حساب تحدي الألفية يقدم 7٫62 مليون دولار للمساهمة في مشاريع تحديث وتنمية قطاع الصناعة التقليدية تعرف المشاريع التي يتم إنجازها بمدينة فاس بتمويل من حساب تحدي الألفية بهدف تثمين وتطوير قطاع الصناعة التقليدية وتيرة تصاعدية في نسبة الإنجاز وهي مشاريع ستساهم بشكل كبير عند الانتهاء منها في إحداث تحولات عميقة في وجه وبنيات هذا القطاع بالمدينة. تنفيذ المشاريع التي يتم تمويلها بواسطة هذا الحساب ومجموعة من الشركاء الآخرين سواء على المستوى المحلي أو الوطني، حسب المندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس، يتم وفق البرنامج الذي تم اعتماده وذلك بتنسيق وتشاور مع الجمعيات وتعاونيات الحرفيين . ويقدم حساب تحدي الألفية من خلال غلاف مالي يقدر ب 7،62 مليون دولار مساهمة كبيرة لمشاريع تحديث وتنمية قطاع الصناعة التقليدية بالعاصمة العلمية للمملكة وهي المساهمة التي تعزز وتدعم الجهود المبذولة في إطار المخطط الجهوي لتنمية القطاع . وتستهدف هذه المشاريع إعادة الإشعاع والتألق لقطاع حيوي لعب ولا يزال أدوارا مهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لساكنة مدينة فاس خاصة في مجال توفير الشغل إلى جانب إسهامه في حماية وصيانة الموروث الثقافي للحضارة المغربية . وتضم مدينة فاس حوالي 53 ألف من الحرفيين أي ما يمثل نسبة تقدر ب 17 في المائة من اليد العاملة النشيطة موزعة على أكثر من 200 حرفة و12 ألف و691 وحدة متخصصة في مهن وحرف الصناعة التقليدية . كما يشكل القطاع مصدرا مهما للدخل لحوالي 33 في المائة من ساكنة المدينة ولأكثر من 75 في المائة من السكان المستقرين داخل أسوار المدينة القديمة لوحدها . ويروم مشروع " الصناعة التقليدية والمدينة " الذي يمول من طرف حساب تحدي الألفية وتشرف عليه وكالة الشراكة من أجل التنمية بشكل أساسي تنمية وتطوير قطاع الصناعة التقليدية من خلال تقوية وتكثيف العلاقات بين هذا القطاع وقطاع السياحة وكذا من خلال تثمين المكونات التاريخية والثقافية والمعمارية للمدينة العتيقة بفاس . كما يساهم هذا المشروع في دعم البرنامج الوطني لمحاربة الأمية الوظيفية والتكوين المهني لفائدة الحرفيين وتحسين قدراتهم في مجال الاستثمار في القطاعات التي تتطلب اقتناء آليات ومعدات تقنية حديثة فضلا عن تسهيل ولوجهم للخدمات المالية والتمويلية إلى جانب مساهمته في إعادة تهيئة وصيانة العديد من المواقع التاريخية بالمدينة العتيقة وتهم هذه المشاريع بالخصوص إعادة تهيئة ساحة ( للايدونة) التي خصص لها غلاف مالي يصل إلى 36،194 مليون درهم وترميم وإعادة هيكلة أربعة فنادق قديمة يعود بناؤها إلى القرنين 14 و15 الميلادي وهي ( الشماعين والصبيطريين والستاويين والبركة ) بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 06،53 مليون درهم إضافة إلى تنمية وتطوير منطقة صناعية ب ( عين النقبي) لإعادة توطين الحرفيين المتخصصين في مهن النحاس والذين سيتم ترحيلهم من ساحة ( للا يدونة ) فضلا عن تحديد التوجهات الجديدة لمهن الدباغة التقليدية بهدف جعلها تستجيب للمواصفات والمعايير الوطنية والدولية في مجال حماية البيئة والمحافظة على الصحة والسلامة. وقد رصد لقطب الصناعة التقليدية بعين النقبي مبلغ استثماري إجمالي يقدر ب 5،275 مليون درهم 5،125 مليون درهم منها ممولة من طرف حساب تحدي الألفية وسيستفيد من هذا المشروع 5882 من الحرفيين والصناع التقليديين. ويعد الشق المتعلق ب " الإنتاج في قطاع الصناعة التقليدية " أحد المكونات الأساسية المندمجة ضمن مشروع تنمية وتطوير قطاع الصناعة التقليدية باعتباره يروم مساعدة الحرفيين المتخصصين في صناعة الفخار على الاستثمار في مجال الجودة من خلال الاعتماد على التقنيات والمعدات الحديثة غير الملوثة. كما أن التمويلات التي يوفرها مشروع حساب تحدي الألفية تركز على نقل التكنلوجيات الحديثة من خلال دعم اقتناء الأفرنة العصرية التي تعتمد على الغاز والتي ستعوض الأفرنة التقليدية التي تساهم في تلوث البيئة والمجال إلى جانب دعم التكوين على اكتساب مهارات في الإنتاج والتسويق وتقنيات التسيير التجاري للورشات الصناعية . وقد خصص لهذا المكون الذي يتم تنفيذه بتنسيق وتعاون مع صندوق محاربة التلوث الصناعي غلاف مالي يصل إلى 5،2 مليون دولار ستوجه لتقديم مساعدات إضافية بنسبة تقدر ب 40 في المائة من ثمن شراء الأفرنة الحديثة . ومن جهة أخرى يقدم مشروع حساب تحدي الألفية دعما مباشرا لحملات تسويق منتوجات الصناعة التقليدية وكذا للإبداع والابتكار في هذا القطاع إلى جانب دعم إحداث وتجديد المسارات السياحية بكل من مدينتي فاس ومراكش (52،2 مليون دولار). وبما أن مكون الجودة يظل من المكونات الأساسية في تنمية وتطوير قطاع الصناعة التقليدية وصادراته يعمل مشروع حساب تحدي الألفية على مصاحبة السلطات العمومية في وضع وتنفيذ مشروع الشارة الوطنية للصناعة التقليدية التي أعطيت انطلاقتها الرسمية خلال شهر نونبر الماضي والتي تشكل مكونا أساسيا من برنامج إنعاش وتنمية قطاع الصناعة التقليدية . ويروم هذا المشروع وضع معايير محددة لتصنيف المنتوج الحرفي الوطني ضمن خانة المنتوجات المحترمة لمواصفات الجودة المعتمدة على الصعيد الدولي لضمان استمراريته خاصة لدى قنوات التوزيع والتسويق داخل المغرب وخارجه. كما يهدف هذا المشروع إلى تمكين الصناع التقليديين والمقاولات الصغرى والمتوسطة في القطاع من وسيلة للتميز على مستوى جودة الإنتاج والإبداع واحترام الأبعاد البيئية مما سينعكس بشكل إيجابي على مستوى إنعاش وتسويق المنتوج التقليدي والتعريف به . وتتواصل عمليات إنجاز مختلف هذه المشاريع بشكل تصاعدي باعتبارها تستهدف بالأساس إنعاش وتنمية قطاع الصناعة التقليدية وتثمين المنتوج الحرفي الوطني وضمان استمراريته من خلال جعله يستجيب لمواصفات الجودة المعتمدة على الصعيد الدولي كان حساب تحدي الألفية قد قدم للمغرب هبة بقيمة 5،697 مليون دولار من أجل دعم مجهود السلطات العمومية في محاربة الفقر والهشاشة والرفع من نسبة النمو الاقتصادي.