الظهور بمستوى مقبول وتفادي هزيمة ثقيلة هدف أساسي للعناصر الوطنية يخوض اليوم المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة ثالث لقاء، وهو الأخير له برسم مونديال التايلاند الذي تتواصل منافساته بالعاصمة بانكوك إلى ال 18 نونبر الجاري بمشاركة 24 منتخبا موزعة على ستة مجموعات، حيث يوجد المغرب ضمن المجموعة الثانية إلى جانب بنما، إيران واسبانيا، وهى واحدة من أقوى مجموعات الدورة السابعة من كأس العالم لهذه اللعبة التي بدأت تعرف انتشارا ملحوظا على الصعيد لدولي. ومن المؤكد أن المدرب هشام الدكيك يعرف جيدا قوة الإسبان وتمرسهم، وطموحهم الكبير للفوز باللقب العالمي، وعلى هذا الأساس يسعى للظهور بمظهر مشرف، كما كان الحال أمام إيران في ثاني لقاء، حيث أجمع كل المتتبعين لهذه الدورة على أن المنتخب المغربي نافس بقوة، وكان ندا قويا للإيرانيين، رغم قوتهم وتجربتهم الغنية، ولم ينهزم إلا بفارق الخبرة، وضربة جزاء مشكوك في مشروعيتها، ويكفى هنا تقديم رقم واحد دال على قوة الإيرانيين، فقد فازوا باللقب الأسيوي 10 مرات من بين 12 دورة. إلا أن ما حدث من انهيار خلال الجولة الثانية خلال اللقاء أمام بنما، وما عرفه من تراجع مخيف طرأ على الأداء المغربي، بعدما كان متفوقا خلال الجولة الأولى، جعل كل مكونات الوفد المغربي تقف طويلا حول الأسباب وراء ذلك، بين دور المدرب واللاعبين في التحول السلبي الغريب الذي حدث، وبين العوامل الموضوعية التي تهم الممارسة ككل، من بينها ضعف اللياقة البدنية، تقدم بعض اللاعبين في السن، ضعف الإعداد وغيرها من الحيثيات التي تخيم بظلالها على أول مشاركة بهذه التظاهرة... وبدون شك، فإن المنتخب الإسباني يسعى للحفاظ على رتبته الأولى لتفادي مواجهة قوية خلال الدور الثاني ضد المنتخب الروسي العنيد، وهو أحد المرشحين للفوز باللقب، وعلى هذا الأساس، فان الفوز على الفريق المغربي حولته معطيات اللقاءات السابقة إلى ضرورة ملحة لأصدقاء العميد كيكي، والذين يبهرون كالعادة بأداء راق يشكل بالفعل مدرسة حقيقية. فهذا المنتخب الإسباني الذي يبهر العالم إلى جانب البرازيل، يشكل بالفعل ظاهرة حقيقية، فقد فاز باللقب العالمي مرتين، كما انهزم مرتين في المقابلة النهائية، وتوج ست مرات باللقب الأوروبي، ومن بين نجومه هناك قائد الماتادور كيكي الذي سبق أن توج مع منتخب بلاده كبطل للعالم سنة 2004، وهناك توريس الذي يشارك للمرة الثالثة بالمونديال، والحارس كريستيان الذي يعد قوة حقيقية داخل تشكيلة المدرب لوبيز فينانسيو، ولعل الانسجام الكبير بين اللاعبين يشكل علامة فارقة، تجعل حضوره لافتا في عالم كرة القدم داخل القاعة. ويتكون المنتخب الاسباني الذي يشكل امتدادا طبيعيا لمنتخبات للمدرسة الاسبانية المعطاء، من فريقي أف سي برشلونة وأنتر مفيستار بالإضافة إلى ايلبودزو مورسيا، وهذا من بين أسرار الانسجام الكبير الذي يميز تشكيلته الأساسية التي يشرف على تأطيرها منذ سنة 2007، المدرب لوبيز فينانسيو، وهذا عامل إضافي يلعب لصالحه. وفي لقاءات عابرة بمقر الإقامة بفندق هيلتون، عبر لنا العديد من نجوم المنتخب الإسباني عن إعجابهم بتقنيات اللاعبين المغاربة، إلا أنهم يتفقون مع المدرب الإيراني في كون الأداء المغربي يطغى عليهم في العديد من الأحيان طريقة لعب كرة القدم العادية داخل الملاعب الكبيرة، وينصحون بإتباع الطرق والأساليب الحديثة التي تعرفها كرة القدم الخماسية. وخلال زيارتنا لمقر إقامة الوفد المغربي، لاحظنا الارتياح الذي يعم جل أعضاء البعثة، خاصة بعد العرض الطيب في اللقاء الثاني، ويطمحون لتقديم عرض مماثل أمام الأسبان رغم صعوبة المهمة، وقد منح المدرب الدكيك يوم راحة للاعبين، واكتفى يوم أمس الأربعاء بحصة تدريبية بالقاعة التابعة للفندق. وحدد مسؤولو الوفد المغربي يوم الجمعة كموعد للعودة للمغرب، وهو نفس اليوم الذي سيعرف عودة الجمهور الذي يوجد ببانكوك لمتابعة لقاءات الفريق المغربي، بعدما كان مقررا أن تكون العودة يوم 13 من الشهر الجاري، إلا أنه حدث اتفاق بين أفراده للتعجيل بالعودة. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من رؤساء أندية كرة القدم داخل القاعة يتواجدون حاليا بالتايلاند خصيصا لمتابعة أول مشاركة للفريق الوطني بالمونديال، ويوجد من بينهم عبد اللطيف العافية مسؤول نادي أجاكس طنجة، مصطفى أكميح رئيس فريق أجاكس القنيطرة صحبة مدرب الفريق محمد طويل، محمد الماعوني رئيس شباب خريبكة، عبد الهادي زيتون رئيس دينامو القنيطرة، ونبيل مهيلة رئيس وفاق الحي الحسني بالدار البيضاء.