التي وصلت لهذه المرحلة رغم تأكيد مدربها ستيفن كيشي مرارا على أن فريقه صغير السن ولا يزال في طور الإعداد. وأظهرت كوت ديفوار التي تسعى وراء لقبها الثاني في البطولة بعدما ذاقت طعم التتويج في 1992 قوة كبيرة تؤهلها لتجاوز نيجيريا لكن قائدها ومهاجمها البارز ديدييه دروغبا الذي فشل مرات عديدة في نيل اللقب لا يعتبر أن الاستمرار في البطولة مضمونا. وستقام تلك المواجهة باستاد رويال بافوكينغ الرائع في راستنبرغ قبل أن تنتقل الإثارة إلى نلسبروت حيث استاد مبومبيلا الحديث. وستلتقي هناك بوركينا فاسو التي تألقت على نحو مفاجيء مع منتخب توغو وهو فريق آخر ظهر بشكل أفضل من المتوقع وتجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في ثماني محاولات. ولكل من المباريات الأربع مصدر جذب خاص لكن لا شك في أن اللقاء الذي سيستحوذ على اهتمام عشاق كرة القدم سيكون بين غانا والرأس الأخضر يومه السبت. والرأس الأخضر هي أصغر بلد ينافس في النهائيات ومدربها لوسيو انطونيس صديق للبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الاسباني. ورغم قلة خبرة الرأس الأخضر على الصعيد الدولي ومستوى قوة الدوري المحلي بها فإن انطونيس يعمل بطريقة مورينيو مع الفريق ويحقق في المجمل نتائج أفضل مما يمكن توقعه من فريقه كأفراد. ولا يذهب انطونيس بعيدا حين يتحدث بل يكتفي بالقول إنه حقق هدفه بوصول الرأس الأخضر لهذا الحد في البطولة لكن الفريق به مواهب أبرزها المهاجم لويس سواريس (بلاتيني) ورايان منديز في الوسط والقائد ناندو في الدفاع. ولدى غانا وهي فريق آخر في طور التكوين وفقا لمدربها كواسي ابياه مواهب وخبرات في كل مركز تقريبا وإن ظهر القائد اسامواه جيان بمستواه عندما قاد بلاده لاكتساح النيجر بثلاثية نظيفة فإن منتخب الرأس الأخضر سيكون عليه البحث عن حلول لاحتواء خطورته.