تكريم المخرج الأمريكي جوناثان ديم والمنتج المغربي كريم أبوعبيد وتوالي لقاءات الماستر كلاس مع كبار المخرجين العالميين مازالت تتواصل فعالياته بنجاح كبير ومعها فقرة التكريمات، فبعد تكريم النجمة الفرنسية إيزابيل هوبير والسينما الهندية وتكريم المخرج الصيني زانك يمو، كرم مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته الثانية عشر يوم أمس الخميس المخرج العالمي جوناثان ديم وهو أمريكي الجنسية قدم للسينما في هوليود العديد من الأفلام الناجحة . وقال المخرج جوناثان ديم الحاصل على جائزة الأوسكار 5 مرات أن التكريم من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش وسام على صدري لأنة جاء من مهرجان كبير . وأضاف أن المهرجان يقدم مستوى متميز من الأفلام الأجنبية والعالمية، والتنظيم رائع جدا في كل شي، وأوضح أن كل تكريم يحصل علية يكون إضافة كبيرة تسجل في تاريخه. وحصل المخرج جوناثان ديم على خمس جوائز أوسكار من خلال فيلم «صمت الحملان» منها أوسكار أفضل مخرج، وأوسكار أفضل ممثل لأنتوني هوبكنز، وحصل فيلم «فيلادلفيا»، الذي أخرجه سنة 1993، والذي لقي نجاحا كبيرا لدى الجمهور ، فقد نال عنه توم هانكس جائزة أوسكار أفضل ممثل!» دروس السينما 'الماستر كلاس'، تشكل أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام من حيث حجم ونوعية الحضور في المهرجان. كما كان أول أمس من المكرمين المنتج السينمائي المغربي كريم أبو عبيد، ويعد هذا التكريم الذي حضره عدد كبير من مهنيي السينما داخل وخارج المغرب، سابقة في تاريخ المهرجان إذ لأول مرة يتم الاحتفاء بالإنتاج كحلقة أساسية في صناعة السينما، كفن ومهنة. وأبرز نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة مهرجان مراكش خصال الكفاءة المهنية والعمق الإنساني لكريم أبو عبيد معتبرا أنه يتقاسم مع المحتفى به مسؤولية تكريس وضع المغرب كقاعدة للسينما العالمية. وقال الصايل إن المهرجان بتكريمه لكريم أبو عبيد يوجه «رسالة إلى كل من يتطلع ليجعل من السينما سلاحا ذخيرته المستقبل». وفي كلمته بالمناسبة، استعاد كريم قصته مع السينما كحلم تحول إلى مشروع معتبرا أن تكريمه تكريم لكل المهنيين الذين يكثفون جهودهم من أجل إنجاح تصوير الإنتاجات السينمائية العالمية ذات المردودية الهامة بالنسبة للمغرب. ويعد كريم أبو عبيد واحدا من مديري الإنتاج المغاربة الموهوبين والأكثر خبرة في مجال الصناعة السينمائية الوطنية. بدأ أولى الخطوات في مسار مهني حافل منذ أزيد من ثلاثين عاما، عمل خلاله في مختلف أقسام الإنتاج السينمائي مما أكسبه خبرة كبرى تجعل منه منتجا ذا سمعة من درجة العالمية. وأصبح أبو عبيد شريكا هاما لأبرز الانتاجات الهوليودية التي يتم تصويرها في المغرب. وساهم في صناعة أفلام لمخرجين عالميين من قبيل «أمير فارس» (برنس أوف بيرسيا) لمايك نيويل و «بابل» لأليخاندرو غونثاليث إيناريتو و»مملكة الجنة» لريدلي سكوت و «الاسكندر» لأوليفر ستون و «إخوة الصحراء» لشيخار كابور و «عودة المومياء» لستيفان سومرس. وفي عام 1998 أحدث رفقة شريكيه أحمد أبو النعوم و عبد الحفيظ بلافريج، شركة الإنتاج والخدمات السمعية البصرية «دين فيلم» ، التي سرعان ما أصبحت رائدة السوق الأنكلوسكسوني بالمغرب. من جهة أخرى تواصل الدورة الثانية عشر إقامة دروس الماستر كلاس التي تعد من بين أهم الفقرات، لما تتيحه للطلبة والنقاد وعشاق السينما من استفادة من خبرة كبار المخرجين العالميين، هذا البرنامج المعرفي الذي يقام للسنة الخامسة، مع المخرج الأميركي دارين ارنوفسكي و الفلبيني بريونتي ميندوزا وكان يوم أمس لجمهور طلبة السينما موعد مع المخرج الأمريكي أورنوفسكي صاحب رائعة «صمت الحملان» لتختتم سلسلة الماستر كلاس يوم غد السبت بدرس للفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان عام 2012، المخرج الإيطالي ماتيو كاروني. وإضافة إلى هؤلاء المخرجين الأربعة، تستضيف هذه الفقرة المخرج والسيناريست والمنتج البريطاني جون بورمان، رئيس لجنة تحكيم الدورة 12، وكذا المفكر الفرنسي إدغار موران، في جلستي مناقشة سينمائية. وقد تعاقبت عبر الدورات، على دروس الماستر كلاس أسماء وازنة في سماء الفن السابع عالميا، لعل من أبرزها، المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي ومواطنيه جيم جارموش وفرانسيس فورد كوبولا والمخرج الصربي إمير كوستوريتشا والفرنسي جون جاك آنو. درس السينما مع دارين أورنوفسكي تميز بفيض غزير من المعلومات وحج إليه حشد كبير من المهتمين، مبتعدا عن الطابع التلقيني الذي يميز المحاضرات عموما ولكنه كان أشبه بحوار مفتوح استهله بأسئلة تراكمية زمنيا عن بدايات ارنوفسكي وعشقه للسينما وصولا إلى انجازه فيلمه الأول. حيث يقول عن تجربته « إن مشاهدة الأفلام كثيرا هي ما تجعلك ترغب في صناعة الأفلام لقد تعلمت السينما من كثرة المشاهدة خلال سنوات السبعينيات عندما كنت فتى صغيرا ادخل إلى نوادي الفيديو في بروكلين, ولكم أن تتصورا أنني حتى قبيل أن أتخرج من الجامعة لم أكن ادري ما هو بالضبط عمل المخرج داخل الفيلم، كانت بداخلي رغبة في صناعة الأفلام ولم أكن ادري سوى أنني أريد أن أكون مخرجا دون أن يكون لدي أدنى فكرة عن ذلك. ويضيف بخصوص عمله كمخرج: العمل كمخرج هو أن تقود، أن تمنح فرصة للآخرين أن يكونوا أعضاء في فرقة تريد الغناء دون أن تجبر أحدا على ذلك, أنت لا تتحكم في الممثل أنت تقوده فقط وهو نفس الحال في طاقم التصوير, الجميع لديهم قدرات جيدة و جل ما تريده أن توظف هذه القدرات لخدمة التعبير عن أفكارك وبعثها للحياة, أن أهم ما ابحث عنه في الممثل هو أن يوليني ثقته. أن يثق في أنني أقوده في الاتجاه الصحيح. مؤكدا أن «المونتاج هو مدرستي الحقيقية استطيع أن أقول أنني تعلمت السينما في غرفة المونتاج لقد كنت أساعد الجميع في البداية أثناء عملية مونتاج أفلامهم وهناك تعلمت أن فن السينما يعتمد على أمر أساسي هو الحكي عبر الصورة وقطعها». ولد دارين ارنوفسكي في حي بروكلين بنيويورك وأنجز أول أفلامه وهو في العشرينيات من العمر عام 1998 بعنوان «بي» وقد صور بالكامل بالأبيض والأسود في إطار من السينما ذات اللمسة التجريبية الواضحة والمغامرة المونتاجية والإنتاجية على حد سواء تلاه في عام 2000 الفيلم الذي وضعه بين قائمة أهم المخرجين الشباب في العالم»مرثية حلم» عن أربعة شخصيات كل منها يدمن شيئا ما, ثم توقف لمدة ستة سنوات قبل أن ينجز فيلمه الفلسفي «النافورة» بطولة هيوجاكمان عن طبيب مخ وأعصاب يجاهد من اجل إنقاذ زوجته من السرطان فيدخل في رحلة صوفية عن معنى الحياة والموت والخلود. وفي عام 2008 قدم فيلمه «المصارع» بطولة ميكي رورك والذي حصد الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا من نفس العام وحصل ميكي رورك على جائزة الغولدن غلوب كأحسن ممثل. وفي العام الماضي قدم ارنوفسكي قصيدته السينمائية «البجعة السوداء» الذي ترشح لأربعة جوائز اوسكار وحصلت نتالي بورتمان على اوسكار أحسن ممثلة عن دورها وصنف الفيلم كأفضل عشرة أفلام في سنة إنتاجه وحقق إيرادات بلغت 380 مليون دولار. ومؤخرا انتهى ارنوفسكي من تصوير احدث أفلامه «نوح» من بطولة راسل كرو والمأخوذ عن قصة أبو البشر الثاني نوح كما وردت في العهد القديم ومن المنتظر أن يعرض الفيلم خلال العام القادم. فيلموغرافيا مختارة لكريم أبو عبيد: لعبة العرش لدان مانيهان تلفزيون:2012 طريق الحرية لبيتر وير : 2009 المحتال لباسكال شومي : 2009 أمير بلاد فارس رمال الزمن لمايك نيويل: 2008 مجموعة بادر ليولي إدل : 2007 في وادي إيلاه لبول هاجيز : 2007 قصة الميلاد لكاترين هاردويك : 2006 حرب شارلي ويلسون لمايك نيكولز : 2006 بابل لأليخاندرو كونزاليك إيناريتو : 2005 مملكة السماء لريدلي سكوت : 2004 ألكسندر لأوليفر ستون : 2003 لعبة الجواسيس لتوني سكوت : 2001 إخوة الصحراء لشيخار كابور : 2001 عودة المومياء لستيفن سومرز : 2000 قواعد الاشتباك لوليام فريدكين : 1999 المومياء لستيفن سومرز : 1998